يضع الاتحاد السعودي نفسه بين الفترة والأخرى في مواقف صعبة للغاية لا يمكن تبريرها بأي شيء إلا أنه لا يملك القرار، أو أنه يظن أن القرارات خاضعة لمزاج الرئيس والأعضاء، متى ما أرادوا أصدورها، ومتى رأوا العكس نقضوها أو رحلوها من دون مراعاة لاعتبارية الاتحاد وقيمته وأهمية المناسبات والقرارات التي يتخذها وضرورة عدم التراجع عنها مهما كانت المبرارات. في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين خرج عدد من لاعبي النصر والهلال عن النص وارتكبوا تجاوزات عدة في مناسبة رسمية الكل يحترمها واستحقوا العقوبات التي فرضت ضدهم، ووقتها طلب الاتحاد من لجنة الانضباط التدخل وايقاف اللاعبين، لمدة تراوحت مابين الايقاف ست وأربع مباريات وغرامات مالية متفاوتة، وسارت الأمور طبيعية على اعتبار أن بطولة (السوبر) ستكون اولى المباريات التي لايشارك بها الموقوفين مع بداية الموسم، ولكن الاتحاد السعودي لا يريد لقراراته أن تتم أو أنه لايحترمها بات يفكر بمشاركة اللاعبين في «السوبر» على أن تسري العقوبة عندما تبدأ المنافسات على الملاعب السعودية وليس في اللقاء المنتظر في لندن، وبهذا الفكر والتصرف والضعف والتناقض يسدد طعنات عدة في روح ونص القانون ويرتكب اخطاء قاتلة لا تختلف عن بقية الاخطاء التي دأب عليها منذ انتخابه حتى اصبح يدور الهمس حول أنه يتلقى التعليمات من خارج منظومته. يقول المتحدث الرسمي باسم الاتحاد عدنان المعيبد للزميل محمد الشاهين (أنهم هم من اقترح ترحيل العقوبة عن الناديين).. ثم يضيف في تصريح لوكالة الانباء الالمانية (لسنا مخولين في اتحاد الكرة بإلغاء أي عقوبة لأن النظام لا يلغيها إلا بقرار من لجنة الاستئناف، لكن هناك مشكلة نظامية تواجهنا، فلائحة لجنة الانضباط توضح أن اللجنة تغطي مباريات المسابقات المحلية التي تقام محليا ومباراة السوبر هي مباراة محلية لكنها تقام خارج السعودية.» وهنا عذرا أقبح من ذنب ومحاولة هروب مكشوفة، فلماذا تٌصدر العقوبات التي طالب بها، -أي الاتحاد- ثم يقترح ترحيلها بحجج واهية لأن المباراة تقام خارج البلد، وأن العقوبات تشمل المباريات التي تقام محليا ولماذا لم يباشر في تعديل اللائحة منذ طلب الناديين اقامة لقاء السوبر في انجلترا؟، وكأنه بذلك يريدنا أن نطرح السؤال الصعب والذي لن يجيبه عليه اتحاد مثل الاتحاد السعودي يعيش حالة من التخبط والفوضى والانتكاسة وغياب الشفافية وعدم احترام الاعلام والجماهير (حسب مفهوم المتحدث الرسمي وأن البطولة تقام في الخارج، فالاتحاد السعودي لا علاقة بتنظيمها وبالتالي على الأعضاء بالبقاء في الرياض وعدم الذهاب إلى لندن وترك المهمة للاتحاد الانجليزي أو أي جهة أخرى). مع الأسف اتحاد الكرة يتخذ قرارات اصبح لا معنى ولا قيمة لها، وإذا أصر على الاقدام عليها فهو لا يتخذها بذكاء، انما يفتح على نفسه الكثير من التساؤلات التي لاتنتهي إلا بإحراجه والتزام الصمت، وهذا يذكرنا بقرارات العفو في أعوام مضت، فكل ما أوقف أو شطب إداري أو لاعب أو مدرب، وأرادت رعاية الشباب أو الاتحاد السعودي رفع الايقاف عنه، صدر قرار إلغاء العقوبة تحت بند (العفو)، ما جعل القرار الرياضي بلا هيبة ولا يردع التجاوزات، وهذا قاد الجهة الرياضية المشرعة والمسؤول عن الربط والضبط والتطوير إلى الضعف والهوان وعدم الاحترام للقرارات، والاندية ومسؤوليها الى الفرعنة واستغلال الضعف والثقرات وتحويل الانظمة لصالحها متى ما وجدوا أن رعاية الشباب او الاتحاد السعودي دورهما الفرجة بلا حول ولاقوة. حسب الفقرة التي تطرق لها المعيبد (فإن هناك من استغل اللائحة وأصر على نقل المباراة إلى الخارج حتى يشارك الموقوفين، وهذا شخص خارق الذكاء وقوي أمام ضعف الاتحاد السعودي). على الأقل كان يفترض على هذا الاتحاد الذي اشتهر بضعفه وتجاوزاته مثل ماهي تجاوزات الاندية واللاعبين والاداريين احترام المناسبة التي اتخذ بعدها قرارات الايقاف، وأن لايتراجع عنها مهما كانت الاسباب، اللاعبون ارتكبوا تجاوزات في مناسبة غالية على الجميع، والكل لا يقبل تشويهها واذا ما نقضت القرارات التي اتخذت بعدها أو رحلت فأن الاتحاد بهذا التصرف لم يحترم نفسه ولم يمنح المناسبة القيمة اللائقة بها خصوصا أن لديه القدرة على تعديل اللائحة وقطع الطريق أمام كل من يريد أن يلتف على قراراته خصوصا الانضباطية منها.
مشاركة :