لا يكاد يمر يوم واحد على الموسم الانتخابي الأميركي دون مفاجآت، الا أن التوقعات تشير إلى أن الوضع السياسي الأميركي بعد الانتخابات سيكون أكثر تعقيداً مما تشهده الساحة الأميركية اليوم، فلأول مرة في التاريخ قد يتأخّر الاعلان عن النتائج لأيام وقد يمتد لأسابيع. فولايات ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا المتأرجحة والتي فاز من خلالها دونالد ترمب في العام 2016 بفارق ضئيل جداً، تشهد اليوم فوضى انتخابية في ظل تسجيل ملايين الأميركيين للانتخاب عبر البريد. وتواجه عدد من الولايات المهمة مثل بنسلفانيا محاكم وقضايا متعلّقة بالانتخابات بسبب عدم احتساب بعض الأصوات التي وصلت عبر البريد دون أن تستوفي شروط التصويت، حيث يتوقّع ستيفين انسولبيهر، البروفيسور الأميركي المختص بشؤون الانتخابات أن تكون هذه الولايات بؤرة لعدد من القضايا والنزاعات القانونية التي قد تدوم لأشهر بعد الانتخابات ما سيصعّب حسم النتيجة. ويضيف، هناك الكثير من القوانين التي ستسري في ولايات مثل بنسلفانيا ويسكونسن والتي ستمنع بدء فتح نتائج التصويت حتى يوم الانتخابات، وعلى الرغم من بدء التصويت المبكّر عبر البريد إلا أن فرز النتائج لن يبدأ إلا في يوم الانتخابات في الثالث من نوفمبر ما يجعل ملايين النتائج في وقت قصير امراً مستحيلاً، وبالتالي كلما مرّ الوقت دون أن يتم الاعلان عن النتيجة بسرعة كما تعوّد الأميركيون في انتخابات سابقة، سيكون هناك المزيد من القلق والتشكيك في النتيجة وهو أمر بدأ يمهّد له ترمب. وأوضح أنه يجب ألا نستغرب اذا رأينا ترمب غير راضٍ عن النتيجة اذا لم يكن هو الفائز، خاصة أننا نعرف منذ الآن أن النتائج لن تظهر بسرعة وهو يقول لنا أن تأخر النتائج يعني أنها مزورة وبالتالي قد تكون الولايات المتحدة مقبلة على مرحلة خطيرة سياسياً وربما اجتماعياً وأمنياً. ترمب يعتزم المشاركة في المناظرة الثانية على الرغم من عدم حسم الأطباء مسألة تعافي الرئيس الأميركي من الإصابة بفيروس كورونا، أكد مدير الاتصالات في الحملة، تيم مورتو أن ترمب سيشارك شخصياً في المناظرة الرئاسية القادمة يوم الـ15 من أكتوبر. كما كان ترمب قد أوضح شخصياً بأنه مستعد للمشاركة في المناظرة القادمة دون أن يحدد إذا ما كان سيشارك فيها بشكل افتراضي أو حضوري. وتنص إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC) على أن البالغين المصابين بفيروس كورونا الخفيف إلى المعتدل يمكن أن يتواجدوا بالقرب من الآخرين بعد 10 أيام من ظهور الأعراض لأول مرة طالما أنهم قد مروا 24 ساعة دون حمى مع تحسّن الأعراض الأخرى. وانتقد مناوئو ترمب تصريحاته الاخيرة المتعلقة بالاصابة بفيروس كورونا، حيث عاد ترمب الى تشبيهه بنزلات البلد الشتوية التي تقتل الآلاف كل عام، في تصريح حذّرت شبكة تويتر من عدم صحّته مشيرة إلى أن كورونا قتل أكثر من 200 ألف في الولايات المتحدة وليس نزلة برد عادية، بينما ذهب "فيسبوك" الى حذف منشور الرئيس عن كورونا ونزلات البرد نهائياً.