«إيسيسكو»: المعلم سيظل ركيزة أساسية في العملية التربوية

  • 10/5/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” أن المعلم سيظل ركيزة أساسية في العملية التربوية، ولن تقلل التطبيقات التعليمية الحديثة من قيمته ومكانته في المجتمع مهما تغيرت الظروف. وأوضحت أن التعليم المؤصل للإبداع والمحفز على الريادة والمستشرف لتحولات المستقبل، وخاصة ذات العلاقة بالذكاء الاصطناعي، هو أساس التنمية البشرية الشاملة وقاعدتها الصلبة. وتابعت، خلال الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين، أن الإسهام الحقيقي في مواجهة التحديات والأزمات وفي صناعة التاريخ وبلورة معالم المستقبل لا يتأتى إلا عبر منظومات تربوية قوية ومتطورة تتعزز فيها مكانة المعلم وتنمو كفاياتُه ومهاراته لينهض بأدواره المنشودة في تشكيل معالم مدرسة الغد الجديدة. ودعت إيسيسكو إلى ضرورة الاعتبار واستثمار الدروس والتجارب المستفادة من جائحة كوفيد 19، وما رافقها من تحديات وإشكاليات طارئة واجهتها المنظومات التربوية في أغلب دول العالم في مساعيها إلى إيجاد بدائل تعليمية عن الدروس الحضورية. وأشارت إلى أن الجائحة باغتت المنظومات التربوية وعجلت دخولها في مرحلة جديدة، وألزمت الجهات التربوية المعنية بخوض تجارب على عجل واستحداث مبادرات تعليمية رقمية دون أن تعد لها العدة اللازمة من تخطيط محكم وبنية تحتية تكنولوجية ووسائل رقمية ومعلمين مؤهلين للعمل في الفضاءات الافتراضية وللتطوير والإبداع في هذا المجال. وتابعت إيسيسكو أن المدرسة الرقمية والتعليم عن بعد صارا من صميم واقعنا المنظور ومن مجريات حياتنا اليومية، وأن العالم ما بعد “كوفيد 19″، بما يحمله من معالم جديدة، يفرض على دول العالم وشعوبه جميعا أن تكثف من استعداداتها لتحقيق النقلة الضرورية من المدرسة التقليدية إلى مدرسة المستقبل الرقمية الواعدة بآفاق أوسع وبنتائج ومخرجات أجود تتحقق من خلالها مختلف الغايات. ولفتت إلى أن هذا الأمر يتطلب التعجيل بإصلاح هيكلي للخططِ التربوية ومؤسسات إعداد المعلم ومناهج التعليم وبرامجه وآليات عمله، حتى يستجيب لمتطلبات المرحلة المقبلة التي سيزداد فيها الحضور القوي للذكاء الاصطناعي ومنتجاته. ودعت المنظمة إلى تكثيف الجهود وحشد الموارد اللازمة من أجل ألاّ يتحول التعليم عن بعد إلى عامل مؤجج للانقسام ومحدث لمزيد الفوارق بين المتعلمين في عالم إسلامي يحرم فيه حوالي 20% من أطفاله من دخول المدرسة، ويظل الإنصاف فيه بين الذكور والإناث وبين طلاب المدن وطلاب الأرياف والمناطق النائية أملا عصيا على التحقق. كذلك دعت أولياء الطلاب من آباء وأمهات إلى معاضدة جهود المعلمين وإلى تحقيق انخراط أكبر وأعمق في العملية التربوية التي يستفيد منها أبناؤهم وخاصة في المراحل الأولى من التعليم وإلى توفير بيئة منزلية حاضنة لقيم التعلم الذاتي والتربية المستديمة والإبداع والريادة. وأوصت إيسيسكو بتطوير برامج إعداد المعلمين في دول العالم الإسلامي ودمج التكوين الرقمي والتكنولوجي فيها وإصلاح مؤسسات تكوينهم والاستفادة من تجارب الدول الناجحة في مجال تأهيل المعلم. كذلك التركيز في برامج إعدادهم على القضايا المجتمعية، بما يعزز أدوارهم في ترسيخ قيم التسامح والانفتاح والتعايش السلمي مع الآخر، ومفاهيم الحوار واحترام الآخر وتعزيز مبادئ الوسطية والاعتدال والتعارف والتقارب بين الشعوب. ويحتفل العالم اليوم، الخامس من شهر أكتوبر، باليوم العالمي للمعلمين، وبهذه المناسبة التي يُحتفى بها هذا العام تحت شعار “المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصور جديد للمستقبل”.

مشاركة :