أبدت الحكومة الألمانية «تفاؤلاً حذراً» بشأن فرص التوصل إلى حل سياسي للنزاع في ليبيا، وذلك إثر مؤتمر دولي عبر الفيديو عُقد اليوم الاثنين، بعدما استأنف طرفا النزاع أخيراً الحوار بينهما.وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في مؤتمر صحافي عقده في برلين، «هناك أسباب لإبداء تفاؤل حذر»، لافتاً إلى أن ثمة «مؤشرات (لدى طرفي النزاع) للانتقال من منطق عسكري إلى منطق سياسي»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.بدوره، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على أن أي حل سياسي حقيقي في ليبيا لا بد وأن يستند إلى رؤية وطنية وحصرية للشعب الليبي دون إملاءات أو ضغوط مغرضة من هنا أو هناك.وقال في الاجتماع الذي تستضيفه ألمانيا والأمم المتحدة، اليوم الاثنين: «لم تتوقف مصر منذ اندلاع الأزمة الليبية عن التحرك الدؤوب والمخلص في كل الاتجاهات مرتكزة في ذلك على علاقات تاريخية وروابط شعبية ومصير مشترك مع أشقائنا الليبيين... فدعمت كل جهد جاد لإعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، بداية من جهود الأمم المتحدة في الصخيرات وصولاً إلى مؤتمر برلين». وأضاف: «لم تنقطع اتصالات مصر مع كافة الأطراف الليبية لتقريب الرؤى... ولم يكن إعلان القاهرة الصادر في السادس من يونيو (حزيران) الماضي إلا بناء على المرجعيات المُجمع عليها دولياً، وقد جاء هذا الإعلان في وقت بالغ الحساسية بهدف حقن الدماء وتمهيداً لما نحن اليوم على مشارفه من حل سياسي برعاية الأمم المتحدة».وتابع: «وعليه، فإنني أطالب اليوم بأن تترجم إرادة الدول في إنفاذ توصيات وخلاصات برلين، جميعها دون استثناء، في إجراءات فعلية ملموسة لدفع الأطراف الليبية لاحترام ما التزم به الجميع في مؤتمر برلين وفي مجلس الأمن، سواء تعلق ذلك بوقف إطلاق النار، أو بحظر استيراد السلاح من جانب، أو بتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها ومكافحة التنظيمات الإرهابية من جانب آخر، بما يقتضيه ذلك من وقف فوري لجلب الإرهابيين إلى ليبيا وخروج كافة القوات الأجنبية منها».وتستمر ليبيا، التي تملك أكبر احتياطات نفطية في أفريقيا، في التأثر بصراع بين قوتين متنافستين: حكومة الوفاق ومقرها في طرابلس، والجيش الوطني الليبي الذي يسيطر على الشرق وجزء من الجنوب.
مشاركة :