سجلت القيمة الإجمالية للثروات التي يمتلكها بليونيرات العالم رقماً قياسياً غير مسبوق، وهو 10.2 تريليون دولار، في نهاية يوليو الماضي، برغم التداعيات الاقتصادية العنيفة التي ضربت العالم أجمع نتيجة تفشي فيروس «كورونا» المُستَجَد، والمعروف أيضاً باسم جائحة «كوفيد-19». وبحسب دراسة مشتركة بين بنك «يوبي إس» السويسري وشركة برايس ووترهاوس كوبرز «بي دبليو سي» البريطانية للخدمات المهنية، فقد حطم الرقم الجديد آخر رقم قياسي لإجمالي الثروات لدى مليارديرات العالم، وهو 8.9 تريليون دولار، وكان ذلك في نهاية عام 2017. كما أفادت الدراسة بأن عدد مليارديرات العالم حَطًم في يوليو رقماً قياسياً آخر يعود إلى نهاية 2017، حيث بلغ في يوليو 2189 مليارديراً، بالمقارنة مع 2158 مليارديراً في نهاية 2017، أي بفارق 31 مليارديراً. وأوضحت الدراسة أن انتعاش أسهم الشركات التقنية نتيجة الارتفاع الجنوني في الطلب على منتجاتها وخدماتها بعد تفشي الجائحة كان له الإسهام الأكبر في زيادة عدد البليونيرات وأيضاً زيادة قيمة ثرواتهم. وأوضحت الدراسة أن بعض المليارديرات يزدادون ثراءً بشكل أسرع من غيرهم، حيث أدت «كوفيد-19» إلى زيادة الفارق وبشكل متسارع بين ثروات المبتكرين ورواد الأعمال في قطاعات التقنية، الرعاية الصحية والصناعة، من جانب، وبين رجال الأعمال المتخصصين في قطاعات الترفيه، الخدمات المالية والعقارات، من جانب آخر. ويأتي الفارق في صالح الجانب الأول بالطبع، فيما بات المنتمين إلى الجانب الآخر أقل ثراء نسبياً. وأضافت الدراسة أن هذا الاتجاه يتناقض مع الاتجاه الذي كان سائداً خلال العقد الماضي، عندما أدى النمو الاقتصادي المطرد والارتفاع الهائل في أسعار الأصول إلى زيادة ثروة المليارديرات في كافة القطاعات. ويأتي هذا الاستقطاب بين المليارديرات المبتكرين وباقي الأثرياء في نهاية عقد تضاعف فيه عدد المليارديرات وتضاعف إجمالي الثروة 3 أضعاف تقريباً. وأبرزت الدراسة جهداً لافتاً بذله مليارديرات التقنية خلال العامين الماضيين لتغيير نماذج أعمالهم ومنتجاتهم وخدماتهم، وأضافت أن «كوفيد-19» وما خَلًفَته من تغيرات كانت بمثابة الاختبار الذي أظهر نتائج هذا الجهد. وأفادت الدراسة أيضاً بارتفاع القيمة الإجمالية لثروات المليارديرات في مجال التكنولوجيا بحوالي 43٪ لتبلغ 1.8 ترليون دولار خلال 2018 و2019 والأشهر السبعة الأولى من العام 2020، بينما تمتع أصحاب المليارات في مجال الرعاية الصحية بزيادة قدرها 50٪ لتبلغ ثروتهم 659 مليار دولار. وشهدت ثروات المليارديرات عموماً زيادة بنسبة 19٪ خلال نفس الفترة، مع زيادة في الخدمات المالية والترفيه والمواد والعقارات بنسبة 10٪ أو أقل. وعلى صعيد التوزيع الجغرافي لثروات البليونيرات، أفادت الدراسة بأن بر الصين الرئيسي للصين استأثر بأكبر زيادة في خلال العقد الماضي، وبما يعادل حوالي 9 أضعاف ثروات المليارديرات في الولايات المتحدة الأمريكية. خلال العقد نفسه وظهرت الدراسة في وقت يشهد مخاوفاً متزايدة من تعميق التفاوتات الاقتصادية بسبب الجائحة، واتساع نطاق هذه التفاوتات لتطال الدخل، فضلاً عن خدمات أساسية كالتعليم والرعاية الصحية. وعلاوة على ذلك، ثمة مخاوف من أن تتضخم صفوف أفقر دول العالم هذا العام، حيث حذرت الذراع البحثية للأمم المتحدة من أن الفقر العالمي قد يزداد هذا العام لأول مرة منذ العام 1990، ما سيعكس عقداً كاملاً من التقدم. وفي سياق متصل، أظهر تقرير حديث صادر عن معهد دراسات السياسة أن نمو ثروة المليارديرات الأمريكيين على مدى العقدين الماضيين فاق نمو الثروات المتوسطة 20 ضِعفًاً وأوضح التقرير إن أغنى 643 أمريكياً، بمن فيهم رواد الأعمال مثل جيف بيزوس، مؤسس «أمازون» عملاق التسوق الإلكتروني، وإيلون ماسك، مؤسس «تسلا» لتصنيع السيارات الكهربائية، حصدوا 845 مليار دولار من اجمالي قيمة الأصول المجمعة خلال الفترة بين مارس وسبتمبر الماضيين، ما رفع قيمة ثرواتهم بنحو الثلث. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :