قصة مصمم أزياء ياباني وصل العالمية: محافظ رفض الملابس المكشوفة

  • 10/5/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توفي مصمم الأزياء العالمي كينزو تاكادا عن عُمر يناهز 81 عامًا، خلال قضائه لفترة العزل في مستشفى «نويي سور سين» بالقرب من باريس، نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، حسب ماأعلن عنه المتحدث الرسمي باسم شركة «كينزو». وفقدت اليابان أحد أشهر مصمميها على المستوى العالمي، إذ غزا بأعماله العاصمة الفرنسية، وفتح آفاقًا جديدة لثقافة وتراث بلاده، حتى خلد أسمه في مجال الأزياء بحروف من نور. وُلد كينزو في 27 فبراير 1939 بمقاطعة هيوجو اليابانية، والتي تتميز بصغر مساحتها وفقر ساكنيها، وجاءت نشأته وسط 5 أطفال لوالديه كان هو أصغرهم، وكسب رب الأسرة قوت يومه من بيت الشاي، الذي تمتلكه العائلة. شق كينزو طريقة إلى عالم الأزياء في سن مبكر، إذ كان شغوفًا برسم ملابس للدمى الورقية، وهو ما تطور معه بعد تخرجه من المدرسة، حينما طلب من والديه السماح له بالدراسة في مدرسة مصممي الأزياء. وعلى العكس، شعر الأبوان أن ابنهما انتقى الاختيار الخاطئ، ليرسلاه إلى الجامعة لدراسة الأدب الإنجليزي، إلا أن الشاب لم يتنازل عن حلمه، مقررًا هجر الجامعة والتوجه إلى طوكيو، والتي تتطلب الحياة فيها والتعليم مبالغ مالية كبيرة، ليشغل في هذه الفترة وظيفة رسام مساعد: «اضطررت للعمل بجد للحصول على مهنة أحلامي». ومن هذه البداية، أصبحت طوكيو نقطة انطلاق لرجل موهوب، حيث دخل كينزو مدرسة مصممي الأزياء، وكان هو الصبي الوحيد هناك، فقبل ذلك كانت البنات فقط يدرسن في هذه المدرسة. وبعد التخرج، حصل كينزو على فرصة لإنشاء ملابس للمتجر العصري «Sanayi»، بعدها رغب في السفر إلى باريس، بعدما سمع الكثير عن الموضة الباريسية من معلمه. لكن من أجل الذهاب إلى فرنسا، كان ضروريًا لهذا الكثير من المال، لكن كينزو كان محظوظًا مرة أخرى، حينما صدر قرار بإزالة منزله مع حصوله على تعويض، وبدلًا من شراء منزل آخر دفع حق تذكرة السفر إلى العاصمة الفرنسية. ولم يكن كينزو يعرف اللغة المحلية بوصوله إلى باريس، ولا حتى المال والعمل، لكنه كان سعيدًا حسب روايته، ليبدأ رحلته في البحث عن وظيفة. ومع ضعف آماله في الحصول على فرصة حقيقية، خطرت على بال كينزو فكرة جديدة خلال زيارته لمعرض Courreges، وهو ما ترسخ بداخله حينما درس جميع تقنيات العمل مع مواد وألوان غير مألوفة، حتى خلق مجموعة أزياء في نفس الوقت للعديد من المتاجر، وبذل في هذا كل الأموال التي خصصها لافتتاح شركته الخاصة. وجاءت نماذج أعماله الأولى غير طيبة، إذ عج الوسط بغضبتجاه صنيعه، حيث استخدم طباعة الحيوانات والأقفاصـ، وجمع بين كل التفاصيل بطريقة غير معتادة. وفي عام 1975، أفتتح كينزو أول بوتيك له، بمساعدة من أتسوكو كوندو زميلته في الدراسة، وبداخله أطلق مجموعة غير عادية من الأزياء على الطريقة اليابانية باستخدام أقمشة قطنية. وخلق كينزو النماذج التي كانت مشابهة جدا لكيمونو ياباني، واعتبره الباريسيون أمرًا مسليا جدًا، خاصة أنهم اعتادوا على ارتداء ملابس ضيقة، وليس البلوزات الفضفاضة. أسلوب كينزو كان له فلسفته الخاصة. كان يعتمد على حقيقة أن الجسم يحتاج إلى مساحة ليس فقط بالمعنى المادي، ولكن أيضا في الروحية. كانت مهمة ثيابه إخفاء جسم الإنسان من أعين المتطفلين. في كل عام، أنشأ المصمم خمس مجموعات جديدة، وأذهل عالم الموضة الحديثة، ولم يستخدم في أزيائه البرق والأزرار وغيرها من أدوات التثبيت. في أواخر السبعينات، أصبح متجر أزياء كينزو الأكثر شعبية في باريس، وعرفه كل سكان فرنسا، وفي الثمانينات كان قادرًا تنظيم عرض أنيق لملابسه. وفي عام 1983، قرر كينزو إطلاق خط ملابس الرجال، ولم يرغب في تغيير تقاليده، كما استخدم مخططًا غنيًا بالألوان وزين الملابس برسوم وأنماط، وأصبح أول من عرض مجموعة من السراويل السوداء في قميص مقلم أبيض مع سترة صارمة مزينة بزهور متحركة. و في1987، أصدر كينزو أول رائحة جميلة وغريبة، وأصبحت مشهورة بين النساء كونها احتوت على أسرار يابانية، وفي أوائل التسعينات، حظي العطر بشعبية كبيرة. ويستوحي كينزو  إلهامه من ثقافات مختلفة، فسافر إلى دول عدة، ورأى عناصر مثيرة للاهتمام من الملابس من مختلف الشعوب. ثم يربط بينهم ويحدث ويخلق أساليب وصور جديدة. ولم يلجأ كينزو إلى تصميم ملابس مكشوفة أو فاضحة لجذب الانتباه، وفي عام 1993، كانت ماركة كينزو في ذروتها شعبيًا، بعد دخولها في شركة تمتلك العلامات التجارية الفرنسية الأكثر شهرة. ترك كينزو عالم الموضة في عام 1999، قرر كينزو بحجة احتياجه إلى إعادة التفكير في الحياة، والاسترخاء واكتساب القوة، لكنه عاد في عام 2002: «لقد عملت مع العديد من العلامات التجارية. بعضها تم إنشاؤه بشكل مستقل». أصبح كينزو فارسًا للنظام الفرنسي للأدب والفن، وحصل على هذه الجائزة في عام 1984.

مشاركة :