قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الثلاثاء، إن عاما كاملا مر على العملية العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد وقوع أحد جنودها في أسر عناصر حركة المقاومة الإسلامية حماس، مشيرة إلى أن تلك العملية لا تزال تطارد الصهاينة حتى اليوم. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان كيف بدأت العملية الإسرائيلية في رفح، حين فاجأت فرقة استطلاع صهيونية عناصر من حركة المقاومة المسلحة حماس بالقرب من مدخل أحد الأنفاق، اندلع على إثرها اشتباك عنيف وتراشق طلقات نارية بين الجانبين، قتل فيه جنديان من قوات الاحتلال وفلسطيني واحد، لتجد بعده قوات الاحتلال أن أحد جنودها مفقود وقد وقع في الأسر. وتابعت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم على موقعها الالكتروني، إن أسر الجندي الإسرائيلي حدث قبل عام مضى، في يوم وصفه كل من الفلسطينيين والإسرائيليين بـيوم الجمعة الأسود، وذلك في الأول من أغسطس عام 2014، عندما فشلت هدنة لوقف إطلاق النار مدتها 72 ساعة في خضم حرب غزة عام 2014، بعدها شهدت غزة واحدا من أكثر الأيام دموية من جانب دولة الإحتلال. وأضافت الصحيفة، أن تلك العملية عادت إلى دائرة الضوء مع إصدار منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا الأسبوع الماضي، أكدت فيه أن دولة الاحتلال استخدمت نحو طن من القنابل والصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة في أحياء مدنية، كان بمثابة رد غير مناسب وعشوائي وحتى انتقامي على اختطاف جندي واحد. وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها إنها وجدت أدلة قوية على ارتكاب جرائم حرب من جانب جيش الاحتلال في تلك العملية، مشيرة إلى أن إسرائيل أطلقت 2000 صاروخ وقنبلة وقذيفة مدفعية في مناطق مكتظة بالسكان. وأضاف التقرير أن ما بين 135 إلى 200 مدني فلسطيني قتلوا خلال أربعة أيام من العملية الإسرائيلية التي وقعت في أوائل شهر أغسطس الماضي، أكثرهم قتلوا في يوم الجمعة الأسود. وجاء تحقيق منظمة العفو الدولية في أعقاب تقرير أصدرته لجنة تحقيق خاصة تابعة للأمم المتحدة في يونيو الماضي حول حرب غزة 2014، وهو التقرير الذي انتهى أيضا إلى أن أحداث يوم الجمعة الأسود ترقى إلى كونها جرائم حرب. وقالت واشنطن بوست، إن شهود عيان فلسطينيين على أحداث يوم الجمعة الأسود وصفوا الوضع حينها بأنه كان فوضويا ومرعبا، قائلين إنه في الوقت الذي كان يعود فيه المدنيون إلى منازلهم خلال هدنة وقف إطلاق النار، وجدوا أنفسهم يتعرضون فجأة إلى قصف عنيف. ونسبت الصحيفة إلى يوسف عبيد، الجراح بمستشفى النجار في رفح، قوله: لقد وصلت إلى العمل في ظهيرة ذلك اليوم على متن سيارة إسعاف، وقد كنت خائفا للغاية من قيادة سيارتي الخاصة، لأن الإسرائيليين أمروا الجميع بإخلاء الشوارع. وأضاف عبيد لقد تحطمت واجهة مكتبي الزجاجية نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزلا على بعد بضع مئات من الأمتار، مشيرا إلى أن المستشفيات كانت مكتظة بالجرحى والمصابين، كما كانت المشرحة ممتلئة بجثث القتلى. واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها قائلة إن اليوم لا يبدو مسرح القتال كما كان قبل عام، حيث بدأت أوجه الحياة تعود إلى طبيعتها، إلا أنه دون هدنة دائمة فمن المحتمل أن تندلع جولة أخرى من الحرب. (كلمتى)
مشاركة :