تصريحات الرئيس الفرنسي، واعتبرتها "عنصرية وتؤجج مشاعر ملياري مسلم". وقال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، في بيان، إن "التصريحات الأخيرة الصادرة عن ماكرون، اتهم فيها الإسلام باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين". وأضاف: "نرفض بشدة تلك التصريحات ونؤكد أنها تصريحات عنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم". واستنكر البيان، "إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية". وأكد أن هذا الإصرار "خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة". ** "المستقبل لدين الإسلام" الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، قام أيضا بالرد على تصريحات ماكرون، قائلًا: "الإسلام حقائق وجودية خالدة تملك حلاً للمشاكل المستعصية على السلطات". وأضاف القره داغي، عبر "فيسبوك" مخاطبا ماكرون: "لا تقلق على ديننا، فهو لم يعتمد في يوم من الأيام على دعم سلطة ولا رفع سيفاً في وجه من عارضه ليفرض رايته". وتابع: "الإسلام هو دين الله وليس نظام حكم يعتمد على مزاج الناخبين ولا تزييف الوعي. الإسلام هو الحضور المستمر للعقل والبرهان وحماية الإنسان". وشدد القره داغي، على أن الإسلام "لا يمر بأزمة ولن يمر فليس الإسلام صناعة بشرية كي نخاف الضمور والكساد. هو إسلام وكفى يتنفس رغم مكائد الآخرين". ووجه حديثه لماكرون قائلا: "نحن لسنا في خوف على ديننا ولا نحتاج يا سيادة الرئيس لمن يبصرنا بوجود أزمة. بل إننا نقول لك: المستقبل لدين الإسلام ونحن في خوف على مستقبل المجتمعات التي تجعل من أديان الآخرين ومقدساتهم أهدافاً مشروعة". واستطرد قائلا: "نحن في خوف على مجتمعات من سلطات تدمن صناعة أعداء لها. نحن نشفق على حاكم ما زال يعيش أزمة وشبح حروب دينية يعيش في قرونها الوسطى ونحن في القرن الحادي والعشرين". واختتم بالقول: "أنتم في أزمة. أزمة انتكاس أخلاقي وإنساني وسياسي ولا يتحمل الإسلام وزر قيادات كرتونية مزيفة صنعت الأزمات برعاية منكم". ** "حقد على الإسلام" في السياق، اعتبر المجلس الإسلامي السوري، أن تصريحات ماكرون "تحض على الكراهية وتؤجج مشاعر العداء للإسلام والمسلمين وتهدد حياة الملايين من المسلمين بالعالم الغربي". وقال المجلس في بيان: "تصريحاته تدل على حقده على الإسلام، وأنه هو المأزوم، وأن مبادئه المزعومة ما هي إلا شعارات جوفاء لا حقيقة لها في أرض الواقع". وشدد على أنه "إذا لم يتراجع ماكرون وأمثاله عن مثل هذا النوع من الخطاب والاستفزاز، ويعتذر للمسلمين فسيكون لذلك عواقب وخيمة على التواصل بين الحضارات والشعوب". من جانبه، علّق مفتي سلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي، على التصريحات، قائلا: "لا يزال المناوئون للإسلام الذين يتربصون به الدوائر تنفث ألسنتهم وأقلامهم لهيبا مما يعتمِل بين حناياهم ويتأججُ في أحشائهم من سعير الحقد وجحيم البغضاء". وأضاف الخليلي، في تغريدة عبر تويتر، إن هؤلاء "يظنون أنهم بذلك ينفّسون عن أنفسهم ما يلقونه من عنتٍ شديد ومعاناة قاسية مما يحرزه الإسلام بين عقلاء الإنسانية اليوم من تقدم باهر". بدوره، أدان "حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" في موريتانيا، هو الآخر تصريحات ماكرون، واعتبرها "مسيئة للإسلام". وطالب الحزب فى بيان، الرئيس الفرنسى بـ"الاعتذار فورا إلى مواطنيه أولا وإلى المليار والثلاثمائة مليون مسلم الذين تم التعريض بمعتقداتهم الدينية". ودعا فرنسا إلى نشر خطاب التسامح والاعتراف بالتعددية واحترام التنوع. ** "تحريض على قيم الإسلام" وفي الأردن، استنكر "حزب جبهة العمل الإسلامي" بشدة تصريحات رئيس فرنسا، "لما تتضمنه من إساءة إلى المسلمين". وحسب وسائل إعلام أردنية، اعتبر الحزب، في مذكرة وجهها أمينه العام مراد العضايلة، إلى السفير الفرنسي لدى عمان، أن "تصريحات ماكرون لا تحترم الديانات الأخرى، وأنها تحرض على قيم الإسلام السمحة". وطالب العضايلة، الحكومة الفرنسية بـ"الاعتذار عن التصريحات المسيئة للإسلام، وبأن تراجع باريس سياستها الخارجية تجاه شعوب المنطقة العربية والإسلامية". على الصعيد ذاته، دعا نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، إبراهيم منير، الرئيس الفرنسى إلى "تصحيح فكره عن الإسلام". وطالب منير، في رسالة أرسلها للرئيس الفرنسي واطلعت عليها الأناضول، بأن "يأتي الحديث عن الإسلام بصورة تراعي مشاعر أكثر من ملياري مسلم، وليس في إطار سياسات دول تحكمها عوامل خارجية ومنافسات حزبية داخلية". ** فرنسا تعيش أزمة هوية الكاتبة التونسية الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط، سمية الغنوشي، ردت أيضا على تصريحات ماكرون في مقال نشره موقع "عربي 21"، قالت فيه إن "فرنسا تعيش أزمة هوية عميقة نتيجة للوجود الإسلامي بين ظهرانيها". وأضافت الغنوشي، وهي ابنة زعيم حركة "النهضة" راشد الغنوشي، إن خطاب ماكرون فيه "استدعاء خفيّ ومعلن للإرث الاستعماري القائم على نزعة استعلائية ثقافية، أقرب إلى العنصرية الثقافية، إزاء الاسلام والمسلمين". وتابعت: "وضع ماكرون نفسه موضع طبيب جراح يعاين ويشخص حال إسلامٍ مريض ومأزوم، هو القادر دون غيره على تحديد علاجه وتقديم الدواء الشافي والكافي لمرضه العضال". وأكدت أن مشكلة فرنسا أنها ما عادت تواجه إسلاما طرقيا تقليديا، بل تلتفت لترى إسلاما إصلاحيًا حداثيا، لم يعد بإمكانها محاربته وتطويعه وإخضاعه باسم قيم الحداثة والمهمة التنويرية. وخاطبت الغنوشي، الرئيس الفرنسي قائلة: "ما يجدر بماكرون إدراكه هو أن فرنسا لا تملك الحقيقة المطلقة وأنها ما عادت سيدة البرار والبحار". ** مسيحيون أيضا ولم تقتصر ردود الفعل على المسلمين، فالمسيحي الأردني، عميد متقاعد عيسى خليل جريس، خاطب ماكرون عبر حسابه على فيسبوك قائلا، إن "الدين الإسلامي ما كان ولن يكون في أزمة". وأضاف: "سيدي الرئيس الأزمة في عدم معرفة حقيقة الدين الإسلامي الحنيف. أنا رجل عربي من عقيدتك، ومطلع بشكل جيد على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أود أن أقول لسيادتكم أن الدين الإسلامي دين محبة وسلام ووئام". وأكمل جريس: "سيدي نحن النسخة الأصلية للدين المسيحي، ونحن الأقرب والأكثر احتكاكا بأحبائنا المسلمين، وإذا أردت أن تعرف الحقيقة الخالصة لنكن نحن مرجعيتك، فنحن من يحرص على تطبق تعليمات السيد المسيح، الذي علمنا أن لا نكذب أو نشهد شهادة زور، ولم نتلوث بالسياسة القذرة". وخلافا للشخصيات الرسمية والمنظمات، فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الإسلامي والعربي رفضا وغضبا من تصريحات ماكرون، التي اعتبرها النشطاء "إساءة للمسلمين"، و"تحريضا على الإسلام والمسلمين"، فيما حذر آخرون من أنها قد "تشعل حربا دينية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :