قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إن بلاده طالبت إيران بالتوقف عن دعم الإرهاب، مؤكداً مسؤوليتها عن جزء من العمليات الإرهابية وعدم الاستقرار في المنطقة، وأشار في هذا السياق إلى أن بلاده اعتبرت إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب، وأن الاتفاق النووي الأخير معها يهدف إلى دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة ووصف ذلك بقوله: «إن هذا أفضل من معاداة إيران». واتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجون كيري خلال لقائهما أمس الاحد، على مواصلة الجهود من أجل تحقيق السلام لصالح شعوب المنطقة. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ان كيري سلم الرئيس رسالة من أوباما أكد خلالها على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة التي تهدد مصالحهما. وأكد السيسي على التقدم الذي تم إحرازه في مجال ترسيخ الديمقراطية، منوهاً إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر والتي لم تحُل دون اتخاذ المزيد من الخطوات في مجال الحريات والعدالة الاجتماعية. فيما أكد كيري تأييد بلاده للجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب سواء على الصعيد الداخلي في سيناء أو على الصعيد الإقليمي، مشيراً إلى استعداد بلاده للتعاون مع مصر وتقديم الدعم اللازم لتتمكن من مواجهة الإرهاب ودحره والقضاء عليه. وأوضح في مؤتمر صحفي بالقاهرة أمس مع نظيره المصري سامح شكري في ختام الحوار الإستيراتيجي المصري الأمريكي، أن بلاده ستعمل على التزام إيران بسلمية برنامجها النووي، وفي حال مخالفتها ذلك فإن كافة الخيارات مفتوحة. وأشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران يجب أن يحقق السلام وأن يمنع حيازة السلاح النووى، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من النووي، وأشار كيري إلى أن النجاح في معركة الإرهاب يقوم على الثقة بين الشعب والحكومة، وشدد على أهمية التوازن في الحرب على الإرهاب والالتزام بحقوق الإنسان، متوقعاً أن يتم ذلك بشكل أكبر في مصر بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأبدى احترامه لرغبات الشعب المصري في العيش في أمن وسلام، مشيراً إلى أنه واجه تحديات إرهابية كبيرة في الفترة الماضية. ولفت إلى أن بلاده كانت جزءاً مهماً في حرب مصر ضد الإرهاب خلال الفترة الماضية، وأشار إلى أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة للتصدي للإرهاب ومنح المواطن الفرصة الكاملة لبناء دولته. من جهته أشار الوزير سامح شكري إلى اتفاق البلدين على عقد الحوار كل عامين، وتقديمه عن ذلك الموعد إذا دعت الضرورة، مشيراً إلى اتفاق البلدين على أهمية الحل السياسي في اليمن بما يضمن سلامة ووحدة أراضيه وفق قرارات الشرعية الدولية، كما اتفقا أيضاً على أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يضمن وحدة الأراضي السورية، والتعاون المشترك في مواجهة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن ضرورة استئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا. ودعا شكري المجتمع الدولي لضرورة التصدي لجميع التنظيمات الإرهابية بدون تمييز. وكان جون كيري بدأ جلسة الحوار المشترك بين البلدين في وقت سابق أمس بتأكيد أن الصداقة بين مصر والولايات المتحدة ليست قائمة على اتفاقات مثالية أو التهديد ولكنها قائمة على الوعي بالمصالح المشتركة ومكافحة الإرهاب. وأعرب عن عزم بلاده مواصلة تقديم الدعم اللوجستي والتدريبي لمصر لتحقيق التقدم للقوات العسكرية، لافتاً إلى تسليم مصر طائرات «إف 16» وأباتشي وعربات مصفحة وغيرها، وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة لديها أفكار حول تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب وحماية الشباب من التحول إلى العنف في المقام الأول. ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الحوار الإستراتيجي المصري ـ الأمريكي يؤسس لعلاقات جديدة بين البلدين بما يسمح بتحقيق المصالح المشتركة ومواجهة التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خاصة تنامي ظاهرة الإرهاب بشكل بات يهدد الأمن والاستقرار للدولتين، لافتاً إلى أن انعقاد الحوارالإستراتيجي يمثل فرصة جادة للطرفين لمراجعة الجوانب المختلفة للعلاقات المصرية الأمريكية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
مشاركة :