يقدم الكوميدي الأميركي الشهير جون ستيوارت مساء الخميس حلقته الأخيرة من البرنامج الساخر «ذي ديلي شو» بعد 16 عاماً على الشاشة أضحك خلالها الملايين، ما يثير حالاً من الحزن لدى الكثير من محبيه بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما. وبقي مضمون الحلقة الأخيرة التي تبثها محطة «كوميدي سنترال» وهوية الضيوف طي الكتمان. إلا انه من المتوقع أن تبلغ مدتها ساعة كاملة أي ضعفي المدة العادية لحلقات البرنامج. وقال ستيوارت ممازحاً في تصريحات أدلى بها أخيراً: «فلتكن الأمور واضحة، أنا لست على فراش الموت»، في حين يتساءل مئات الآلاف من معجبيه عن كيفية تقبلهم الحملات الانتخابية للاستحقاق الرئاسي المقبل من دون التعليقات الساخرة التي يقدمها ستيوارت في شأن التطورات السياسية أربع ليال أسبوعياً. وعلى مر السنوات، حجز جون ستيوارت (52 سنة) المتحدر من نيويورك والمتميز بحسه الفكاهي الساخر وميوله اليسارية الواضحة، مكانة فريدة له في المشهد التلفزيوني الأميركي الذي يمثل سلطة نافذة في البلاد، على تقاطع السياسة والصحافة والترفيه. وتقوم فكرة «ذي ديلي شو» على تقديم نشرة إخبارية ساخرة تتناول أهم التطورات مع تحليل تصريحات السياسيين، فضلاً عن السخرية في كثير من الأحيان من أساليب المحطات الإخبارية خصوصاً «فوكس نيوز» و«سي أن أن»، وتسليط الضوء على النفاق والحماقة في المواقف السياسية. كذلك يستضيف البرنامج في كل حلقة شخصية للرد على أسئلة ستيوارت وتعليقاته اللاذعة. ويجذب البرنامج في المتوسط 1,3 مليون مشاهد أميركي يومياً، يضاف إليهم مئات الآلاف الآخرين ممن يتابعون الحلقات عبر الإنترنت خصوصاً في فئة الشباب. وعنونت صحيفة «ديلي نيوز» الصادرة في نيويورك الاثنين: «الكوميدي الذي تحول ضميراً»، في حين كتبت مجلة «فراييتي» المتخصصة «لماذا قد يتعذر إيجاد بديل له». ويذكر المشاهدون الكثير من اللحظات التلفزيونية خلال مسيرة جون ستيوارت في برنامج «ذي ديلي شو»، بينها إطلالته بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 والتي لم يستطع خلالها حبس دموعه وتوجه إلى المشاهدين بالسؤال «هل أنتم بخير؟». وخلال انتخابات العام 2000 الرئاسية التي انتهت بفوز الرئيس السابق جورج بوش الابن، سخر ستيوارت من عملية إعادة احتساب الأصوات التي شغلت العالم أسابيع. كذلك وجه انتقادات متكررة للحرب في العراق ما أجج مشاعر التشكيك في جدوى هذه الحملة العسكرية لدى بعض الأميركيين. وعن مشاريعه بعد «ذي ديلي شو» الذي سيحل مكانه في تقديمه الكوميدي الجنوب أفريقي تريفور نوا، قال ستيوارت إنه يحتاج إلى «مزيد من المرونة»، موضحاً أن هذا البرنامج كان يمنعه من رؤية ولديه البالغين 11 و9 سنوات.
مشاركة :