تحولت البنوك المركزية حول العالم من صافي مشترٍ لمعدن الذهب إلى صافي بائع خلال أغسطس الماضي لأول مرة في نحو عام ونصف. ويشير التقرير الشهري الصادر عن مجلس الذهب العالمي إلى أن البنوك المركزية العالمية سجلت صافي مبيعات 12.3 طن من الذهب خلال أغسطس الماضي. وتتزامن عمليات بيع الذهب من جانب البنوك المركزية مع ارتفاع سعر المعدن النفيس لمستوى قياسي عند 2070 دولاراً للأوقية في أوائل شهر أغسطس، قبل أن يتراجع منذ ذلك الحين بأكثر من 8% إلى 1890 دولاراً للأوقية. ومع ذلك، تركزت عمليات الشراء خلال أغسطس بين المشترين العاديين، حيث أضافت دولة قيرغيزستان نحو 5 أطنان لاحتياطياتها من الذهب. كما أن الهند قامت بشراء 4 أطنان، فيما اشترت تركيا 3.9 طن، في حين أضافت الإمارات 2.4 طن لاحتياطياتها من المعدن الأصفر يليها قطر بشراء 1.6 طن. وقامت كل من منغوليا وكازاخستان بإضافة 1.3 طن لاحتياطي الذهب لديهما، فيما زادت احتياطيات صربيا من الذهب بنحو 0.2 طن. لكن في المقابل، باعت دولة واحدة ما يتجاوز مجموع مشتريات الذهب في الشهر المقارن وهي أوزبكستان، حيث خفضت احتياطيات الذهب لديها بنحو 32 طناً. وانخفض إجمالي احتياطيات أوزبكستان من الذهب بذلك لأقل من 300 طن، وهو ما يعادل 54% من إجمالي احتياطي البنك المركزي في البلاد. وفي الوقت نفسه، باعت جمهورية التشيك 0.2 طن من الذهب في أغسطس، كما هبطت احتياطيات روسيا من المعدن النفيس بنحو 0.1 طن. وتأتي هذه المبيعات بعد سنوات شهدت مشتريات قوية للمعدن النفيس، بما في ذلك عام 2018 عندما اشترت البنوك المركزية 651.5 طن من الذهب، وهي أكبر وتيرة شراء منذ عام 1971. وفي عام 2019، قامت البنوك المركزية العالمية بشراء 650 طناً كذلك من الذهب. وجاء هذا الاتجاه بشأن شراء الذهب مع محاولة بعض الدول مثل روسيا وتركيا وكازاخستان لتنويع احتياطياتهم بعيداً عن الدولار الأمريكي. وعند النظر إلى قائمة الأكثر حيازة للذهب ضمن احتياطيات البنوك المركزية، فتتصدرها كالعادة الولايات المتحدة بحيازة 8133.5 طن يليها ألمانيا مع وجود 3362.4 طن من الذهب في احتياطياتها. ويشغل صندوق النقد الدولي المرتبة الثالثة، مع حقيقة أنه الجهة الوحيدة في قائمة مكونة من 99 دولة، بحيازة 2814 طناً من الذهب، ثم تأتي إيطاليا في المركز الرابع (2451.8 طن) يليها فرنسا (2436.1 طن) في الترتيب الخامس.
مشاركة :