أشرفت وكالة الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين بالمدينة المنورة على عمليات غسل القُبة الخضراء للمسجد النبوي الشريف منتصف شهر شوال الجاري، مما يجسد الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لتهيئة الحرمين الشريفين استعدادًا لاستقبال ضيوف الرحمن في موسم الحج المقبل. وأكد مصدر في شؤون الحرمين الشريفين في اتصال هاتفي مع «المدينة» أن عمليات غسل القبة الخضراء تأتي ضمن مهام الأعمال التي تقوم بها الرئاسة العامة في الحرمين الشريفين. والقبة الخضراء المُنصّبة على الحجرة النبوية داخل المسجد النبوي والتي تضم جسده الشريف صلوات الله وسلامه عليه وصاحبيه أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهما، تعتبر إرثاً تاريخاً يجسد شخصية طيبة الطيبة منبع الرسالة ومهد الحضارات الإسلامية، حيث تعددت أسماء القبة الخضراء كما رواها الباحثون المهتمون بعمارة المسجد النبوي فلقبت بالقبة الفيحاء وهي القبة الزرقاء أو البيضاء أو قبة المدينة أو قبة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. واهتم ولاة الأمر على مرِّ العصور بعمارة الحرمين الشريفين وأولوهما عناية خاصة واهتمامًا ومن ذلك القبة الخضراء التي شهدت تحسينًا وترميمًا على مدى عقود من الزمن، حيث جرت إعادة طلائها باللون الأخضر الغامق ويتم غسلها وتنظيفها من خلال نصب السلالم الخشبية والحبال لضمان نظافتها بعد هطول الأمطار وهبوب العواصف الترابية والغبار. وبالعودة إلى تاريخ القبة الخضراء تروي المصادر التاريخية إنها بنيت بأمر الملك قلاوون الصالحي عام 678هـ وكانت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها وكانت بالخشب على رؤوس الأساطين المحيطة بالحجرة وسمر فوق الخشب ألواح من الرصاص وفوقها ثوب من المشمع، ثم جددت القبة في عهد السلطان حسن بن محمد بن قلاوون ثم اختلت ألواح الرصاص عن موضعها فجددت هذه الألواح وأحكمت مرة أخرى عام 765هـ على عهد السلطان شعبان بن حسن بن محمد حتى أصلحت في زمن السلطان قايتباي في العام 881هـ. وفي العهد الحديث أمر جلالة مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بإصلاح بعض القشور والتشققات من داخل الحجرة النبوية وأعيدت القبة أفضل مما كانت عليه في العصر السابق. وتعد القبة الخضراء شعارًا للمدينة المنورة حيث تتصدر واجهة الكتب والمطبوعات والصحف وبعض المحلات التجارية، وتصنع منها نماذج كهدايا يحملها الزوار إلى أهلهم وذويهم بعد أداء المناسك خلال مواسم الحج والعمرة. المزيد من الصور :
مشاركة :