قال عبد الله بن ابراهيم السلطان؛ مستشار في القيادة وريادة الأعمال، إن امتلاكك عملًا خاصًا لا يعني أن لديك العديد من مهارات ريادة الأعمال. فندما تحاول البحث عن “سمات رواد الأعمال“، فسوف تجد أن رائد الأعمال هو الشخص الذي يؤسس شركة ويتحمل مخاطر مالية على أمل تحقيق الربح. ووفقًا لعالم الاقتصاد جوزيف شومبيتر؛ فإن رواد الأعمال ليسوا بالضرورة مدفوعين بالربح المادي، ولكنهم يعتبرونه معيارًا لقياس النجاح، ويُعرّف بيتر دراكر؛ المعروف بـ “أب الإدارة الحديثة”، رائد الأعمال بأنه “شخص يبحث دائمًا عن التغيير ويستجيب له ويستغله كفرصة”.مهارات ريادة الأعمال وهناك صفات مختلفة كثيرة بين رواد الأعمال عندما تقوم بقراءة سيرهم الذاتية أو ملاحظة يومياتهم، لكن هناك بعض مهارات ريادة الأعمال التي تميزهم جميعًا ويتفق عليها الكثيرون، تلك الصفات يمكن جمعها بـ P’s 7:– الشغف – Passion من مهارات ريادة الأعمال هو الشغف والمثابرة، وهو أولى الصفات التي تميز رواد الأعمال وتجعلهم يتميزون بشكل ملحوظ عن غيرهم. بدون كثرة الشغف بالحلم أو المشروع، تخسر كل شيء. يصف ريتشارد برينسون؛ مؤسس مجموعة “فيرجن”، الشغف بأنه أحد أقوى العوامل التي تنبئ بالنجاح؛ لأن شغفك بأمر ما يجعل قوة قناعاتك تثير اهتمام الآخرين وتحفزهم على مساعدتك في تحقيق الأهداف. إن كنت شغوفًا بشيء ما سوف تبدع لتحقيق النجاح فيه، فإن كنت تحب ما تفعله ستحرص على أن تفعل المزيد منه. إن الشغف هو المصدر الرئيسي للطاقة والتحفيز والعمل الجاد، وهو القوة الدافعة لكل رائد أعمال. ويذكر كارمين جالو في “كتابه Talk Like Ted” أن الشغف هو مفتاح إتقان المهارة. فبعد إجراء اختبار للعديد من رواد الأعمال تبين أن الشغف هو الشيء الوحيد المشترك بين الجميع؛ لذلك يقول جالو “رواد الأعمال يعرفون ما الذي يجعل قلوبهم تغني”.– المعرفة – Perception يمكن القول إن رواد الأعمال الحقيقيين يمكنهم رؤية الفرص حيث لا يستطيع الآخرون أو لا يعرفون عن ذلك. رواد الأعمال هم عرّافون، يبحثون عن الفرص تحت الصخور، ولديهم احترام للمستقبل والتغييرات التي ستصنع ذلك المستقبل، ويصف دوري كلارك كيف ساعدته رحلة على طول ساحل البحر في إيطاليا في العثور على أفكار تجارية جديدة.– الإمكانية – Potential أنجح رواد الأعمال دائمًا على استعداد للتضحية بساعات من النوم والتنازل عن الأنشطة الاجتماعية مع الأصدقاء من أجل الاستثمار في إمكاناتهم. ستجد أنهم لا يضيعون ساعات في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو القيل والقال، فهم يغذون عقولهم بمحتوى عالي الجودة، ويحيطون أنفسهم بأشخاص ناجحين، وعندما تم سؤال بيل جيتس عن ميزة يتمنى الحصول عليها قال “القراءة بشكل أسرع”.– فريق العمل – People يقول المؤلف والمتحدث التحفيزي زيغ زيغلر: “أنت لا تبني شركة، أنت تبني أشخاصًا، والأشخاص يبنون الأعمال”، ويعتمد نجاح منظمة على الأشخاص، فعندما تسافر إلى بلد جديد، فإن رأيك حول تلك المدينة لا يتأثر فقط بالطبيعة الجميلة أو الهندسة المعمارية ولكن الأشخاص الذين يعيشون هناك ربما يلعبون الدور الأكثر أهمية في التأثير في رأيك وانطباعك. يحتاج كل رائد أعمال أو قائد لديه رؤية إلى فريق يدعم رؤيته لجعلها حقيقة واقعة. الأفكار المبتكرة لا جدوى منها بدون وجود فريق لتنفيذها، ورواد الأعمال هم في الأساس لاعبون جماعيون، وقد يبدون مثل الديكتاتوريين، لكن معظم أساليب قيادتهم استشارية وحتى جماعية. الأمر متروك لقدرتهم على إيجاد الأشخاص المناسبين، وإيصال الرؤية، وجذب المواهب، والاستثمار في بناء مجموعة مهاراتهم والحفاظ عليها، وطاقتهم، وسلوكهم.– التعلم المستمر – Persistent Learning الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يسلبه منك هو معرفتك، إذا كانت لديك القدرة على اكتساب المعرفة فأنت تبني أصولًا لايمكن أن تفقدها في نفسك، وعندما لا تتوقف عن التعلم فأنت تحقق دخلًا جديدًا وتبني أشياء جديدة. لو كنت تابعت برنامجًا في الصورة للمذيع عبد الله المديفر في رمضان الماضي واستضافته لرجل الأعمال فهد العجلان؛ ستلاحظ حديثه عن رغبته في إكمال دراسته العليا بعد أن حصل على درجة البكالوريوس حتى بعد ريادة الأعمال؛ لذلك غالبًا ما نجد رواد الأعمال يرسلون أبناءهم إلى أفضل الجامعات؛ لكونهم يدركون أهمية التعليم.– التغيير الدائم – Permanent Change بالعودة إلى الخطاب الأخير للرئيس التنفيذي لشركة نوكيا للهواتف المتنقلة ستدرك سبب الخسارة التي منيت بها الشركة، وهو عدم مواكبتها للتغير الذي حدث لصناعة الهواتف المتنقلة. ورواد الأعمال الناجحون غالبًا ما يكونون مرنين للتكيف مع التغيير بسرعة، وتُعد القدرة على إدراك التغيير أمرًا إيجابيًا، والتفاعل والتكيف معه من أقوى المهارات، كما قال داروين: “ليست أقوى الأنواع هي التي نجت، ولا أكثرها ذكاءً هي التي بقيت على قيد الحياة، إنما الأكثر قدرة على التكيف مع التغيير”.– العزيمة – Perseverance لا شيء في الحياة يأتي بسهولة، إذا كان لديك شغف فلن يكون الأمر سهلًا، بل سيكون الطريق مليئًا بالعقبات، وستكون الصخور على الطريق، بعضها خفيف، وبعضها سيكون ثقيلًا للغاية، ولكن إذا لم تكن هناك أي صخور، فهناك شيء واحد مؤكد: أنك لست على الطريق الصحيح. اقرأ أيضًا: التعامل مع الأخطاء في العمل.. كيف تحمي سمعتك المهنية؟ العمل الإجباري.. سبيل ردع الكفاءات المرأة القوية المستقلة.. وعي ومسؤولية
مشاركة :