كشف تقرير لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية عن الدولة الوحيدة القادرة على إنهاء الصراع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم قره باغ، والذي تدخلت فيه تركيا لتدعم باكو ضد يريفان.قال التقرير إنه يبدو للحظات، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، صديقان، حيث تمكن ضابط المخابرات الروسية السابق، من إبعاد أحد أعضاء حلف الناتو الأكثر إحراجًا، وهو أردوغان، الذي طردته الولايات المتحدة من برنامج مقاتلات "إف-35" لشرائه أنظمة "إس-400" الصاروخية الروسية، وبدت أنقرة قريبة لموسكو أكثر من بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي ومقر حلف الناتو.أضاف التقرير: "ولكن كيف تغير ذلك. بعد الاصطدام في سوريا ودعم الأطراف المتصارعة في ليبيا، فبوجه عام أصبح كل طرف يرى محاولات الآخر للاستفادة من انسحاب أمريكا الإقليمي مصدر إزعاج. ولهذا لم يعد بوتين وأردوغان يتواصلان مع بعضهما. في الواقع، ومع الصراع المتصاعد بين أرمينيا وأذربيجان حول تبعية إقليم قره باغ. ترك أردوغان بوتين في أكثر مكان معقد بالنسبة له منذ سنوات".وأشار التقرير إلى أن تركيا قدمت الدعم لأذربيجان عن طريق المرتزقة - وهو أمر تنفيه أنقرة رسميًا -، وقد أدى هذا الدعم إلى إحراز باكو تقدمًا سريعًا، فيما اقترحت أرمينيا إحياء صيغة المحادثات القديمة وطلبت دعم الولايات المتحدة وتعهدت بمواصلة القتال.ولفت التقرير إلى أن أذربيجان رغم ذلك بدأت تفقد بعض القوى، وذلك بعد أن توسعت رقعة الصراع إلى مناطق مدنية بوتيرة أكبر وأعمق من كلا الجانبين، وهنا تأتي خطوة موسكو التي طالبت بوقف إطلاق النار بشكل دبلوماسي وبدأت تراقب الفوضى على حدودها بين طرفي الصراع.وترى "سي.إن.إن" أن هناك حجتين حول موقف موسكو من هذا الصراع، الأولى أنها تحاول أن تعاقب رئيس وزراء ارمينيا، نيكول باشينيان، الذي وصل إلى السلطة عام 2018 ويحاول التقرب ببطء من الاتحاد الأوروبي، والحفاظ على مصالحه في ذات الوقت مع روسيا.واعتبر التقرير أن ترك روسيا لأرمينيا في الحرب مع أذربيجان هو بمثابة عقاب على عدم ولاء الأخيرة لموسكو، لكن هناك مجازفة قد يخوضها الكرملين وهو أن يترك حليف تركيا يربح الحرب، وهو ما سيؤثر على مصالحها.أما الحجة الثانية، مفادها أن إقليم قره باغ وهو عبارة عن منطقة جبلية تقع داخل حدود أذربيجان ليس له قيمة استراتيجية بالنسبة لموسكو، لكي تنفق عليه رأس المال العسكري والسياسي، لكنها ترى أن أرمينيا هي أحد الأصول طويلة الأجل.قيمة استراتيجية كافية لموسكو لتهتم بإنفاق رأس المال العسكري أو السياسي عليها. ومع ذلك ، فإن أرمينيا هي أحد الأصول طويلة الأجل للكرملين.
مشاركة :