بغداد - منح رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الثلاثاء، لجنة التحقيق في الهجوم على البعثات الدبلوماسية صلاحيات "الحصول على أي معلومات تطلبها من أي جهة". جاء ذلك في أول اجتماع للجنة التي تشكلت بأمر الكاظمي، في وقت سابق اليوم، ومنحت 30 يوما لإنجاز أعمالها، وفق بيان للحكومة. وقال الكاظمي خلال الاجتماع إن "هذه اللجنة مخوّلة في الحصول على أي معلومات تطلبها من أي جهة". وأضاف: "ننتظر من اللجنة أن تأتي نتائجها ضمن الإطار الزمني المحدد لها". مؤكدا أن "مخرجات هذه اللجنة ستسهم في تثبيت هيبة الدولة والمؤسسة العسكرية ومهنيتها". وتشكلت اللجنة بعضوية مسؤوليين بأجهزة أمنية وعسكرية واستخبارتية وأعضاء بالبرلمان. والأحد، تعهد الرئيس العراقي برهم صالح، خلال مقابلة مع السفير الأميركي في بغداد، ماثيو تولر، بدعم الإجراءات الحكومية الخاصة بـ"حماية البعثات الدبلوماسية" في البلاد. وجاء الاجتماع آنذاك بعد يوم من تأكيد الكاظمي في مقابلة متلفزة، أن بلاده "تسلمت انزعاجاً وقلقاً أميركياً فيما يخص أمن بعثاتها الدبلوماسية في العراق بسبب الصواريخ العبثية". وحول الجهات المتورطة في ذلك، تابع الكاظمي آنذاك: "هناك جهات متعددة (لم يسمها)، بعضها متورط بالفساد وبعضها عصابات، وبعضها مجموعات متورطة بالفوضى"، مشيرا إلى وجود تحقيقات لم تسفر عن نتائج بعد. وكانت تقارير صحفية غربية كشفت مؤخرا عن سعي واشنطن لإغلاق سفارتها في بغداد لمدة 90 يومياً، على خلفية الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها المنطقة الخضراء والقواعد العسكرية التي تستضيف قوات التحالف. ومنذ أشهر تتعرض "المنطقة الخضراء" (تضم مقرات حكومية وبعثات سفارات أجنبية بنيها سفارة واشنطن) في بغداد وقواعد عسكرية تستضيف قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلى قصف صاروخي وهجمات بعبوات ناسفة من قبل جهات مجهولة. وتتهم واشنطن فصائل في الحشد الشعبي مرتبطة بإيران بالمسؤولية وراء الهجمات.وتزامنا مع هذه التطورات بحثت العراق والولايات المتحدة اليوم الثلاثاء تعزيز العلاقات الأمنية. جاء ذلك خلال لقاء الكاظمي مع السفير الاميركي وقائد قوات التحالف ضد الإرهاب في العراق الجنرال بول كالفيرت، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للكاظمي. وقال البيان إن الكاظمي "بحث خلال اللقاء تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق في المجال الأمني، وأخر الجهود المتواصلة في ملاحقة فلول تنظيم داعش الإرهابي والملفات المتعلقة بتنفيذ مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة" . وبالتزامن مع هذه التطورات الامنية افادت مصادر اعلامية إن محتجين عراقيين اشتبكوا اليوم الثلاثاء مع قوات الأمن خارج ضريح الإمام الحسين المقدس لدى الشيعة بمدينة كربلاء في جنوب العراق وإن عدة مصابين سقطوا. وكان المحتجون يحيون ذكرى متظاهرين قُتلوا خلال شهور من الاحتجاجات المناوئة للحكومة العام الماضي والتي مات خلالها أكثر من 500 عراقي معظمهم برصاص قوات الأمن والجماعات المسلحة. ووقعت الاشتباكات اليوم خلال أربعينية الحسين التي تقام لإحياء ذكرى مقتل حفيد النبي محمد. وقال شهود إن المحتجين نظموا مسيرة إلى الضريح. حيث عبر البعض عن غضبهم عندما لم يتم السماح لهم بالوصول إلى الضريح. وعندئذ ضربت قوات الأمن المحتجين بالهراوات مما تسبب في مناوشات ثم دفع المحتجين إلى الوراء. وقال مسؤول أمني في كربلاء إن المحتجين جاءوا ضمن مجموعة من الزوار. وأضاف أن جانبا من المجموعة تحول إلى العنف قبل جولتهم في الضريح وإن الشرطة تدخلت لإبعادهم عن المكان. وأربعينية الحسين أكبر تجمع سنوي عام في العالم إذ يحضرها ملايين المسلمين من العراق والخارج. وهناك هذا العام حضور أقل عددا لأن العراق أغلق معظم حدوده أمام الزائرين خشية تفشي جائحة كوفيد-19. ويسجل العراق يوميا ما يصل إلى خمسة آلاف إصابة بالمرض.
مشاركة :