الكويت: الحسيني البجلاتي يؤدي الشيخ مشعل الأحمد (80 عاماً)، اليمين الدستورية ولياً لعهد الكويت أمام مجلس الأمة الذي يبايعه في جلسة خاصة اليوم الخميس، بعدما أغلق أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد سريعاً باب التكهنات والانتظار بإصداره أمس الأربعاء مرسوماً يقضي بتزكية أخيه غير الشقيق ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد. وقالَ وزيرُ شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، إنّ أسرةَ آل صباح باركتْ تزكية أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، للشيخ مشعل الأحمد الصباح ولياً للعهد، متمنين له التوفيق والسداد ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الكويت. وينص الدستور الكويتي على أن يكون تعيين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير، ويكون تعيينه بأمر أميري ومبايعة من مجلس الأمة في جلسة خاصة، وتتم المبايعة بموافقة أغلبية أعضاء المجلس. وكان الشيخ مشعل يتولى منصبَ نائبِ رئيسِ الحرسِ الوطني بدرجةِ وزير منذُ العام 2004. وهو قادم من خارج المعترك السياسي باعتباره عسكرياً منضبطاً وجرى تداول اسمه على رأس المرشحين الأوفر حظاً لتولي منصب ولي العهد. ويتمتع بشخصية قوية وابتعد عن السياسة والأدوار العامة ووسائل الإعلام، ولم يتول أي حقيبة وزارية سابقاً، وقضى معظم حياته المهنية في المساعدة في بناء أجهزة الأمن والدفاع في البلاد، وأهمها الحرس الوطني وهو جهاز عسكري مستقل عن الجيش والشرطة، وتتمثل مهامه في مساندة الجيش في الدفاع عن الوطن ومعاونة قوات الشرطة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الجبهة الداخلية ضد التهديدات. ووفق قانون توارث الإمارة، تتمثل مهام ولي العهد في أن «ينوب عن الأمير في ممارسة صلاحياته الدستورية في حال تغيبه خارج الدولة، وفقاً للشروط والأوضاع المبينة في الدستور». ولأمير الكويت أن «يستعين بولي العهد في أي أمر من الأمور الداخلة في صلاحيات رئيس الدولة الدستورية». ناصر الصباح يشكر المعزين من جانبه، شكر الشيخ ناصر الصباح وزير الدفاع السابق ونجل الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، الذي كان أحد المرشحين لولاية العهد، المعزين بوفاة والده، وهنأ الأمير الشيخ نواف الأحمد بتسلم مقاليد الحكم، وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد. وقال الشيخ ناصر: «أتقدم بجزيل الشكر ووافر التقدير لأبناء الشعب الكويتي والأخوة المقيمين على هذه الأرض الطيبة وجميع الدول الشقيقة والصديقة وكافة المنظمات الرسمية والأهلية على تعازيهم الحارة وصادق مواساتهم بوفاة المغفور له بإذن الله فقيد الكويت والإنسانية الراحل الكبير الشيخ صباح الأحمد، وهذا قدر الله وحكمته ولا نقول إلا ما يرضيه. إنا لله وإنا إليه راجعون». الغانم: صباح الأحمد كان باراً بشعبه وكان رئیس مجلس الأمة مرزوق الغانم قد أبّن الفقيد الراحل في جلسة المجلس أمس حيث قال إنه رحل یوم الثلاثاء قبل الماضي الأمیر الإنسان والإنسان الأمیر الأب والحامي وحارس الدستور واصفاً ذلك الیوم ب«العصیب على بلدي الكویت الذي خیم الحزن فيه على كل بیت وألقت الفاجعة فيه ثقلها على الناس». وأضاف الغانم أن «الراحل رحمه الله كان باراً بشعبه ممتلئاً قلبه بحبه یسعى في حاجته ویسهر على راحته ویمتزج بتفاصیل حياته ویسعى جهده لتحقیق تطلعاته وكان في محيطه الإقلیمي رسول سلام ومبعوث وئام یسعى لإبعاد الاختلاف وإدناء الائتلاف ویجتهد ما وسعه الاجتهاد في إشاعة روح المحبة والوداد. وكان مسكوناً بقضایا أمته العربیة والإسلامیة خاصة تلك القضایا التي یعاني فیها الإنسان ویكون ضحیة التصارعات والاحترابات وعلى رأسها قضیة الشعب الفلسطیني. وكان على امتداد المكان وحیث وجد الإنسان سحاباً لا یكف ماؤه وجوداً لا یقف عطاؤه فلا تفقد أرض أثره ولا یجهل أحد خبره. ومهما أطنب في ذكر صفاته والتحدث عن كریم سماته فسأظل مقصراً بحقه. فرحمه الله رحمة الأبرار ورفع مقامه في الأخیار وجعل قراره في جنات ونهر في مقعد صدق عند ملیك مقتدر». وتابع الغانم «أن ما یعزینا عن فقده من تسلم الرایة من بعده وهو صنوه في العطاء والبذل والكفاح وشريكه فی ما تحقق في البلاد من نجاح أمیر البلاد نواف الأحمد الذي اضطلع بحمل مسؤولیة البناء ومواصلة مسیرة التنمیة والعطاء ولسان حاله یقول: نبني كما كانت أوائلنا تبني ونصنع مثلما صنعوا وهكذا یستمر وطننا في أید أمینة كریمة تضع مصلحة البلاد والعباد فوق كل اعتبار».
مشاركة :