الشارقة: «الخليج»خضعت امرأة إماراتية حامل في الأسبوع الثامن والثلاثين، لعملية جراحية ناجحة تعتبر من إحدى أكثر العمليات صعوبة في مستشفى الزهراء بالشارقة، بعد فحص روتيني من قبل الدكتور هيرمان هونميير، أخصائي طب الجنين، حيث تم اكتشاف occipital encephalocele «القيلة الدماغية»، في جنين الأم الحامل، وهي حالة فريدة ونادرة، حيث تم تسجيل حالة واحدة فقط من بين 5000 ولادة في دول مجلس التعاون الخليجي، وحالة مماثلة حول العالم.وأعرب مايكل ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة «إن إم سي» للرعايا الصحية، عن تقديره لجهود فريق الأطباء الذي توج بنجاح العملية الجراحية الفريدة، في ظل حرص المستشفى على الاستمرار في تقديم خدماته الصحية والطبية المتنوعة للمجتمع وفق أعلى معايير الجودة والتميز، وما هذه العملية إلّا دليل جديد على تميز الفريق الطبي والتمريضي والإداري في المستشفى، حيث عمل الجميع بكل تفانٍ وإخلاص من أجل إنقاذ المولود الجديد.وتابع: تم إبلاغ المرأة الحامل، وعائلتها، وتقديم المشورة والنصح لهما، إضافة إلى توضيح مختلف التفاصيل المرتبطة بهذه العملية النادرة، الأمر الذي استدعى تشكيل فريق طبي متعدد الاختصاصات، لافتاً إلى ثقة الأسرة نفسها بالمستشفى، حيث تمت الولادات الثلاث السابقة للأسرة في مستشفى الزهراء، وقد فضلت العائلة إجراء العملية هنا، على الرغم من توافر خيارات أخرى للعائلة في دول غربية.ولفت إلى أنه بمجرد وصول المرأة الحامل للمستشفى، تم إدخالها لإجراء العملية القيصرية بقيادة الدكتورة شما نواز، استشارية النساء والتوليد، وتمت عملية ولادة الطفل بنجاح، وإبقاؤه في ظروف ملائمة ومعقمة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، حيث كان فريق من أطباء الأطفال يراقب باستمرار صحة الطفل.وقالت الدكتورة شما نواز: «كانت هذه الحالة فريدة من نوعها، وكان من الضروري أن يكون هناك فريق متعدد التخصصات، وطبيب توليد يمتلك ما يزيد على ٣٠ عاماً من الخبرة، وقد تعامل مع حالة مماثلة في الماضي. وهي عملية دقيقة، خصوصاً أنها تتعلق بالتعامل مع أنسجة دماغية مفتوحة».من جانبها، قالت الدكتورة نيشا سواريس، استشارية طب الأطفال: «كانت رعاية الطفل صعبة، والوقاية من العدوى أمراًبالغ الأهمية، وجعل التغذية ذات أهمية قصوى. وقد ساهم طاقمنا الطبي، وفريق الممرضين الذين يمتلكون خبرات ومهارات مميزة في تقديم هذه الرعاية المتفانية جنباً إلى جنب مع أهل الطفل الذين عملوا دائماً في انسجام معنا، ما ساعد في إتمام المهمة بهذه الطريقة الناجحة».وتابعت: في ما يخص جزئية إعادة الدماغ إلى الجمجمة، تولى فريق طبي بإشراف الدكتور بوبي جوس، أخصائي جراحة أعصاب، نائب المدير الطبي، إجراء العملية المعقدة على مرحلتين، حيث تضمنت المرحلة الأولى تشريح جزء من الدماغ خارج الجمجمة، وفصله بعناية في اليوم الرابع من ولادة الطفل، ثم أُعيد الجزء إلى الجمجمة واستخدم غشاء اصطناعي لتغطية الجزء المكشوف من الدماغ.وأضافت: خلال المرحلة الثانية من الجراحة التي أجريت في اليوم الثامن، تم تصريف السائل المتجمع في المخ عن طريق إجراء جراحة تحويل، حيث تم إدخال أنبوب من الدماغ إلى معدة الطفل. ولإجراء هذه الجراحة، تم إعطاء الطفل جرعة عالية من التخدير، ما جعله فاقداً للوعي ساعات عدة.وفي حديثه عن هذه الجراحة المتقدمة، قال الدكتور جوس: «لقد كانت حالة معقدة للغاية بالنظر إلى عمر الطفل، كما كان 30% من دماغ الطفل خارج الجمجمة، وبالتالي كان يجب التعامل مع الجزء بعناية، وإعادة وضعه داخل الجمجمة، كما أن إعادة تكوين غطاء الدماغ كان عملاً دقيقاً ومعقداً للغاية.ولفت إلى أن عملية التخدير لمثل هذا الطفل الصغير شديدة الصعوبة، الأمر الذي استوجب التعامل معه بكل دقة، وهو ما تم تنفيذه من قبل فريق التخدير بعناية، ونجاح، تحت إشراف الدكتور حازم دعجي، والدكتور أيمن حسن. كما كان دعم أطباء الأطفال وفريق حديثي الولادة أمراً بالغ الأهمية في ضمان نجاح الجراحة والنتائج.وخرج الطفل من المستشفى في اليوم العشرين، بعد تعافيه التام بعد العملية، وكان والدا الطفل سعيدين للغاية بالنتيجة، لا سيما بالنظر إلى فرص بقاء الطفل الضئيلة. وقال الوالدان إنهما سعيدين ومرتاحان للتعامل مع المستشفى، خاصة كانت خياراتهما محدودة بعض الشيء بسبب قيود السفر والمخاطر العالية للجراحة على طفلهما.
مشاركة :