روحاني يحذّر من حرب إقليمية تؤججها تركيا | | صحيفة العرب

  • 10/7/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طهران – حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء من خطر تحول الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ إلى حرب إقليمية. وأضاف أن إيران التي تمتلك حدودا مع أرمينيا وأذربيجان، لن تسمح لدول “بإرسال الإرهابيين إلى حدودنا تحت ذرائع مختلفة"، في إشارة إلى الميليشيات التركية التي تدعم القوات الأذريّة في نزاعها على إقليم قره باغ. وقال روحاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء إنه “من غير المقبول إطلاقا ” أن تسقط أي قذيفة هاون أو صاروخ على أراض إيرانية، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن قذائف طائشة من القتال الدائر على جيب ناغورني قره باغ أصابت قرى قريبة من الحدود الشمالية الغربية لإيران مما أدى لإصابة طفل وإلحاق أضرار بمبان. وجاءت تصريحات روحاني بعد اتهامات كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من وجهها إلى تركيا بإرسال متشددين سوريين إلى الإقليم. وتنفي أنقرة، الحليف الوثيق لأذربيجان والتي تدعم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون قوات الجيش السوري، هذا الاتهام. وأضاف روحاني “يجب أن ننتبه كي لا تتحول الحرب بين أرمينيا وأذربيجان إلى حرب إقليمية. السلام أساس عملنا ونأمل في إعادة الاستقرار إلى المنطقة بطريقة سلمية”. ومنذ اندلاع الاشتباكات اتهمت يريفان، التي تنضوي في تحالف عسكري لجمهوريات سوفييتية سابقة بقيادة موسكو، تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سوريا دعما للقوات الأذريّة. وكان الرئيس السوري بشار الأسد اتهم نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، بإشعال الصراع بين أرمينيا وأذربيجان قائلا إن أنقرة ترسل مقاتلين إلى المنطقة. وأشار الأسد في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية إلى “أن أردوغان يدعم الإرهابيين في ليبيا، وكان المحرض الرئيسي في الصراع الأخير في ناغورني قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا"، بنقله مقاتلين من سوريا إلى أذربيجان. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقناة روسيا 24 الأربعاء، عن قلقه من “المأساة” الجارية في إقليم “قره باغ” الأذربيجاني، مشيرا إلى أن جميع من يقطنون في أذربيجان وأرمينيا وقره باغ ليسوا غرباء عن روسيا. ودعا بوتين الأرمن والأذربيجانيين إلى وقف "المأساة" الجارية في إقليم ناغوني قره باغ، في أول موقف يصدر عنه منذ بدء النزاع، مشيرا إلى أن المواجهات "لا تجري على أراضي أرمينيا" بل على أراضي ناغورني قره باغ، الإقليم الانفصالي الأذربيجاني المدعوم من يريفان، لكن في حال توسيع بقعة النزاع إلى الأراضي الأرمنية ، فإن ذلك قد يحمل روسيا على التدخل لا سيما وأن لديها قاعدة في أرمينيا. وتخشى روسيا من التمادي التركي في إقليم قره باغ المنطقة الخاضعة لنفوذ موسكو بحكم أنها كانت ضمن الاتحاد السوفييتي، وتتوجس من أن تتم احاطتها بحزام من الجهاديين وهو ما تخشاه ايران أيضا. وعبّرت موسكو الثلاثاء عن غضبها من تولي أنقرة نقل المئات من المرتزقة السوريين للمشاركة في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، وهو ما ينذر بتوتر العلاقات بين البلدين، خاصة مع سعي أنقرة لإثارة الأزمات في مناطق نفوذ تقليدية بالنسبة إلى روسيا، لعلّ أبرزها سوريا وليبيا. وحذر رئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين، من أن الصراع المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا يجذب آلاف المتشددين الإسلاميين الذين يشكلون تهديدا لموسكو. وكانت كندا قد قررت الإثنين تعليق كلّ صادرات الأسلحة إلى تركيا وفتحها تحقيقا لتبيان ما إذا كانت أنقرة أرسلت البعض من عتادها العسكري الكندي الصنع إلى حليفتها باكو لدعم القوات الأذريّة في معاركها ضدّ الانفصاليين في إقليم ناغورني قره باغ. وتدعم أنقرة حليفتها باكو في النزاع الدائر في قره باغ، الإقليم الذي تقطنه غالبية من الأرمن وانفصل عن أذربيجان إثر تفكّك الاتّحاد السوفييتي ممّا أدّى إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينات خلّفت 30 ألف قتيل. وكان القتال قد اندلع في 27 سبتمبرالماضي في الإقليم التابع لأذربيجان وفقا للقانون الدولي لكن يقطنه ويحكمه الأرمن. وأدى القتال المستمر بينهما منذ أكثر من أسبوع إلى مقتل 260 شخصا على الأقل.

مشاركة :