«مرجوج».. اسم original.. جمع فيه كل الاهتزازات والارتجاجات في شخص واحد؛ ليتحول بعدها إلى بقعة ضوء واسعة، تشغل بال المجتمع السعودي. الاسم الحقيقي: تركي عمر السفياني اسم الشهرة: مرجوج الهزازي العمر: 25 عاماً الشهادة العلمية: متخرج في الثانوية العامة علمي بنسبة 85% الهوايات: كرة القدم ومشجع وفي لنادي الاتحاد. اشتهر مرجوج هزازي في المنتديات بهذا الاسم، الذي اختاره نسبة إلى لاعب نادي الاتحاد «نايف هزازي» وهو من أكثر المعجبين به والمشجعين له. عرف مرجوج هزازي في المجتمع السعودي كـ«هكر» كسر قواعد «التهكير» بالكشف عن اسمه وصورته في الإعلام. وبالعودة إلى الوراء قليلاً، عمل مرجوج هزازي مشرفاً على أحد المنتديات التي كانت تعاني من الاختراقات، ما دفعه لتعليم تقنيات حماية الأنظمة الإلكترونية، وكيفية منع الهكر من اختراق موقع الشركة التي يعمل فيها، وكانت هذه بداية انطلاق مرجوج إلى عالم الهكر والتهكير. يحلم مرجوج هزازي بتأسيس شركة خاصة للأمن الإلكتروني، التي سيكون إحدى مهامها الأساسية حماية البنية التحتية الإلكترونية للمملكة العربية السعودية، واستقطاب الشباب السعودي الذين لديهم خبرات بالإنترنت من أجل العمل فيها «بدلاً من جلوسهم في منازلهم عاطلين عن العمل» كما يقول. غاص مرجوج هزازي في عالم الهكر؛ حتى قادته الصدفة لاكتشاف خطأ في نظام جامعة الطائف، فاطلع على محتويات النظام من بيانات طلاب ومنسوبي الجامعة، ووصل لخدمة بريدهم الإلكتروني بالنظام الداخلي للجامعة، وأرسل رسالة لجميع منسوبي الجامعة أخبرهم فيها بأنه كان أحد طلاب الجامعة الذي اكتشف وجود خلل في نظامها، طالباً منهم إغلاقه حتى يتم إصلاحه، تلافياً لمنع أي هكر من الدخول على هذه المعلومات الحساسة والعبث بها. يقول مرجوج في تصريح صحفي: «ذكرت لهم إيميلي للتواصل ومساعدتهم في حل المشكلة، لكنني فوجئت بأنهم سيقاضونني». ولم يكن اختراق جامعة الطائف هو الأول بالنسبة للهكر مرجوج، بل اخترق أكثر من 20 موقعاً حكومياً، حيث أرسل لهم رسائل أخبرهم فيها بثغرات أنظمتهم الإلكترونية، إلا أن جميعها تم تجاهلها، كما أفاد مرجوج، الذي أسف أيضاً على إدارة المواقع الحكومية السعودية من «أجانب أو شركات غير موثوق بها، أو نسبة حمايتها ضعيفة». أثار مرجوج هزازي زوبعة كبيرة بالسجال الذي دار بينه وبين وزير التعليم د. عزام الدخيل على تويتر. وفي التفاصيل أن مرجوج اكتشف خطأً في نظام إحدى إدارات التربية والتعليم، فتحدث عنه في تويتر، وتواصل معه المستشار بوزارة التعليم جارالله الغامدي، ووعده بمحاسبة المقصرين وتكثيف الحماية بأنظمة التعليم، ثم تواصل مع الوزير على تويتر كاشفاً كل التفاصيل أمام الناس. والغريب في الأمر، وصف وزير التعليم السعودي د. عزام الدخيل للهكر مرجوج، حيث اعتبر أن لديه موهبة وصاحب قدرة ومهارة، وفي المقابل شعر مرجوج بالندم على كشف شخصيته الحقيقية، ما أدى إلى ملاحقته قضائياً. عمل مرجوج في قسم الجرائم المعلوماتية في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قدم استقالته بعد أن جاءه عرضٌ جيد جداً من دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن يبدو أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، حيث ضبطت الجهات الأمنية مرجوج في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، على خلفية بلاغ تقدمت به إدارة التعليم بالليث تجاهه، مدعية اختراقه موقعها الإلكتروني في وقت سابق، ويأتي ذلك بعد القضية المرفوعة ضده بعد إعلانه عبر حسابه في تويتر قبل عدة أشهر عن اختراقه لموقع جامعة الليث، قسم الطالبات، لوجود ثغرات في المنظومة الإلكترونية للجامعة، ثم أبلغ وزارة التعليم لإصلاحها. ووفقاً لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية، فإن العقوبة ستشمل السجن لمدة لا تزيد على أربع سنوات وغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين. وهنا غرد مرجوج عبر حسابه في تويتر قائلاً: «كنت متوجهاً إلى المطار للذهاب إلى الإمارات، فتم القبض عليّ بمطار الملك خالد بالرياض، بعد إدراج اسمي تحت المراقبين والمطلوبين، وأمر بالقبض عليّ». بعدها اشتعل تويتر وانهالت تغريدات الناس بين مؤيد ومعارض لتوقيف مرجوج مثل: «عندما نفشل في التعامل مع المواهب مثل مرجوج هزازي فإننا نضطرهم إلى اتجاهين، إما قتل الموهبة ودفنها في مقابر الإحباط، أو التوجه لدهاليز الظلام». تعليق آخر: «والله يا هالمرجوج قوي، قوي، يا ليتني أعرف أهكر زيه». تعليق ثالث: «الله يهديك بس أنت كسرت أول قاعدة للهكر اللي هي لا تنصاد، أتمنى يرحمونك ويقدرون ظروف عمرك وما عندك سوابق». وفي السياق نفسه، تنازلت إدارة تعليم الليث رسمياً للشرطة عن مرجوج؛ مشترطةً تقديمه تعهداً خطياً لدى الجهات المختصة بعدم تكرار سلوكه السابق مع إدارة التعليم أو غيرها، وأن يلتزم بأنظمة وتعليمات الدولة بهذا الخصوص، وبالفعل قدم مرجوج اعتذاره لإدارة تعليم الليث عبر حسابه على تويتر، عما قام به من اختراق لأحد أنظمتها قبل فترة، ونشره ذلك بوسائط التواصل الاجتماعي، موضحاً أنه تواصل مع مدير تعليم الليث، مبدياً استعداده للتعاون معهم في أي شيء يحتاجونه منه، وبالفعل أطلق سراحه بكفالة حضورية.
مشاركة :