عانت أسرة سعودية في مدينة مكة المكرمة على مدار خمسة وعشرين عامًا من البحث عن طفلهم المفقود منذ ولادته بعد أن وضعته والدته في مستشفى جرول في العام 1411هــ وعلى الرغم من مرور تلك السنوات الطويلة إلا أنّ الوالدين لم يفقدا الأمل في إيجاد طفلهما الضائع الذي لم يستدلا عليه بعد ولادته واختفى في ظروف غامضة. تأتي تفاصيل الواقعة التي حدثت في عام 1411 هــ حيث وقع والد الطفل مازي الجحدلي على إقرار بقاء طفله في المستشفى نظرًا لولادته المبكرة، وصادف ذلك تعرض الجحدلي للمرض أدت لفقدانه عمله في القطاع العسكري، ومن بعدها ذهب لتفقد طفله إلا أنه لم يجده وظل طوال تلك السنوات يبحث في مستشفيات مكة لكن دون جدوى، ولا يملك دليلًا على وجود طفله سوى تبليغ الولادة الأولي. وأضاف الأب وهو يسرد القصة لـ"مكة" قائلًا والدموع تملأ عينيه:" بيدي وافقت على بقائه بالمستشفى وتنويمه، وكأنني شريك في فقدان فلذة كبدي، الذي لا أعلم منذ ذلك الوقت أهو متوفى أم أنه حي يرزق ". ومع بحثه المستمر والسؤال في المستشفيات من عدة جهات جاءته ردود متضاربة فيما يخص هذا الشأن حيث أبلغ تارةً بوفاة طفله بعد نقله من مستشفى جرول لمستشفى النور التخصصي لإجراء بعض الفحوصات ومتابعة حالته الصحية، وتم دفنه دون علم والده، وتارةً أخرى أبلغوه بأنه لا يوجد أي معلومات عن الطفل. عليه شرعت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكة بالبحث عن الطفل المفقود، كما تعاطف مدير عام مديرية الشؤون الصحية بمكة الدكتور مصطفى بلجون وكوادره الإداريين مع المواطن، مصرحًا بأنه سيقوم بمخاطبة الإدارات التابعة لهم في حال لم تتمكن الصحة من كشف غموض القضية وتفاصيلها كاملةً.