اختتمت الشراكة العالمية للشمول المالي لمجموعة العشرين اجتماعها الثالث في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 2020، الذي يهدف إلى مناقشة خطة عمل مجموعة العشرين للشمول المالي، حيث تعكس الخطة مستقبل عمل الشراكة للأعوام الثلاثة المقبلة. حضر الاجتماع الرؤساء المشاركون في اللجنة الثلاثية (الترويكا) للشراكة العالمية للشمول المالي، وممثلو دول مجموعة العشرين، والدول المهتمة من غير الأعضاء في مجموعة العشرين، وعدد من المنظمات الدولية المهتمة بالشمول المالي. وتطرق الاجتماع إلى العمل المنجز من قبل الشراكة العالمية للشمول المالي في عام 2020، متضمنا رئاسة المملكة المتمثلة في المبادئ الرئيسة للسياسات رفيعة المستوى لمجموعة العشرين بشأن الشمول المالي الرقمي للشباب، والنساء، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي صادق عليها وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في تموز (يوليو). وتقدم هذه المبادئ الرئيسة جملة من السياسيات الاختيارية التي تستهدف الفجوات الكامنة في الشمول المالي للشباب والنساء والمنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال الخدمات المالية الرقمية بهدف تهيئة الظروف التي تكفل للجميع سعة المعيشة، والعمل الكريم، والازدهار علاوة على استغلال الابتكارات والرقمنة ومشاركة منافعها. وتأتي المبادئ الرئيسة للسياسات رفيعة المستوى لمجموعة العشرين مدعومة بثلاثة تقارير هي "دفع تقدم الشمول المالي الرقمي للشباب"، و"التقدم المحرز في الشمول المالي الرقمي للنساء"، و"تعزيز التمويل الرقمي والابتكاري للمنشآت الصغيرة والمتوسطة". وقال هيثم الغليقة، الرئيس السعودي المشارك للشراكة العالمية للشمول المالي لمجموعة العشرين، "إننا نشيد بجهود الشراكة العالمية للشمول المالي في تعزيز الشمول المالي، لا سيما في ظل هذه الأوقات غير المسبوقة والصعبة، وقامت الشراكة تحت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين بإكمال خطة عمل الشمول المالي لعام 2020 والتي تحدد مجالات العمل والنتائج المتوقعة لـلشراكة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وتركز الخطة على أولويتين: الشمول المالي الرقمي وتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، حيث سيتم الرفع بالخطة إلى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في اجتماعهم المقبل في 14 تشرين الأول (أكتوبر). ومنذ أن تسلمت المملكة، رئاسة مجموعة العشرين G20 لعام 2020، خلال اجتماع وزراء خارجية دول المجموعة في مدينة ناجويا اليابانية، بدأت خطوات العمل تتسارع في تنفيذ برنامج قمة مجموعة العشرين، الذي جاء بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة حثيثة وإشراف مباشر من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وتسعى رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، لدعم ونمو الابتكار في العالم، وتحقيق الرفاهية وتمكين شعوب العالم والمحافظة على الأرض، وتدرك بأن التوصل إلى توصيات فعالة وشاملة، خاصة في ظل جائحة كورونا المستجد، لن يتحقق إلا بتوسيع نطاق المشاركة في نقاشات مجموعة العشرين، فقد التزمت الرئاسة بدعم مجموعات التواصل وتمكينها من العمل بصورة مستقلة بصفتها صوتا وممثلا لـ 4.6 مليار شخص في العالم. وأولت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، اهتماما فائقا بجهود مجموعات التواصل، التي تعد في صميم جهود مجموعة العشرين لهذا العام بهدف بناء عالم أكثر مرونة وأفضل للجميع، ويتمثل ذلك في مشاركة هذه المجموعات في اجتماعات مجموعات العمل والاجتماعات الوزارية والاستثنائية، وإسهامها في عملية صنع سياسات مجموعة العشرين من خلال طرح وجهات نظرهم الفريدة والمستقلة. وتعد مجموعات التواصل الثمانية ممثلة عن مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في مجموعة العشرين، حيث تقدم وجهات النظر المختلفة بشأن التحديات المالية والاجتماعية والاقتصادية على طاولة مباحثات المجموعة، وتمثل المجموعات مجالس مستقلة تقودها منظمات من المجتمع المدني والقطاع الخاص في الدولة المضيفة، وتعمل هذه المنظمات مع نظرائها من دول مجموعة العشرين لوضع توصيات متعلقة بالسياسات تقدم رسميا إلى قادة مجموعة العشرين للنظر فيها. وتعد مجموعة الأعمال B20 أول مجموعة تواصل، وتمثل القطاع الخاص، ويرأسها نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة سابك، رئيس مجموعة الأعمال B20 يوسف البنيان، وشيربا ممثل مجموعة الأعمال الدكتور عبد الوهاب السعدون، ويقود مجلس الغرف السعودية المجموعة لهذا العام. ومجموعة تواصل الأعمال أقدم مجموعات التواصل، إذ تم إنشاؤها عام 2010 ضمن رئاسة كوريا الجنوبية لأعمال مجموعة العشرين بهدف تمثيل مصالح قطاع الأعمال لدى دول مجموعة العشرين، وتعمل المجموعة بالتعاون مع شركاء المعرفة بتطوير سياسات ومقترحات المجموعة المعنية بإيصال صوت قطاع الأعمال لقادة دول مجموعة العشرين. وتجمع مجموعة الشباب Y20، القيادات الشابة، ويرأس المجموعة عثمان المعمر، وهو حدث يقوده الشباب لمناقشة التحديات والفرص الاقتصادية، التي تواجه شباب اليوم، وتركز على الجاهزية للمستقبل، وتمكين الشباب والمواطنة العالمية، وتقود مؤسستي مسك وإثراء المجموعة لهذا العام. فيما تشمل مجموعة العمال L20 النقابات واللجان العمالية، ويرأسها رئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية في المملكة المهندس ناصر الجريد، حيث تعد هذه اللجنة المؤسسة القائدة للمجموعة لهذا العام. وتناقش المجموعة برنامج مجموعة العشرين لتمكين المرأة والشباب، ومعايير العمل والحقوق النقابية في العالم العربي، وأهمية الحماية الاجتماعية وسياسات سوق العمل مع العودة إلى العمل بصورة أكثر مرونة، ومعالجة قضايا العمال واستقرار سوق العمل، من خلال توصيات تساعد مجموعة G20 إلى الوصول لحلول تستوعب مطالب عمال العالم وتلبي تطلعاتهم. أما مجموعة الفكر T20، تتكون من شبكة من مراكز الفكر والباحثين، ويرأسها نائب الرئيس للأبحاث في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" الدكتور فهد التركي، وهي المؤسسة القائدة لمجموعة الفكر لهذا العام إلى جانب مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية. وتعد مجموعة الفكر إحدى المجموعات المشاركة التي تسهم في مجموعة العشرين من خلال العمل بمنزلة "بنك الأفكار"، حيث تقود المجموعة نشاطها مع مختلف مؤسسات الفكر والمراكز البحثية من جميع أنحاء العالم، كما تقدم توصيات وحلولا للسياسات المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية مرتكزة على أسس علمية، التي يتم طرحها خلال اجتماعات مجموعة العشرين. وتمثل مجموعة المجتمع المدني C20 منظمات المجتمع المدني ويرأسها الأميرة نوف بنت محمد، وتقودها مؤسسة الملك خالد الخيرية لهذا العام. واستحدثت مجموعة تواصل المجتمع المدني عام 2013 ضمن الرئاسة الروسية لمجموعة العشرين، ويجري اعتماد مبادئ تحكم رئاسة المجموعة وتوجهاتها وأجندتها وأولوياتها سنويا للحفاظ على نزاهة مجموعة المجتمع المدني واستقلاليته، وتعقد المجموعة بشكل سنوي منذ تأسيسها جلسة حوار مع المسؤولين من دول مجموعة العشرين، ثم اجتماع آخر يضم حوارا مع جميع المجتمعات المدنية من حول العالم يتم خلاله اعتماد توصيات ممثلي المجموعة ورفعها لقادة مجموعة العشرين. فيما تمثل مجموعة المرأة W20 مصالح المرأة، وترأسها الدكتورة ثريا عبيد، وترأسها جمعية النهضة لهذا العام. وتهدف المجموعة إلى تمثيل صوت المرأة لقادة دول مجموعة العشرين وتتركز أولوياتهم على الشمول المالي والاقتصادي والتعليمي والإلكتروني، وتقوم أمانة المجموعة ولجنتها التوجيهية بإعداد أجندة المجموعة لعام الرئاسة وتنظيم اجتماعات مجموعات العمل، والاتفاق على توصيات المجموعة مع ممثليها من الدول المشاركة بما يتوافق مع جدول أعمال مجموعة العشرين، وضمان عملية تسليم بيانهم الختامي للقادة في نهاية العام، ومن ثم تسليم مهام المجموعة للجهة الحاضنة لها في الدولة المستضيفة لمجموعة العشرين في العام الذي يليها. وتمثل مجموعة العلوم S20، المجتمع العلمي، ويرأسها رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الدكتور أنس الفارس، وتعد المدينة المؤسسة القائدة للمجموعة لهذا العام، وتعنى المجموعة عادة بمواضيع تشمل على سبيل المثال لا الحصر الصحة والبيئة والحياة الفطرية والتقنية، وتعقد المجموعة بشكل سنوي منذ تأسيسها حوارا مع الأكاديميات العلمية والمجتمع العلمي في دول مجموعة العشرين يتلخص في نهاية العام في اجتماع القمة، الذي يتم فيه اعتماد توصيات ممثلي المجموعة ورفعها لقادة مجموعة العشرين. فيما تشمل مجموعة المجتمع الحضري U20، ممثلي المدن، ويرأسها فهد الرشيد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، وهي المؤسسة القائدة للمجموعة لهذا العام، وتجمع المجموعة المدن الرئيسة في مجموعة العشرين ومدنا من خارج إطار المجموعة بصفة مراقب، لمناقشة واتخاذ مواقف مشتركة تجاه العمل المناخي، والاندماج والتكامل الاجتماعي، والنمو الاقتصادي المستدام، وتعد أحدث مجموعة من مجموعات التواصل، حيث تم إنشاؤها عام 2018 ضمن رئاسة الأرجنتين لأعمال مجموعة العشرين بهدف تمثيل المدن والمجتمعات الحضرية لدى دول مجموعة العشرين.
مشاركة :