دار الإفتاء المصرية على خط الكوميكس: لا يليق بأخلاق المسلم | | صحيفة العرب

  • 10/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - أثارت فتوى لشوقي علام، مفتي مصر، أكد فيها أن “الكوميكس Comics” “أمرٌ مذمومٌ شرعًا؛ وذلك لأنَّ فيها تَهَكُّمًا وازدراءً لا يليقان بأخلاق المسلم”، جدلا وسخرية واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر. وفي نص الفتوى التي نشرها موقع دار الإفتاء جاء “(…) تصوير وبث فيديوهات وصور على شَكْل ‘كوميكس’ تَسْخَر مِن الأشخاص أمر مذموم شَرْعًا، ومُجَرَّم قانونًا؛ ويزداد الأمر ذَمًّا وجُرْمًا إذا تَعَلَّق بالأشخاص الذين يتَصدَّرون لاحتواء الأزمات الصحية والبيئية والاقتصادية في بلادنا”. والفتوى تعود إلى يوليو الماضي لكن مستخدمي مواقع التواصل أعادوا تداولها هذه الفترة. وانتقد مصريون الفتوى “التي تضيق حرية التعبير الضيقة أصلا”. ويعتمد المصريون السخرية من الأزمات مهما كانت شدتها، فيحولون أصعب مواقف حياتهم اليومية إلى نكتة يضحكون عليها، لتخفيف الضغوط النفسية والعصبية، ويبدو أن تقاليد سخرية المصريين أوقات الأزمات تعود إلى وقت بعيد، حيث ترك الفراعنة برديات ونقوشا تسخر من الأوضاع السياسية والاجتماعية في ذلك العهد. ويعتمد المصريون على الكوميكس (الميمز) بشكل كبير للسخرية من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في بلادهم. والسبب وراء إقبال المصريين على هذا الفن خاصة الشباب، هو قدرة الكوميكس على توصيل الفكرة بشكل واضح وسريع، وإحداث حالة من التفاعل بين مستخدمي مواقع التواصل، كما أنه يحتوى على مساحات كبيرة للإبداع والتعبير عن الرأي. والميمز Internet memes هي عبارة عن صور أو مقاطع فيديو قصيرة (GIF)، يكون محتواها على الأغلب هزليا أو ساخرا، وهي الآن فكرة شائعة انتشرت بشكل فايروسي على شبكة الإنترنت وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي. وأصبحت “الميمز” الوسيلة الجديدة لإلقاء النكات التي تليق بالعصر الرقمي، فانتشرت على جميع مواقع التواصل الاجتماعي وبجميع اللغات، وكان من أكثر ما استرعى انتباه علماء النفس والاجتماع في هذه الثقافة أن الكثير من “الميمز” التي يشاركها الشخص مع الآخرين تدور حول السخرية من النفس، وهو الأمر الذي اختلف علماء النفس والاجتماع حول نفعه وضرره. وتحولت وجوه عدد كبير من المشاهير إلى ميمز تستخدم على نحو واسع، وكان أكثرها انتشارا الممثل المصري عادل إمام. وتعد عبلة كامل أشهر شخصية نسائية تستخدم على منصات التواصل الاجتماعي في المناسبات المختلفة. وكان مفتي الديار المصرية قال إن الشريعة الإسلامية كَفَلت حرية التعبير وأَقرَّتها، ولكن هذه الحرية ليست مُطْلَقة، بل المساحة المتاحة للتعبير عن الرأي لا بد أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية. يذكر أنه منذ إنشاء دار الإفتاء المصرية عام 1895 وهي تعد المرجعية الأساسية في مصر وغيرها من البلدان الإسلامية. ومع التطور الذي شهده العالم، أصبحت دار الإفتاء تخاطب المسلمين من خلال صفحاتها الإلكترونية. وتكمن مشكلة المصريين مع المؤسسات الدينية، أنهم يتعاملون معها على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها جزءا من السلطة ما أفقدها مصداقيتها. وتثير بعض الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي عموما وفيسبوك خصوصا كانت محور العديد من الفتاوى من دار الإفتاء. وسبق لعلام أن أصدر فتوى بشأن بيع وشراء اللايكات (الإعجابات) على منصات التواصل. وحسب نص الفتوى الرسمية، فإن “بيع اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي هو معاملة مستحدثة لها صور عديدة لكل صورة منها حكمها؛ فإن كان ذلك عن طريق الإعلان والترويج للحساب أو الصفحة أو المنشور بحيث يصل الإعلان إلى عدد معين من المستخدمين متفق عليه بمقابل معلوم، فهذا جائز شرعا”. وفي عام 2010 أفتى الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر، بتحريم موقع فيسبوك. وفي أغسطس 2014 أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بتحريم المحادثات الإلكترونية (الشات) بين الجنسين. وفي يونيو 2015، أفتى مجدي نورالدين، نقيب أئمة الأوقاف بمدينة دمياط المصرية، على حسابه على فيسبوك، بأن فيسبوك يعد من أسباب المفطرات في رمضان. وفي نهاية عام 2015، صرح الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق “تعارف الولد والبنت على فيسبوك، درجة من درجات الزنا”. وكانت دار الإفتاء أثارت جدلا على موقع فيسبوك مؤخرا، بعدما نشرت مقولة “إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه”، متابعة “اللهم ألطف بعبادك يا لطيف”. وسارعت دار الإفتاء إلى حذف الجزء الخاص بمقولة “إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه”، بعدما لوحظ أن البعض يشكك في صحة الحديث المنسوب للرسول محمد، إضافة إلى اتهام دار الإفتاء بالضحك على العقول بتبني خطاب عفا عنه الزمن. وكتبت معلقة: وجهت انتقادات لاذعة لحساب دار الإفتاء المصرية على تويتر، قبل عامين، بعد حظرها عددا كبيرا من الحسابات التي ناقشت بعض التغريدات المنشورة. وانتشر على نطاق واسع هاشتاغ “#دار_الإفتاء_المصرية_بلكتني (حظرتني)، للسخرية من أدمن الحساب الذي حول الأمر، وفق مغردين “إلى معارك شخصية صبيانية”. وسخر مغردون من أن الأمر يندرج ضمن سياق “التجديد الديني”. وتشير إحصائيات غير رسمية في مصر الشهر الماضي، إلى أن عدد مستخدمي فيسبوك في مصر بلغ 50 مليونا.

مشاركة :