دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط اليوم (الإثنين)، حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي إلى الإسراع في التوصل لاتفاق دائم وشامل، تحت رعاية أممية، لتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا. وقال أبوالغيط، في كلمته خلال اجتماع وزاري حول ليبيا، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، إن ليبيا مازالت تعاني من ويلات الاضطراب الأمني والانقسام السياسي والتراجع الاقتصادي والانشقاق المجتمعي، على الرغم من مرور نحو تسعة أشهر من مؤتمر برلين. وأضاف أن "اجتماعنا اليوم خير دليل على التزام أطراف عملية برلين بالاستمرار في الوقوف بجانب ليبيا وشعبها، وبمرافقة الأطراف الليبية على طول الخط للخروج بتسوية وطنية خالصة تعالج الأزمة الليبية بجوانبها العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية المترابطة والمعقدة". وتابع "لقد شاهدنا خلال الأشهر القليلة الماضية جملة من التطورات المهمة التي ساهمت، وبشكل تراكمي وبناء، في حلحلة الأزمة في اتجاه الحل الذي ننشده، من حيث الالتزام الذي تبديه الأطراف بوقف إطلاق النار، والحفاظ على حالة التهدئة القائمة في الميدان، وخاصة حول خط سرت - الجفرة، والتئام حوارات ليبية لدفع مسارات التسوية سواء في مونترو (بسويسرا) أو بوزنيقة (بالمغرب) أو القاهرة والغردقة (في مصر)، والجهد الذي يبذل لتأمين الاستئناف الكامل لعمليات إنتاج وتصدير النفط" الليبي. ورأى أن "هذه التطورات يمكن أن تقربنا من نقطة التوصل إلى اتفاق ليبي شامل لاستكمال المرحلة الانتقالية وتتويجها بالانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يتطلع إليها الشعب الليبي". وشدد على "أهمية إسراع حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي في التوصل إلى اتفاق رسمي ودائم وشامل، تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة، لتثبيت وقف إطلاق النار، وبأحكام واضحة يلتزم الجميع بموجبها بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية ومياهها الإقليمية". وأوضح أنه "لن تتوافر فرص النجاح والصمود للتسوية التي نسعى إليها ما لم تتوقف الانتهاكات المستمرة لحظر السلاح والاستقدام المتواصل للعتاد العسكري والمرتزقة، وما لم يتم التوصل إلى حل دائم وجذري للتهديد الذي تمثله المجموعات والميليشيات المسلحة" في ليبيا. وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 من فوضى أمنية وصراع على السلطة على الرغم من الاتفاق السياسي، الذي رعته الأمم المتحدة وتعيين حكومة الوفاق الوطني المدعومة منها في عام 2015. وتوجد حكومتان في هذا البلد الغني بالنفط، إحداهما في العاصمة طرابلس، وهي حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج وتحظى باعتراف دولي، والأخرى في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان و"الجيش الوطني"، الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
مشاركة :