في عملية معقدة استغرقت ست ساعات، نجح الفريق الطبي الجراحي في مستشفى الملك حمد الجامعي بإشراف الدكتور طلال الميمان جراح المخ والأعصاب في استئصال ورم في المخ لمريض بحريني يبلغ من العمر 64 عاما وذلك بواسطة الاستئصال الفلوري (5-ALA) باستخدام دواء Gliolan، وهي تقنية يمكن من خلالها التمييز بين الخلايا السرطانية والأنسجة الطبيعية ، ويتم منح المرضى فرصة أفضل لاستئصال الورم بالكامل. حيث يعتبر مستشفى الملك حمد الجامعي أول مستشفى يستخدم هذد التقنية في مملكة البحرين.حيث توجه المريض إلى قسم طب الطوارئ بمستشفى الملك حمد الجامعي وهو يعاني من الصداع الحاد بالإضافة إلى انخفاض مستوى الوعي التدريجي خلال الأيام العشرة الماضية، النعاس الشديد، التشتت الذهني والضعف في الجانب الأيسر من جسمه، وعلى الفور تم إجراء الفحص السريري وعمل التحاليل ، الفحوصات والأشعة اللازمة للرأس والتي أثبتت وجود وذمة وعائية دماغية ضخمة مع تحول خط الوسط بسبب تمدد ورم الدماغ العميق.وعلى أثر ذلك تم إدخال المريض إلى وحدة العناية المركزة وإعطائه بعض المنشطات لتحسين حالته تمهيداً لإجراء عملية استئصال الورم خلال ال48 ساعة المقبلة ، وعليه تقرر استخدام تقنية الاستئصال الفلوري (5-ALA) باستخدام دواء Gliolan حيث أعطي الدواء عن طريق الفم قبل الجراحة بـ 4 ساعات من كمساعد اساسي في الاستئصال الآمن للورم العميق.حيث قام الدكتور طلال الميمان جراح المخ والأعصاب باستخدام مجهر خاص للضوء الأزرق بعد إعطاء المريض الدواء الخاص بهذا المجهر ( ALA-5) والذي يسمح للخلايا السرطانية بالتوهج عند استخدام ضوء معين عند تصوير الورم، مشيرا أنه من خلاله تتوهج الخلايا السرطانية باللون الأحمر الفلوري تحت المجاهر الجراحية المجهزة خصيصًا لهذه النوع من العمليات ، منوهاً أن هذا المجهر الخاص مع مصدر الضوء المناسب متوفر فقط في مستشفى الملك حمد الجامعي، وقد استمرت العملية الجراحية لاستئصال الورم بشكل آمن من دماغ المريض ما يقارب ست ساعات بدون أي مضاعفات.أشار الدكتور طلال أنه خلال أيام قليلة بعد العملية ، تمكن المريض من الحركة والتنقل مع عدم وجود أي عجز.الجدير بالذكر أنه يتم إجراء مايتراوح بين 40 إلى 60 عملية جراحية متعلقة بأورام المخ في مستشفى الملك حمد الجامعي سنويًا، كما ان استخدام هذه التقنية الجديدة والمتطورة بواسطة الاستئصال الفلوري (5-ALA) في المستشفى تعتبر طفرة في مجال استئصال أورام المخ بشكل آمن.