النزعات العرقية في إثيوبيا تقوض جهود آبي أحمد الإصلاحية | | صحيفة العرب

  • 10/5/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيشوفتو (إثيوبيا)- احتفل الآلاف من الأورومو، أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، بعيد إيريشا (الشكر) في بلدة بيشوفتو وسط إجراءات أمنية مشددة الأحد بعد أن قالت السلطات إنها ضبطت أسلحة وأحبطت هجمات في الأيام القليلة الماضية، فيما تتربص النزعات العرقية بجهود الحكومة الإصلاحية. وشهد عيد إيريشا احتجاجات اتسمت بالعنف من قبل الأورومو الذين يشكون منذ فترة طويلة من الاستبعاد السياسي. وتسببت اضطرابات وقعت في الآونة الأخيرة، من بينها مقتل مغن مشهور في يونيو واعتقال سياسي بارز من الأورومو، في زيادة المخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العيد الذي يُحتفل به على مدى يومين. وعشية الاحتفال، تدفقت أعداد كبيرة من قوات الشرطة الإقليمية والاتحادية ومن الجيش على بيشوفتو. وأقامت السلطات عشر نقاط تفتيش على الأقل بجوار موقع مطل على بحيرة تتركز فيه الاحتفالات ولم تسمح بدخول سوى من حملوا شارات خاصة. بعد عقود من القمع، أشرف آبي أحمد على إصلاحات ديمقراطية شاملة أوصلته للفوز بجائزة نوبل للسلام، لكن الحريات الجديدة فتحت الباب لمطالب مكبوتة منذ زمن طويل وذكر عبدي فيكادو (26 عاما) وهو متخصص في مجال الصحة “إيريشا كان منصة يستخدمها الناس للتعبير عن غضبهم… ولهذا السبب يحرمون الناس من الاحتفال هذا العام”. وقال شاهد عيان إن مسؤولين في شرطة بيشوفتو منعوا مجموعة من الشبان في حانة كانوا يغنون ويرقصون على ألحان أغنيات هاكالو هونديسا الذي قُتل في يونيو من مواصلة احتفالهم. كما منعت السلطات آخرين من حضور احتفالات العيد. ونفذت السلطات تلك الاعتقالات بعد نحو أسبوع من إعلان النائب العام توجيه اتهامات لألفي شخص في ما يتعلق بأعمال عنف تلت اغتيال هونديسا قُتل فيها أكثر من 166 واعتُقل نحو تسعة آلاف من بينهم ساسة من أوروميا، أكبر أقاليم البلاد من حيث عدد السكان. وقدم داويت دوجاما (25 عاما) من أديس أبابا مع تسعة أصدقاء للمشاركة في المهرجان. وأُبلغوا بأنهم لا يستطيعون الانضمام إلى الحشود دون شارة. وقال “قيل لنا إنه لا يمكننا المشاركة في الاحتفال لأننا لا نملك شارة. هذه هي طريقة الحكومة لقمع أصوات الناس”. وشكر رئيس الوزراء آبي أحمد المنظمين والمشاركين الأحد في منشور على فيسبوك على احتفالهم بالعيد في أجواء سلمية. وتسلط الاضطرابات في أوروميا الضوء على التحديات التي تواجه آبي أحمد قبل الانتخابات التي كانت مقررة في أغسطس لكنها تأجلت بسبب أزمة فايروس كورونا. وبعد عقود من القمع، أشرف آبي أحمد على إصلاحات ديمقراطية شاملة أوصلته للفوز بجائزة نوبل للسلام، لكن الحريات الجديدة فتحت الباب لمطالب مكبوتة منذ زمن طويل بمزيد من الحكم الذاتي والحقوق والموارد الإقليمية. وتشكل التوترات العرقية التحدي الأكبر أمام آبي أحمد، وهو تحد يمثل تقويضا للاستقرار الذي قام عليه النجاح الاقتصادي الذي حققته إثيوبيا مؤخرا. ويقول مايكل ولدماريام، أستاذ مساعد في العلاقات الدولية بجامعة بوسطن، “الآن صارت حقيقة بناء الأمة والتغلب على التحديات التاريخية في إثيوبيا، عارية. لم يستطع آبي أحمد، رغم ما حظي به من شعبية، تحقيق جميع الطموحات والوعود”. وقد حدد آبي أحمد في المحاضرة التي ألقاها بمناسبة تسلمه جائزة نوبل للسلام رؤيته في بناء مجتمع ديمقراطي يتمتع بالرخاء ويزدهر بالتسامح والتفاهم. لكن تحقيق التوافق أمر بعيد المنال، وقد تأججت التوترات مؤخرا في مقاطعة تيغراي، وهناك أيضا صراع عرقي يغلي مستترا في أمهرة، وليس هناك ما يشير إلى أن الهجمات وعمليات الاختطاف التي تقوم بها الميليشيات المسلحة في أوروميا ستهدأ. ويرى آبل آبيت ديميسي، زميل المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، في لندن، أنه لا يزال يتعين على إدارة آبي أحمد بذل المزيد من أجل تشجيع المصالحة، حيث أن “إثيوبيا لا تستطيع تحمل استمرار عدم الاستقرار السياسي في ظل التحديات التي تواجهها البلاد”. وأضاف ديميسي “إن المشاحنات الحالية ستؤدي إلى مأزق سياسي وأمني خطير إذا لم تهدأ خلال وقت قريب”.

مشاركة :