متعافية من «سرطان الثدي»: حب الحياة أمل يحطم اليأس

  • 10/6/2020
  • 18:30
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت الأخصائية النفسية والإعلامية ‏أميمة التميمي إنها تعتبر تجربتها مع مرض سرطان الثدي، الذي تعافت منه، منحة ربانية لتغيير حياتها نحو الأفضل، وإنها اختارت أن تعيش بالأمل لتهزم الألم، واكتشفت قوتها لتحارب عدوها على جميع الأصعدة، حتى أكملت المشوار وأعلنت انتصارها على المرض بفضل الله سبحانه وتعالى، وبعد أن كانت إنسانة يائسة من الحياة وتنتظر الموت، أصبحت متمسكة بالحياة ومقدرة لكل لحظة فيها.‏منحة ربانية اكتشفت التميمي الورم السرطاني عن طريق الكشف الذاتي الذي كانت تجريه شهريا، ثم دخلت في دوامة الفحوصات إلى أن تأكد التشخيص، وتسلمت التقرير الذي يؤكد إصابتها في شهر فبراير عام ٢٠١٢، وتؤكد أن ذلك كان المنحة الربانية التي قلبت حياتها ١٨٠ درجة؛ لتنهي أسلوبها في الفكر والحياة، وتعلن ميلادا جديدا لها.‏خوض التجربةوقالت التميمي: عندما أمسكت بالتقرير توقفت كل أحاسيسي وكأن جوارحي في حالة صدمة، لكن تلك الليلة بدأت توجهاتي الفكرية الإيجابية، فلم يخطر ببالي أني ضحية للسرطان، بل اعتبرته تجربة رغم آلامها، لابد أن أخوضها لأنها ستثري حياتي، واعتبرتها مجرد محطة في قطار حياتي يجب علي اكتشاف ما فيها، واكتشاف مكامن قوتي لأحارب عدوي على جميع الأصعدة حتى أكمل مشواري وأعلن انتصاري.مغامرة الشفاءوأضافت: أحب أن أسمي تجربتي «مغامرة شفائي» حيث تبدلت نظرتي لكل شيء، فبعد أن كنت إنسانة يائسة من الحياة وأنتظر الموت، أصبحت متمسكة بالحياة ومقدرة لكل لحظة فيها، وبعد أن كنت مستسلمة لكل السلبيات من حولي، وللسيناريوهات التي ينسجها عقلي، أصبحت مستهزئة من سلبيتي ومتجردة منها، ومتمسكة بكل ذرة إيجابية بداخلي، أغذيها بأملي لأنير كل الزوايا المظلمة بقوة تفكيري الإيجابي، وبعد أن كنت أقدر البلاء قبل وقوعه حتى أكون مهيأة، أصبحت أنتظر كل الخير محسنة ظني بربي، وهنا أعلن امتناني لتجربتي التي أعتبرها أحلى أيام حياتي؛ لأنها لم تهزمني بل زادت من قوتي، ولم تبعثر شتاتي وتكسرني، بل لملمت أجزائي المبعثرة، وأصبحت واعية بكل ما يجري بداخلي ومن حولي، لم أنغلق على نفسي خلف قضبان الخوف أو الخزي أو الحسرة، بل أصبحت روحا منطلقة، متفائلة ومنفتحة للحياة، مرحبة بها ومقدرة لكل ما فيها، مودعة كل ما حدث في الماضي ومتوقعة كل الخير في مستقبلي.داعمان رئيسيان ‏واستطردت قائلة: هناك داعمان نحتاجهما في مغامرتنا، أولا الدعم الذاتي الذي ينبع من داخلنا لنتغلب به على لحظات ضعفنا، والثاني الدعم المعنوي من حولنا، وبالنسبة لي كان الدعم الأكبر من بناتي ومن ثلاثة من إخوتي رافقوني في رحلة شفائي وغربة علاجي.قوة الحياةوقالت: عندما تواجهنا الحياة بما يخيفنا، فتلك فرصتنا لنتمسك بأملنا ونظهر شجاعتنا ونحسن ظننا بخالقنا، فالسرطان ليس إرهابيا بقنبلة موقوتة، وليس حكما بالإعدام وليس نهاية المطاف، وما هو إلا بداية التغيير وبداية حياة جديدة، استمتعوا بكل لحظة كتبت لكم فيها حياة، فإن حبكم للاستمرار في الحياة هو القوة التي تخنق الضعف وهو الأمل الذي يحطم اليأس.جمال الروحوأكدت أن ‏أول إيجابيات هذه التجربة يتجلى في اكتشافها لجمال روحها المجردة، فعندما فقدت شعرها أيقنت أن هذا الشعر ما هو إلا عضو من مجموعة أعضاء تحدد هويتها، بجانب اكتشافها للمسؤولية الاجتماعية التي تحملها تجاه غيرها، قائلة: لم أقفل على تجربتي في حنايا صدري، بل قررت أن أخرجها للنور عبر كتابي «شيء في صدري» ليكون بمثابة ورشة عمل ونبراس يضيء لغيري طريقه ليكون إيجابيا متفائلا مهما واجهته الحياة.نصيحة أخيرةونصحت كل سيدة تواجه السرطان، قائلة: أنت لست مجموعة أعضاء، بل أنت الروح الجميلة في هذا الجسد الفاني، ‏وأقول لكل من يحارب عدوه ادخلوا التجربة بوعي وإيجابية، ولا تأخذوها على أنها محنة، بل منحة ربانية أتتك بحب لتغير شيئا بداخلك والتغيير دائما للأفضل، وعيشوا تجربتكم بحالة من التشافي وتطلعوا للتعافي.‏

مشاركة :