اتفق وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء، على أن الهدف المناخي الجديد المتمثل في خفض ما لا يقل عن 55 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990، يتطلب الكثير من الجهود، ولكن هذه الجهود ستؤتي ثمارها في النهاية. تم التوصل إلى هذا التوافق في اجتماع وزاري غير رسمي عقده وزير الشؤون الاقتصادية والطاقة الألماني بيتر ألتماير والمفوض الأوروبي للطاقة كادري سيمسون، لمناقشة الهدف الذي حددته المفوضية الأوروبية. وخلال مؤتمر صحفي بعد الاجتماع، أكد ألتماير وسيمسون أن الاتحاد الأوروبي قد أحرز بالفعل الكثير من التقدم فيما يتعلق بالتحول الأخضر، وأن الوقت قد حان لدفع التحرك نحو هدف أكثر طموحا. وقال سيمسون إن "اقتراح المفوضية الأوروبية كان متوقعا ومرحبا به على نطاق واسع". رغم ذلك، أعربت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن قلقها بشأن تأثير الهدف الجديد على القدرة التنافسية. وقال ألتماير إن الاقتصادات بحاجة إلى الدعم مع استمرار التحول. وأظهر تقييم أن الاستثمارات والجهود اللازمة لتحقيق التحول الأخضر ستؤتي ثمارها في نهاية المطاف من حيث خلق فرص العمل والقدرة التنافسية والنمو، وفقا لسيمسون، الذي أضاف أن الهيدروجين الأخضر يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في تطوير طاقة محايدة مناخيا والحفاظ في الوقت نفسه على التنافسية الصناعية. وقال سيمسون إن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بواقع 55 في المائة بحلول عام 2030 "سيتطلب جهودا كبيرة من الجميع". وأضاف مفوض الطاقة الأوروبي أنه بينما يسير الاتحاد الأوروبي على الطريق الصحيح وحتى أنه يفرط في تحقيق هدف حصة الطاقة المتجددة بنسبة 32 في المائة، لكنه يتخلف عن الركب من حيث كفاءة الطاقة، وهناك حاجة للابتكار للعمل في هذا الصدد. وهناك نقاط انطلاق مختلفة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لذا، ستكون هناك حاجة إلى أنواع مختلفة من الجهود، ولكن سيتم توفير التوجيه، وفقا لسيمسون الذي أكد على "الفرصة الفريدة" لاقتراح المفوضية بإنفاق 37 في المائة من حزمة التعافي والمرونة على الاستثمارات الخضراء، أو حوالي 250 مليار يورو (293 مليار دولار أمريكي)، لدعم التحول الأخضر. وانعقد الاجتماع غير الرسمي لوزراء الطاقة في وقت ناقشت فيه الجلسة الكاملة للبرلمان الأوروبي الاقتراح الطموح بخفض الانبعاثات بـ55 في المائة بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وفقا لما حددته رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في خطاب حالة الاتحاد في منتصف سبتمبر المنصرم. وشهدت الجهود الأوروبية تكثفا مع إعلان الصين في أواخر سبتمبر أنها تهدف إلى بلوغ ذروتها في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060.
مشاركة :