استكمالاً لعمود الأسبوع الماضي الذي تطرقت من خلاله إلى موضوع قناة البحرين الرياضية الوحيدة الرسمية، وكما نعرف أن طاقم القناة يبذل قصارى جهده من أجل إثبات الذات وتقديم الأفضل على حسب الإمكانات والميزانيات المتاحة في سبيل إرضاء الجمهور الرياضي الذي انقسم إلى ثلاثة آراء، بين (راضٍ وغير وراضٍ ومتحفظ) على مستوى ما تقدمه القناة وأدائها. بل وعندما تتضارب أوقات المباريات والأنشطة والفعاليات الرياضية وتكون أغلبها في توقيت واحد، تجد إدارة القناة الرياضية أنها وضعت في مأزق ليس لها ذنب فيه، وبالذات عندما يغيب التنسيق بين الاتحادات الرياضية المحلية في وضع بعض المباريات الحساسة والجماهيرية في الألعاب المختلفة وفي نفس الوقت!! وحتى الجماهير الرياضية تجد نفسها في حيرة في حضور أي مباراة لنفس النادي في دوري كرة القدم أو السلة أو الطائرة أو اليد أو الألعاب الأخرى، وقس على ذلك مباريات الفئات العمرية لنفس النادي وفي نفس اللعبة وتقام أحيانا في الوقت!! وفي عمودنا السابق قدمنا بعض النقاط الرئيسة المطلوب توافرها، والتي حتما سوف تمكن القائمين على القناة الرياضية ومساعدتهم في السعي في عملية التطوير والحداثة المطلوبة، والتي أصبحت ضرورة ملحة في عالم الفضاء والإعلام. تحدثت في الأسبوع الماضي عن توفير الميزانيات الضخمة والإمكانات الفنية الحديثة والمتطورة، كذلك اختيار عناصر طاقم العمل للقناة من العناصر الشابة الطموحة والمبدعة في المجال الإعلامي وزجها مع الشخصيات الرياضية أصحاب الخبرة في المجال الإعلامي الرياضي وما أكثرهم، ومملكة البحرين تزخر بالكوادر الفنية البشرية المبدعة والمميزة. وهنا سنتطرق إلى الجانب الآخر من التطوير والتحديث، ألا وهو النوعية في إنتاج البرامج المميزة التي تجذب المشاهد، والتميز لا يأتي في عدد البرامج المقدمة على الشاشة الرياضية!! وإنما يكون في الكيف في نوعية البرامج الرياضية وليس الكم!! وعندما نرتقي بالبرامج الرياضية النوعية فإن ذلك سوف يساعد على جذب الشركات الراعية الكبيرة، والتي من خلال رعايتها ودعمها المالي للبرامج (المميزة) حتمًا ستسهم في التطوير المطلوب لدى القائمين على القناة والمسؤولين في وزارة شؤون الإعلام بشكل خاص، والمتابعين للقناة والشارع الرياضي بشكل عام. ولا ننسى موضوعًا مهمًا جدًا من أجل السعي لتطوير البرامج، ألا وهو عملية اختيار ضيوف البرامج والمحللين الفنيين الذين يمتازون بالكفاءة والتميز، والذي يكون تحليلهم الفني مبني على الأساليب العلمية والعملية لكي نرتقي في الطرح الموضوعي ونصل الى المصداقية أمام المشاهد الذي أضحى شديد الذكاء ويصعب جذبه بسهولة، كذلك يجب توافر الكاريزما المحبوبة لمقدمي وضيوف البرامج والمحللين لكي تساعد على أستمرار متابعة المتلقي أو المشاهد، بالإضافة الى التدوير والتنويع المستمر بين المقدمين والضيوف والمحللين، كذلك المعلقين المميزين على المباريات. وعندما ننشد التطوير في برامجنا الرياضية، فلا بد من رفع سقف الحريات في التعبير، وفسح المجال لحرية الرأي المسؤولة وبالأخص في البرامج الرياضية الحوارية، واختيار العناصر التي لديها القدرة على تقديم النقد البناء الهادف البعيد عن التشهير والتجريح والشخصنة. كذلك تقديم الحلول العلمية من خلال طرح المواضيع المهمة في الساحة الرياضية ومناقشة الصعوبات والعراقيل التي تعيق تطوير الحركة الشبابية والرياضية في البلاد بكل صراحة ومصداقية، من خلال نقاشات هادفة جاذبة للجمهور والبعيدة عن التهريج والضحك وإضاعة وقت المشاهدين الثمين. حيث إن المشاهد أصبح أكثر ذكاءً وصعب إرضاؤه في ظل متابعته للإعلام المفتوح والقريب منه، في ظل وجود الأقمار الصناعية المتعددة التي تجلب جميع القنوات العالمية الى داخل بيته وبكل سهولة ويسر. خلاصة الهجمة المرتدة: ولعل الحديث هنا يطول ويطول ويكون متشعبًا وذا شجون، ولكن في ظل المساحة المتوافرة لهذا العمود ولعدم الإطالة عليكم. وأخيرًا.. أتمنى أن أكون قد قدمت بعض الحلول المرضية والمقبولة لدى أصحاب القرار في وزارة شؤون الإعلام وفي إدارة تلفزيون البحرين والقناة الرياضية، الذين لا نشك في قدراتهم، وهم لا يبخلون في بذل أقصى الجهود من أجل الارتقاء بمستوى القناة وتطويرها للأفضل، ولكن غالبًا تقف محدودية الإمكانات والميزانيات حجر عثرة في وجه تقديم الأفضل والأميز. وأرجو من القائمين على القناة الرياضية تقبل نقدنا الواضح والصريح الذي نهدف من خلاله المصلحة العامة للقناة وللحركة الرياضية في مملكتنا الغالية. وجميعنا نبحر في قارب واحد، ونواجه مع بعضنا البعض جميع ما يعيق عملية التطور والنجاح في الإعلام الرياضي بشتى وسائله (المرئي والمسموع والمقروء). ونسأل الله التوفيق فيما نصبو إليه من أجل مصلحة الوطن العليا التي تعلو على أي مصلحة أخرى. فالوطن كان وسيظل همنا الأوحد على مر الأزمان والأجيال. *نقلاً عن الأيام البحرينية
مشاركة :