كثفت وزارة الخارجية المصرية من تحركاتها في إطار الاحتفالات بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، حيث نشطت السفارات والبعثات الدبلوماسية في الترويج للمشروع في الدول الموجودة بها، مع الشركات الدولية الكبرى، واستقبل سامح شكري وزير الخارجية المصري بول تراستفُل، رئيس تحرير مجلة فوربز، التي خصصت ملحقاً عن مصر بعنوان الأفضل في إفريقيا، بمناسبة افتتاح مشروع القناة الجديدة، وينشر في سبتمبر المقبل، حيث بحث شكري خلال اللقاء، مختلف الموضوعات التي ستنشرها المجلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن اهتمام مجلة فوربز بالمشروع يدل على استعادة مصر لدورها وثقلها الإقليمي والدولي، وثبوت الخطى التي تتخذها مصر نحو الارتقاء بالاقتصاد، ودفع عجلة التنمية، وجذب الاستثمار، حيث تعد فوربز من أوسع المجلات انتشاراً، وأكثرها تأثيراً في مجالات الاقتصاد والصناعة والمال على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الملحق يتضمن تقريراً حول آخر التطورات الإيجابية في مصر. وأضاف المتحدث، إن الملحق يتناول الإصلاحات والسياسات، التي جعلت من مصر تجربة ناجحة يُحتذى بها على مستوى الأسواق الناشئة، وفي مقدمتها افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، وعقد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، والذي نجح في ضخ استثمارات جديدة، وتمويل العديد من المشروعات المحلية، كما سيتضمن أهم التطورات على الساحة السياسية، ومنها دور مصر الإيجابي في مكافحة الإرهاب في المنطقة، وكذا بدء عضويتها بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي سوف تستمر لمدة عامين من 2016 إلى 2018. ومن جانب آخر، شكلت السفارة المصرية في موسكو فريق عمل للترويج لمشروع قناة السويس الجديدة في السوق الروسية. واستعرض محمد البدري سفير مصر في موسكو فوائد المشروع خلال لقاء له مع كبار الإعلاميين ورجال الأعمال الروس، وذلك في مؤتمر صحفي، عقده في مؤسسة روسيا اليوم، أكبر مؤسسة إعلامية روسية، حيث استعرض أهم الجوانب الفنية والملاحية للمشروع، ودوره في دعم الأهمية الاستراتيجية لمصر على المستوى الدولي. واستعرض السفير الفرص الاستثمارية المتاحة للمشاركة في المنطقة اللوجستية المرتبطة بهذا المشروع العملاق، استناداً إلى أهميته في التجارة الدولية، وارتباطاً بفرص إعادة التصدير لأسواق تبلغ القدرة الشرائية فيها لأكثر من 1.6 مليار نسمة، حيث أشار إلى أن ذلك سيتم عبر استغلال اتفاقيات التجارة الحرة لمصر مع الاتحاد الأوروبي، وعدد من التجمعات الإفريقية ودول الإفتا. وفي تطور آخر صرح عمرو حلمي سفير مصر في روما، بأن مجلس الأعمال المصري الإيطالي انتهى من إعداد دراسة متكاملة عن الآثار الاقتصادية لمشروع قناة السويس الجديدة على التجارة الدولية، وعلى حركة الملاحة البحرية العالمية، أكد فيها الخبير الاقتصادي الإيطالي ماسيمو ديندرياس، أن المشروع الجديد سيعزز من تنافسية قناة السويس بدرجة كبيرة، بما يجعلها تستوعب 25% من حركة الملاحة التجارية، التي كانت تعبر من خلال قناة بنما، إذ تسمح القناة المصرية الجديدة بعبور كل أنواع سفن الشحن على مختلف حمولاتها، سواء ناقلات البترول العملاقة أو سفن الحاويات الضخمة. وأكد أن الدراسة تبين أن التطور الجديد لقناة السويس سيشجع شركات الشحن العالمية، خاصة تلك المسؤولة عن تنظيم حركة الملاحة التجارية، فيما بين آسيا وأوروبا إلى تفضيل المرور عبر قناة السويس، بعد أن ظلت نسبة كبيرة منها تتخذ من الممر المائي لقناة بنما، معبراً تجارياً رئيسياً، مضيفة: إن ذلك ينطبق بدرجة رئيسية على التبادل التجاري، من خلال النقل البحري لكل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية وفيتنام والهند مع أوروبا، وأن ذلك يمكن أن يمتد أيضاً ليشمل حركة نقل البضائع بين ميناء هونج كونج ونيويورك وبين شنغهاي ونيويورك، وكذلك بين شنغهاي وهيوستن. وأضاف السفير: إن الدراسة تؤكد أن القناة المصرية الجديدة سترفع من معدلات الملاحة التجارية في البحر المتوسط، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على أنشطة الموانئ البحرية الأوروبية التي سيتعين زيادة الاستثمار في بنيتها الأساسية، حتى تتمكن من استيعاب الزيادة الكبيرة في حركة سفن البضائع وناقلات البترول التي ستسجل معدلات مرورها في قناة السويس زيادات مطردة. وأوضح أن الدراسة وصفت مشروع قناة السويس الجديدة بأنه من بين أهم المشروعات الاستراتيجية العالمية.
مشاركة :