واشنطن - توجّت جائزة نوبل للفيزياء التي أعلنت الثلاثاء رواداً ثلاثة في مجال البحوث المتعلقة بـ"الثقوب السوداء"، وهي مناطق من الكون ذات جاذبية فائقة لا يمكن لأي جسيمات الإفلات منها، هم البريطاني روجر بنروز والألماني رينهارد غنزل والأميركية أندريا غيز. وفاز العلماء البريطاني على اكتشافاتهم بشأن واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية غرابة. وقال ديفيد هافيلاند رئيس لجنة نوبل للفيزياء لدى إعلانه الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كورونا سويدية (1.1 مليون دولار) "اكتشافات الفائزين بالجائزة هذا العام مهدت الطريق لدراسة المواد المضغوطة وفائقة الكتلة". وفاز بنروز بالجائزة الشهيرة لاكتشافه أن "تَشَكُّل ثقب أسود هو بمثابة تنبؤ صلب بنظرية النسبية العامة"، في حين أن غنزل وغير كوفئا "لاكتشافهما جسماً مدمجاً فائق الضخامة في وسط مجرّتنا"، على ما أعلنت لجنة التحكيم خلال إعلانها أسماء الفائزين في ستوكهولم. ويشكّل الفوز بجوائز نوبل العلمية لفتة تكريمية للجامعات التي يعملون فيها أيضا… وفي هذا المجال، تستحوذ الولايات المتحدة مع صروحها الجامعية العريقة على حصة الأسد. فمنذ إطلاقها (في 1901 لجوائز الفيزياء والكيمياء والطب، وفي 1969 لجائزة الاقتصاد)، كرّمت جوائز نوبل العلمية 703 باحثين عن 441 بحثا، وفق بيانات جرى جمعها في الموقع الرسمي لجوائز نوبل. وفيما يشكّل الأميركيون وبفارق كبير أبرز الفائزين (248 رابحا مولودا في الولايات المتحدة، أي 35%)، فإن هيمنة الجامعات الأميركية التي يعمل فيها باحثون من الجنسيات كافة، تبدو أقوى أيضا: إذ إن 57% من جوائز نوبل الممنوحة (251 من أصل 441 بحثا) كرّمت باحثين متعاونين مع جامعة أميركية خلال الفوز بالجائزة. وتتصدر جامعة كاليفورنيا التصنيف مع 36 جائزة (بينها 12 في الكيمياء و11 في الفيزياء). وأول هؤلاء الفائزين كان الفيزيائي إرنست لورنس سنة 1939 عن اختراع أول سيكلوترون، وهو جهاز يعجل الجسيمات الذرية المشحونة كهربائيا إلى طاقات عليا ولا تزال استخداماته شائعة حتى اليوم خصوصا في الطب لتشخيص السرطان. وتحتل المركز الثاني جامعة هارفرد مع 33 جائزة (بينها 11 في الطب و8 في الفيزياء)، فيما أول جامعة غير أميركية في هذا التصنيف هي كامبريدج البريطانية التي تحلّ ثالثة مع 28 جائزة نوبل (مع احتساب الجوائز التي نالها مختبر البيولوجيا الجزيئية في كامبريدج). كما أن تسعاً من أصل 11 جامعة استحوذت على العدد الأكبر من المكافآت، هي أميركية وبينها ستانفورد (22 جائزة) و"أم أي تي" (20 جائزة) وجامعة شيكاغو (19). وإضافة إلى كامبريدج، وحده معهد ماك بلانك الألماني (20 جائزة) نجح في احتلال مركز في هذه القائمة بجانب الجامعات الأميركية. ويختلف تصنيف الجامعات تبعا لاختصاص الجائزة. وتهيمن جامعة روكفيلر على جوائز نوبل للطب، مع 13 جائزة بينها تلك التي نالها تشارلز رايس وهو من بين ثلاثة فائزين حصدوا جائزة نوبل للطب الاثنين عن اكتشاف فيروس التهاب الكبد سي. وتليها جامعة هارفرد مع 12 جائزة، وكامبريدج مع سبع جوائز. ويحتل معهد باستور الفرنسي موقعا جيدا أيضا في تصنيف جوائز نوبل للطب، مع أربع مكافآت في رصيده آخرها سنة 2008 لحساب فرنسواز باريه-سينوسي عن مساهمتها في اكتشاف فيروس "إتش أي في" المسبب لمرض الإيدز. وتحتل جامعة كاليفورنيا الصدارة على صعيد جوائز الكيمياء (12 جائزة) والفيزياء (11). ويكمّل تصنيف الجامعات المتصدرة في الكيمياء معهد ماكس بلانك وجامعة كامبريدج (11 جائزة لكل منهما)، فيما يكمّل معهد "كاليفورنيا إنستيتيوت أوف تكنولوجي" وجامعة هارفرد تصنيف أكثر الجامعات فوزا بجوائز نوبل للفيزياء مع 8 مكافآت لكل منهما. وأخيرا على صعيد جوائز الاقتصاد، تتصدر جامعة شيكاغو التصنيف مع 12 جائزة، تليها جامعة كاليفورنيا (8) وهارفرد (7). وبعيدا عن المؤسسات الجامعية العريقة المذكورة، نجحت جامعات أخرى في تحقيق نتائج مشرّفة على هذا الصعيد. فمنذ 2010، فاز معهد هاورد هيوز الطبي بأكبر عدد من جوائز نوبل (مع 6 جوائز توزعت مناصفة بين الكيمياء والطب). وفي فرنسا، حصدت جامعة ستراسبورغ ثلاث جوائز نوبل (اثنتان في الكيمياء وواحدة في الطب).
مشاركة :