استنكر وزير الدولة للإعلام في مصر أسامة هيكل، اليوم (الأربعاء)، تصريحات مسؤولين إسرائيليين زعموا أن إسرائيل انتصرت في حرب أكتوبر 1973، ووصف ذلك بأنه "إنكار واضح لحقيقة دامغة". وقال هيكل، في بيان نشرته وزارة الدولة للإعلام على حسابها "فسيبوك" إن "إنكار الحقيقة لا يعني عدم وجودها.. فقد انتصرت مصر (في الحرب) وحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي، وهزمت الجيش الذي كان يشاع أنه لا يقهر قبل هذه الحرب". وأوضح أن "إثبات النصر أو الهزيمة يأتي بمدى ما تحقق من أهداف الحرب، فقد أصدر الرئيس (المصري) الراحل أنور السادات قرار الحرب بهدف كسر الجمود العسكري وتحرير الأرض المحتلة في سيناء.. وبالقطع كان الهدف الإسرائيلي هو ضمان استمرار احتلال أرض سيناء استناداً على قناة السويس أكبر مانع مائي، وخط بارليف ونقاطه العسكرية عالية التسليح وشديدة التحصين". وأضاف أن "مصر حققت المفاجأة الكبرى ومعها سوريا من اتجاه شمال إسرائيل.. وانهارت القوة الإسرائيلية التي لم تتمكن من الصمود أمام القوات المسلحة المصرية، ما دفع القادة الإسرائيليين لطلب الدعم الأمريكي بشكل عاجل". وتابع الوزير المصري، أنه "عقب وقف إطلاق النار، أصبحت إسرائيل مضطرة للدخول في مفاوضات كانت ترفضها قبل الحرب، وبمعاهدة السلام انسحبت إسرائيل من كامل أرض سيناء، وهي المعاهدة التي تحترمها مصر كما تحترم جميع اتفاقياتها الدولية". وأكد أن "نتائج الحروب تقاس بما تحقق من أهداف، والحرب حققت أهدافها بالنسبة لمصر بنسبة 100%، وخسرتها إسرائيل بطبيعة الحال لأنها اضطرت للانسحاب من أراض احتلتها لأول مرة في تاريخها" في إشارة إلى شبه جزيرة سيناء. وأشار هيكل إلى "موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجين حينما انسحبت إسرائيل من سيناء، حيث قال ليس من السهل على إسرائيل أن تترك أكثر من ثلثي أراضيها.. وهذا يعني الاضطرار للانسحاب.. ولم يكن هذا ليتحقق لولا حرب أكتوبر التي انتصرت فيها مصر نصرا مؤزرا". وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين قد قال أمس في الذكرى الـ 47 لحرب أكتوبر "كنت في ساحات القتال في حرب 1973، اتذكر جيدا كيف انتصرنا في تلك الحرب الرهيبة، ورغم الصعوبات في أيام الحرب الأولى إلا أنها انتهت بإنجاز عسكري كبير لإسرائيل". بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الحرب "إن الظروف الأولية كانت صعبة، لقد اقتحم أعداؤنا أراضي سيناء وهضبة الجولان، والنيران أمطرت مواقعنا، ورغم هذا الموقف الضعيف في بداية الحرب، قلبنا الموازين رأسا على عقب.. حتى حققنا النصر". وأردف نتنياهو، أنه "في غضون ثلاثة أسابيع بعد الهجوم المفاجئ الذي شنه الأعداء الذي كان من الأصعب في التاريخ العسكري، وقف مقاتلونا على أبواب القاهرة ودمشق". ومرت أمس الذكرى الـ 47 لحرب السادس من أكتوبر 1973 بين مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من جانب. وعقب الحرب، دخلت مصر وإسرائيل في مفاوضات برعاية أمريكية، أسفرت عن توقيع البلدين معاهدة سلام في العام 1979. وبموجب الاتفاقية، وافقت مصر وإسرائيل على الاعتراف المتبادل، وتطبيع العلاقات، ووقف حالة الحرب، وسحب إسرائيل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء. وجعلت الاتفاقية من مصر أول دولة عربية تعترف رسميا بإسرائيل.