قال محللون في بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي "إن أسعار التعاقدات الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة قد ترتفع إلى خمسة دولارات أو أكثر لكل مليون وحدة حرارية، إذا جاء فصل الشتاء خلال العام الجاري أقل من المعتاد، ما يؤدي إلى نفاد المخزون الأمريكي من الغاز. وبحسب محللي "مورجان ستانلي" ومنهم ديفين ماك ديرموت، فإنه إذا جاءت درجات الحرارة خلال الشتاء في حدود المتوسط لها خلال الأعوام العشرة الأخيرة، فسيتراجع مخزون الغاز الطبيعي لدى الولايات المتحدة إلى 1.2 تريليون قدم مكعبة أي أقل بنسبة 35 في المائة عن المتوسط خلال الأعوام الخمسة الأخيرة ويبلغ 1.8 تريليون قدم مكعبة. وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ارتفعت إلى 3.205 دولار لكل مليون وحدة حرارية تسليم كانون الثاني (يناير) المقبل. كان إنتاج الولايات المتحدة من الغاز قد تراجع خلال الفترة الأخيرة نتيجة تراجع أعمال التنقيب عن الغاز بسبب انخفاض أسعار الطاقة في الأسواق العالمية في وقت سابق من العام الحالي، في حين من المتوقع نمو قوي للطلب على الغاز خلال الشتاء. يشار إلى أن الوباء يفرض ضغوطا على التوسع العالمي الذي دام لعقدين من الزمن بالنسبة إلى الغاز الطبيعي، الذي كان يحل محل استخدام الفحم في توليد الكهرباء والتدفئة. ومسار الفيروس مجهول بشكل كبير من حيث التأثير الاقتصادي والمالي والتغييرات السياسية اللازمة لإدارة التداعيات، لكنه يشكل خطرا غير مسبوق بالنسبة إلى الطلب والاستثمارات المتعلقة بالغاز الطبيعي المسال. وأدى تفشي الوباء إلى تأجيل أو إلغاء قرارات الاستثمار المتعلقة بمحطات تصدير الغاز الطبيعي المسال المقترحة التي تقدر بمليارات الدولارات، التي قد تستغرق ما يصل إلى عقد من التخطيط والتصريح والبناء، في عدة دول. كما تسبب الوباء في عرقلة سلاسل الإمداد ونقص القوى العاملة، ما أدى إلى تأخير بناء المشاريع المتفق عليها. ومع ذلك، حتى لو كان تأخير الاستثمار والبناء مجرد أمر مؤقت، إلا أنه قد ينتج عنه نقص في الغاز وارتفاع الأسعار في وقت لاحق من هذا العقد، وبالتالي مساعدة الفحم.
مشاركة :