المعـارك في إقليـم كارابـاخ تجـبر نصـف سكانـه على النـزوح

  • 10/8/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت المعارك العنيفة والعمليات القتالية، بين الجيش الأذربيجاني ومقاتلي إقليم ناجورنو كاراباخ، أمس الأربعاء، وتعرضت ستيباناكيرت عاصمة الإقليم إلى قصف ليلي هو الأعنف منذ بدء الاشتباكات في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، بينما تبادل الطرفان الإعلان عن إحراز قواتهما تقدماً ميدانياً، كما تبادلا اتهامات جديدة بقصف مرافق مدنية، في وقت تحدثت مصادر حقوقية عن نزوح نصف سكان الإقليم، وبينما اتهمت أرمينيا تركيا بالسعي إلى مواصلة الإبادة الجماعية في كاراباخ، اتهمت أذربيجان أرمينيا بأنها تعمل على تدويل الأزمة. أعلنت وزارة الدفاع في جمهورية كاراباخ، المعلنة من جانب واحد، صباح أمس، عن شن قواتها بعد ظهر يوم الثلاثاء هجوماً مضاداً في المحور الشمالي، مضيفة أن قواتها استعادت السيطرة خلال العملية على مرتفعات فارانغاتاغ (لولاساز). ونشرت وزارة دفاع كاراباخ قائمة جديدة تضم أسماء 40 عسكرياً أرمينياً آخرين قتلوا جراء الجولة الجديدة من النزاع، لتبلغ الحصيلة الإجمالية 280 قتيلاً، قبل أن يرتفع العدد أمس إلى 320 قتيلاً. كما نشرت وزارة الدفاع الأرمينية لقطات ذكرت أنها توثق لحظة تدمير مخزن وقود تابع للقوات الأذربيجانية في محور مدينة جبرائيل جنوب خط التماس، وأخرى قيل إنها تظهر تدمير مجموعة من قوات الجيش الأذربيجاني لدى محاولتها دخول جبرائيل، بما يشمل إسقاط طائرة حربية. من جانبها، نفت وزارة الدفاع في أذربيجان صباح أمس تكبدها أي خسائر في محور جبرائيل، مضيفة أن قواتها تواصل تقدمها في اتجاه جبرائيل و«تحظى بالتفوق الميداني المطلق على العدو». واتهمت الوزارة القوات الأرمينية بقصف قرى في مقاطعات تارتار وبردعة وآقدام وآقجبدي وفضولي وجبرائيل، فيما أعلنت النيابة العامة في أذربيجان عن ارتفاع حصيلة الضحايا بين المدنيين جراء القصف الأرمني إلى 28 قتيلاً و144 جريحاً. من جهة أخرى، قال أرتاك بلغاريان المسؤول المكلف ملف حقوق المدنيين في أوقات الحرب في كاراباخ «بحسب تقديراتنا الأولية، نزح نحو خمسين بالمئة من سكان كاراباخ وتسعين بالمئة من النساء والأطفال، أي ما يعادل نحو 70 إلى 75 ألف شخص». وأشار إلى أن ستيباناكيرت عاصمة الإقليم تعرضت أمس للقصف من جانب أذربيجان باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة متفجرة. وكانت المدينة قد تعرضت طوال ليل الثلاثاء الأربعاء إلى قصف عنيف. وقال أحد السكان إنها بدون شك ليلة القصف الأعنف منذ أن بدأت القوات الأذربيجانية استهداف ستيباناكيرت المدينة التي تعد 55 ألف نسمة. واتّهمت أذربيجان القوات الأرمينية بقصف أهداف مدنية في المناطق المأهولة، بما في ذلك ثاني كبرى مدن البلاد كنجة، التي تعد أكثر من 330 ألف نسمة. وقالت المتحدثة باسم الادعاء جوناي سالم زاده إن 427 مسكناً يقطنها نحو 1200 شخص دمرت منذ بدء الصراع الحالي. في غضون ذلك، قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إن ما تقوم به تركيا وأذربيجان يصل إلى حد «هجوم إرهابي» على ناجورنو كاراباخ ويشكل جزءاً من مواصلة الإبادة الجماعية للأرمن. وأضاف باشينيان في تصريحات لسكاي نيوز «ما نواجهه هو هجوم آذري- تركي دولي إرهابي». وتابع قائلاً «بالنسبة لي، لا شك في أن هذه سياسة استمرار للإبادة الجماعية للأرمن وسياسة لإعادة الإمبراطورية التركية». وبالمقابل، أبدى رئيس أذربيجان، إلهام علييف، استعداد بلاده للعودة للحوار مع أرمينيا حول قضية كاراباخ عندما يتوقف القتال هناك، مؤكداً أنه بوسع روسيا وتركيا الاضطلاع بدور إيجابي في خفض التصعيد. واتهم علييف، حكومة يريفان بمحاولة تدويل النزاع وإشراك دول أوروبية وأعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي فيه، مشدداً على ضرورة ألا يخرج النزاع عن حدود أرمينيا وأذربيجان. (وكالات)

مشاركة :