يوماً بعد آخر يجد غوارديولا نفسه أمام ضغط متزايد، فبات عليه تبرير جميع قراراته، والتأكيد عند كل مرة أنه باقٍ في بايرن، وأنه مدرب نجم. وعلى ما يبدو دون جدوى، في ظل غياب الدليل، والامتحان القادم مسابقة أودي كاب الودية. مدرب نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم بيب غوارديولا منزعج ومتوتر وغاضب. هكذا ظهر أمام الصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي عقد على خلفية انطلاق مسابقة أودي كاب الودية وذلك بحضور مدربي، ريال مدريد رافا بينيتيز، وإنتر ميلان سينسا ميهالوفيتش، وتوتنهام موريسيو بوتشيتينو. وهي الفرق التي ستنافس بايرن في هذه المسابقة التي تستغرق يومين بدءا من اليوم الأربعاء (الرابع من أغسطس/ آب 2015). وعلى رغم أنها بطولة استعراضية في المقام الأول، إلا أن الحضور الإعلامي الذي شهدته ميونيخ هذه الدورة فاق سابقاتها، كذلك عدد القنوات التي ستقوم بنقل المباريات ارتفع بشكل ملحوظ، ما يزيد الضغط على الجميع وعلى رأسهم الإسباني غوارديولا مدرب الفريق المضيف. الخسارة أمام فولفسبورغ في هذا المؤتمر الصحفي وجد غوارديولا نفسه أولاً مطالباً بتبرير خسارة ناديه أمام وصيفه فولفسبورغ في مسابقة كأس السوبر في ضربات الترجيح 4-5. مع العلم أنه الفشل الثالث له على التوالي مع بايرن في هذه المسابقة بعد أن سقط في الموسمين الماضيين أمام بوروسيا دورتموند. ومرة أخرى كان على غوارديولا الرد على أسئلة تتعلق بمستقبله مع النادي الألماني، وعن علاقته بماريو غوتسه وعن أسباب اختياره للتشكيلة اليت شاركت في المباراة، إلى أن رد بانفعال «سيجري اليوم الحديث عن ماريو غوتسه، وبعدها عن روبين، ثم عن ليفاندوفسكي وهكذا!»، في إشارة إلى أنه لم يعد يطيق ملاحظات وانتقادات الصحفيين. موازاة لذلك، أطلق اللاعب الألماني السابق، ابن البافاري، لوتر ماتيوس، صاروخاً نحو غوارديولا عبر «غازيتو ديلا سبورت» الإيطالية قائلاً: «بالنسبة لي، غوارديولا ليس أفضل مدرب في العالم، أنا أفضل مورينيو، إنه رقم واحد، لأنه واضح وصريح». بينما كان تعقيب غوارديولا على ذلك أنه «لا يريد في بايرن أن يصبح الأفضل في العالم» وإنما أن «يقوم بأفضل ما يمكن». الامتحان الأخير قبل انطلاق الموسم غوارديولا لم ينج بعد في تحقيق الثلاثية (الدوري والكأس ودوري الأبطال)، رغم أنه دخل عامه الثالث مع بطل الدوري الألماني وجميع المؤشرات تدل على أنه أيضاً عامه الأخير. ولهذا تزداد الانتقادات الموجهة ضده مع التركيز على علاقاته المضطربة ببعض اللاعبين وتجاهله لآخرين وأولهم ماريو غوتسه الذي لا زال يحتفظ به في مقاعد البدلاء حتى في مباراة الفريق الأخيرة أمام فولفسبورغ. وعند طرح السؤال عن الأسباب للمرة المائة، رد غوارديولا: «أنا آسف. إن علي دائماً أن أبرر قراراتي، أنا أحب ماريو كثيراً، لكنه عليه إقناعي ليس هنا وإنما على أرض الملعب». مسابقة أودي كاب إذا، ستكون الاختبار الأخير لبايرن قبل انطلاق الموسم الجديد، والملفت أيضاً أن غوارديولا رفض التطرق إلى الثأر المفتوح أمام ريال مدريد الذي طرد بايرن من مسابقة أبطال أوروبا 2014 بفوزه عليه برباعية نظيفة، وسيلعب ريال أمام بايرن يوم غد الخميس. واعتمادا على منطق غوارديولا في تعامله مع غوتسه، تتعامل الصحافة الألمانية مع المدرب الإسباني هذا الموسم، في إطار «غير مقنع إلا أن يثبت العكس».
مشاركة :