انتقد الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز موقف القيادة الفلسطينية من معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، وإعلان تأييد السلام بين المنامة وتل أبيب. وقال سفير المملكة السابق لدى واشنطن، ضمن «وثائقي مع بندر بن سلطان» بثت الحلقة الأولى منه على شاشة «العربية» الليلة قبل الماضية، إن انتقادات السلطات الفلسطينية «غير مقبولة». واعتبر الأمير بندر أن «قضية فلسطين عادلة، لكن محاميها فاشلون، والقضية الإسرائيلية قضية غير عادلة، لكن محاميها ناجحون. وهذا يختصر الأحداث التي وقعت في الـ75 سنة الأخيرة». ورأى أن «القيادات الفلسطينية يراهنون دائماً على الطرف الخاسر... وهذا له ثمن». حضور دائم وذكّر بالدعم الذي قدمه ملوك السعودية المتعاقبون على مدى عقود للقضية الفلسطينية، وقال: «إنه على الشعب الفلسطيني أن يتذكر أن المملكة كانت دائماً حاضرة لتقديم المساعدة والمشورة». وعن رد فعل القيادات الفلسطينية على معاهدة السلام وإعلان تأييد السلام، قال: «ما سمعته مؤلم، لأنه كان متدني المستوى، وكلام لا يقال من قبل مسؤولين عن قضية يريدون من كل الناس أن يدعموهم فيها». وأعرب عن رفضه لتطاول القيادات الفلسطينية على دول الخليج، مشدداً على أن «تجرؤ القيادات الفلسطينية على دول الخليج غير مقبول ومرفوض»، كاشفاً لقرابة ربع قرن، متاجرة إيران وتركيا بالقضية الفلسطينية. وتعرض الأمير بندر بن سلطان في حديثه عن موقف المملكة من القضية الفلسطينية، قائلاً: «القضية الفلسطينية قضية وطنية وعادلة، لكن محاميها فاشلون، وإن القيادات الفلسطينية دائماً تراهن على الطرف الخاسر، وهذا له ثمن». وسرد بعض المواقف التي تكشف تآمر القادة الفلسطينيين أنفسهم على قضيتهم. وأردف: «كنا نؤيد القيادات الفلسطينية حتى وهم مخطئون، كي لا ينعكس ذلك على الشعب الفلسطيني». وبين أن مصر حاولت منذ عهد الرئيس الراحل حسني مبارك وحتى الآن تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي التوفيق بين حركتي فتح، وحماس. وتحدث الأمير بندر بن سلطان عن الدول، التي تتاجر بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن إيران تتاجر بالقضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني. وفي ما يخص تركيا، تساءل الأمير بندر قائلاً: «إنها سحبت سفيرها من الإمارات بعد معاهدة السلام، فلماذا لم تطرد سفير إسرائيل في أنقرة أو تسحب سفيرها من تل أبيب؟». وأردف: «اليهود قبلوا القرار 181 والفلسطينيون رفضوه، ثم الآن يطالبون به». وقع مؤلم وبيّن أن زيارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمّار) لبغداد في 1990 كان لها وقع مؤلم على كل شعوب الخليج. وأفصح الأمير بندر في سياق آخر قائلاً: «شاهدنا شباباً مغرراً بهم في نابلس يرقصون فرحاً لضرب الرياض في حرب تحرير الكويت». ولفت إلى أن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر حاول إنقاذ الفلسطينيين من أنفسهم، معتبراً أن مقاطعة مصر بعد معاهدة السلام في كامب ديفيد عام 1979 كانت خطيئة. وكشف عن أن أبو عمار قال له إنه كان يريد الموافقة على كامب ديفيد لولا تهديد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد له. ولفت إلى أن التاريخ أثبت صحة رأي الملك عبدالعزيز بشأن المخيمات الفلسطينية. ووصف قناة «المنار» اللبنانية الناطقة باسم حزب الله الإرهابي، و«الجزيرة» بأنهما «تلفزيونات مسمومة رسالتها كاذبة وأهدافها حقد وخصوصاً على دول الخليج وقادتها». وقال: إن الجزيرة تمثل قطر، لكنها محطة إيرانية. وفي ما يتعلق بالأزمة القطرية، فرق الأمير بندر بين النظام القطري وإعلامه، والشعب القطري. وعن النظام القطري قال الأمير بندر: إنه «شيء هامشي، أما الشعب القطري فهو شقيق وحبيب ومنا وفينا.. أما الدولة القطرية فهي هامشية، ولا تستحق أن نضيع وقتاً في الحديث عنها أو الرد عليها.. أفضل شيء تجاهلها». حديث حصيف علق معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية على مقابلة الأمير بندر بن سلطان في «العربية» على حسابه في «تويتر» قائلاً: «مقابلة مهمة للأمير بندر بن سلطان في «العربية»، حلقة أولى من حديث حصيف صريح من شخصية ملّمة، ومطلّعة على تفاصيل وخفايا العديد من الأحداث». وأضاف معاليه «نعم، الواقعية والصراحة مطلوبة في منطقة عانت من قلة العمل، وكثرة الكلام». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :