مشكلة التبوّل اللاإرادي من أكثر المشاكل التي يواجهها الأطفال، والتي تسبّب الضيق والإحراج على حدّ سواء، والخوف والإزعاج للأسرة أيضاً، وقد أجمعت الدراسات على أن 90 بالمائة من مسبّبات هذه المشكلة غالباً ما تكون نفسيّة، كما أن ظهور مشكلة التبوّل تلقائياً وبشكلٍ متكرر يتراوح بين مرتين إلى 3 مرّات أسبوعياً عند الطّفل الذي تجاوز سن 3 سنوات خلال النهار أو ليلاً، أمرٌ يستدعي التدخّل العاجل من أجل البحث عن المسبّبات. معنا الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال للإجابة والتوضيحمنتشرة جدّاً في حوالي 20 بالمائة من الأطفال؛ يعانون منها قبل سن الخامسة، وحوالي 10 بالمائة ما بين عمر خمس وسبع سنوات، وحوالي 5 بالمائة من عمر سبع سنوات إلى عمر خمس عشرة سنة ظاهرة ليست لها أسباب محددة ومعلومة، لكنها قد تكون ذات طابع وراثي في بعض الأسر، وأحياناً بسبب عدم الاستقرار النفسي، بمعنى عدم إحساس الطفل بالأمان، وقد يكون الطفل قلقاً، أو تكون مجرد عادة سلبية مكتسبة ناتجة عن التكاسلالبعض يعتبرها حالة طّارئة أو إشارةً، يحاول الطّفل من خلالها التّعبير عمّا لا يمكنه البوح به، وأحياناً قد تكون الأسباب في اللاوعي عند الطّفل الذي لا يدركها هو بنفسه، من هنا نرجعها -غالباً- لأسباب نفسيّةأثبتت الكثير من الدراسات الأكاديمية أن 90 بالمائة من أسباب التبول أللاإرادي ترجع إلى أسباب نفسية داخل ذات الطفل ، أو تحيط به بالمنزل أو المدرسةالتفكّك الأسري: تؤدّي المشاكل والخلافات العائليّة إلى إصابة الطّفل بمشكلة التبوّل اللاإرادي، كما أن رؤيته لأهله يتشاجران في وقتٍ لا يمكنه المساهمة بأيّ حلّ تجعله يشعر بأنّه عاجزكما أن شعور الطّفل بقلّة الاهتمام من قبل والديه بسبب ولادة طفلٍ جديد، أو بسبب اعتمادهما التّفرقة في المعاملة بين أولادهما، من أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى التبوّل اللاإرادي ،الذي ينتج عن نقص الحنان والحبّ والحاجة إلى الاهتمامالقلق النفسي: يُعتبر القلق النّفسي الذي قد يصيب الطّفل نتيجة عدّة عوامل في المنزل أو المدرسة أو في علاقاته مع أصدقائه، أحد العوامل المسبّبة لإصابته بالتبوّل اللاإراديكثيرا ما يعمد الطّفل إلى كبت انفعالاته لكي لا يتلقّى بعض الانتقادات من أهله، ما يجعله في بعض الأحيان محبطاً؛ كلّ هذا يؤدّي به إلى التبوّل اللاإراديالخجل.. قد يكون الخجل من الذهاب للتبوّل هو السّبب أحياناً إذا كان الطّفل يعيش أيّامه الأولى في الحضانة أو المدرسةأولاً: ألا تنتقد طفلك أبداً، إنما شجعه، بأن يُقال له: (قد كبرتَ، لابد أن تساعد نفسك، أو، ما رأيك في عدم تناول أي مشروبات بعد الساعة السادسة مساءً)أن يتدرب الطفل أن يذهب للحمام قبل النوم ليفرغ مثانته إفراغاً تاماً، وهذا أمر مهم، يجلس الطفل بعد انقطاع البول لمدة دقيقة، ويدفع حتى تخلو المثانة تماماً من البول40 بالمائة من الأطفال يكون لديهم بول مخزون في المثانة قد يصل إلى 25 بالمائة من حجم البول الكلي- مهمة جدّاً - خاصة التمارين التي تقوي عضلات البطن اطلبي من طفلك أن يتدرب على مسك البول في أثناء النهار، أي لا يستعجل كثيراً في الذهاب إلى الحمام، خاصة حين يكون بالمنزل بل يمكن أن يتناول السوائل قصداً لكن لا يذهب إلى الحمام، أن يتحمل حرقة البول، وهذا يعطي المثانة فرصة للاتساععقار يعرف تجارياً باسم (تفرانيل) هذا دواء مشهور جدّاً يستعمل في حالة التبول اللاإرادي خاصة إذا اتضح أن الطفل سليم عضوياً، وجرعة الدواء هي أن يُبدأ بعشرة مليجرامات، يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعبعد ذلك ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراماً، يمكن أن يستمر عليها الطفل لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرامات يومياً لمدة شهر أو شهرين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواءبعض الأسر تسعى لأن توقظ الطفل بعد أن ينام لساعتين أو ثلاث -هذه اختلف حولها- والمعروف أن التبول اللاإرادي يحدث في الثلث الأول من الليل -أو النوم- لكنها قد تكون منهكة ومتعبة للأسرةالجرس الكهربائي، علاج معروف جدّاً، وهو عبارة عن جهاز بسيط يتكون من لوحين معدنيين وبينهما توضع مرتبة صغيرة أو عازل قطني، ويوصّل اللوحان إلى جهاز ببطارية وبه جرس ويعرف أن البول أو الماء إذا نزل سوف يوصل الدورة الكهربائية مما يجعل الجرس يُطلق صوتاً مزعجاًلكنها أيضاً تتطلب الإشراف الطبي، والتعاون من الأسرة؛ لأن الطفل بعد أن يتبول وبعد أن يستيقظ ولا يكمل بوله لا بد أن يتم وضع الجهاز مرة أخرى في وضعه السابقاتضح أيضاً أن الكسل والاستغراق في النوم ضمن الأسباب؛ حيث إن الليالي الباردة ودورة المياه البعيدة عن حجرة الطفل، تجعله يتبول على ملابسه بدلاً من الذهاب إلى الدورة، كما أنه كلما كان الفراش أكثر ابتلالاً فإن هذا يعني أن الطفل كان مستغرقاً في النومالعسل، من المكونات المفيدة جداً للصحة بشكل عام، كما أنه يساعد على التخلص من حالات التبول اللاإرادي عند الأطفال بشكل جيد؛ لأنه يساعد على تهدئة الأعصاب ويساعد على امتصاص السوائل من الجسمالزنجبيل، طحن 20 جراماً من الزنجبيل وخلطها مع 200 جرام من العسل، مع التقليب جيداً، ويتناول الطفل منها ملعقة يومياً قبل النوم، حتى تقلل من نسبة التبول أثناء فترة الليلالزبيب الأسود، بأن تطحن الأم كمية من الزبيب الأسود، وتخلطها بعسل النحل حتى يصبح مثل عجينة، ويتم تناول ملعقة صغيرة منه يومياً قبل النوم لمدة أسبوعين على الأقل، للتقليل من نسبة التبول اللاإرادي عند الأطفالمغلي البابونج، وهو من الأعشاب الهامة التي تساهم في علاج التبول اللاإرادي، وهذا من خلال تناول الطفل كوباً صغيراً يومياً من مغلي البابونج المحلى بالعسليجب الاهتمام بالطفل بشكل جيد وإظهار الحب والحنان له؛ لأن ذلك يجعل الطفل مؤهلاً نفسياً للتخلص من التبول اللاإراديمراعاة مشاعر الطفل أمام الآخرين وعدم توبيخه؛ لأن ذلك يتسبب في قلة ثقة الطفل بنفسه، مما يؤدي إلى هذه المشكلةالتقليل من كمية السوائل التي يتناولها الطفل قبل النوم، خاصة المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على كافيينالحرص على إيقاظ الطفل أثناء فترة الليل، ولو حتى مرتين حتى يدخل إلى الحمام؛ لأن معظم حالات التبول اللاإرادي تكون أثناء الليل وخلال فترة النوممن المهم عمل الفحوصات اللازمة للطفل، والتأكد من عدم وجود مرض يتسبب للطفل في التبول اللاإرادي
مشاركة :