التقى وزيرا الخارجية الإسرائيلي والإماراتي للمرة الأولى الثلاثاء في العاصمة الألمانية برلين ما يشكل خطوة كبيرة على طريق علاقاتهما الجديدة، وخصوصا بزيارتهما نصب محرقة اليهود الذي يحمل رمزية كبيرة . وتبادل وزير الخارجية الاسرائيلي غابي اشكينازي ونظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان التحية بالذراع، ضمن تدابير الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، خلالها أول لقاء بينهما بعد توقيع دولتيهما اتفاقا لتطبيع العلاقات بوساطة أميركية في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي. وجال الوزيران يرافقهما مضيفهما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في موقع النصب الشاسع الذي يضم أكثر من 2700 كتلة اسمنتية تنتشر على مساحة توازي ثلاثة ملاعب لكرة القدم. ويكرم النصب ذكرى مقتل 6 ملايين يهودي على أيدي نظام أدولف هتلر النازي. وتبادل الشيخ عبد الله واشكينازي كلمات قليلة أثناء زيارتهما لمتحف النصب تحت الأرض وتوقيع كتاب الزوار. وكتب الشيخ عبد الله "لن يتكرر هذا أبدا" بحسب صورة نشرها دبلوماسي إسرائيلي على تويتر. فيما تطلع اشكينازي في رسالته إلى المستقبل، قائلا إن اللقاء "يرمز إلى بداية عهد جديد وعهد سلام بين الشعوب". وتابع "توقيعنا المشترك في الكتاب التذكاري بمثابة صرخة وقسم مشتركين: أن نتذكر وألا ننسى، وأن نكون أقوياء وأن نعد +بألا يتكرر+ " الأمر. وزيارة الشيخ عبدالله إلى نصب المحرقة خطوة تحمل رمزية كبيرة. وأدت النزاعات السياسة إلى توترات حادة بين الإسلام واليهودية، فيما إنكار المحرقة شائع في العديد من الدول العربية. ويرى الفلسطينيون أن الاتفاقات تتعارض مع الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية. -"أول خبر جيد"- وقال ماس إنه "ِشرف كبير أن يختار وزيرا الخارجية الإسرائيلي والإماراتي برلين مكانا للقائهما التاريخي الأول". وأضاف "أهم صفات الدبلوماسية هي الثقة وأنا شخصيا أشكر زميلي لأنهما وضعا هذه الثقة في ألمانيا". ومن المقرر أن يعقد الوزيران مباحثات في وقت لاحق الثلاثاء في مقر وزارة الخارجية الألمانية قبل أن يتناولا العشاء سويا. والإمارات والبحرين أول دولتين خليجيتين تعلنان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وسبقتهما في ذلك كل من مصر (1979) والأردن (1994). بالنسبة للشرق الأوسط ، تمثل اتفاقات السلام تحولًا واضحًا في الوضع الراهن حيث حاولت الدول العربية الحفاظ على موقف واحد ضد إسرائيل بشأن كيفية تعاملها مع الفلسطينيين. وأطلق على الاتفاقات اسم "اتفاقات أبراهام"، تيمنا بالنبي ابراهيم الذي يعتبر أبا الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام. ووقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزيرا خارجية البحرين والإمارات الاتفاقات التاريخية بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة خلال مراسم احتفالية أقيمت في البيت الأبيض الشهر الفائت. ووصف ماس الاتفاق بين إسرائيل ودولة الإمارات بأنه "أول خبر جيد في الشرق الأوسط منذ وقت طويل، وفرصة لحراك جديد في الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين". وأضاف "يجب اغتنام هذه الفرصة" معبرا عن استعداد الاتحاد الأوروبي للمساعدة.
مشاركة :