في جدل الارهاب والارهاب المضاد ما يضطلع به في السبب والنتيجة: فسبب الارهاب بأشكاله في سبب اشكال نتائجه: الا ان الدمج والخلط بين الارهاب والارهاب المضاد واقع لا يأخذ الى النظرة المادية الجدلية المرجوة فيما نراه وفي محيط ما نبتغيه في الوقوف على حيثياته (...) ولا يمكن تقديم النتيجة على السبب: تقديم الارهاب المضاد على الارهاب فالنتائج تأخذ مسار نتائجها وان تراءت ظاهريا في أسباب نتائجها (...) فالعلة سبب والمعلول نتيجة في فقه الفلسفة وفي السياسة عند بعض المعارضة تأخذ مسألة السبب والنتيجة واقعا ميتافيزيقيا منغلقا في عبثية القراءة وفي الخلط بين السبب والنتيجة: من واقع ان السبب في خصوصية وحدته السببية وكذا النتيجة في خصوصية وحدة نتائجها فالأسباب تولد النتائج ولكن النتائج لا تولد الاسباب بل تصبح اسبابا في ذاتها الا انها تنتهي في نتائجها وتظهر مرة ثانية كسبب وليس كنتيجة! قل: اعطني سببا اعطيك نتيجة ولا تقل: اعطني نتيجة اعطيك سببا! فالنتائج لا تولد اسبابها خلاف الاسباب التي تولد نتائجها الارهاب سبب والارهاب المضاد نتيجة وفي السياسة الارهاب يرتبط بالجماهير والارهاب المضاد يرتبط بالسلطة وليس في كل الحالات تتسلح السلطة بالإرهاب المضاد خلاف الجماهير الذين يصنعون الارهاب في بعض الحالات او في معظم الحالات جراء الاختناقات السياسية التي يواجهونها ولا يمكن الحديث عن الارهاب المضاد دون الحديث عن الارهاب في ظاهرة حركة السبب والنتيجة (...) جبر السبب في النتيجة وجبر النتيجة في السبب ضمن النظرية المادية الجدلية وليس ضمن النظر به، الميتافيزيقية: طريقان في العملية السياسية طريق مادي جدلي وطريق مثالي ميتافيزيقي! الاول في صوابه والثاني في خطئه الاول المادي الجدلي يتفقد الظاهرة من جميع متناقضات جهاتها وفي الربط بين عام وخاص الظاهرة، خلاف الثاني احادي الجانب الذي يتفقد الظاهرة من احد جوانبها دون ان يربط عام الظاهرة في خاصها تماما وفق ما نراه لدى بعض قوى المعارضة السياسية البحرينية، حيث انهم يهتمون بالنتائج دون ان يعيروا اهتماما للأسباب اي انهم في حراكهم السياسي المادي والفكري يتناولون الطريق الميتافيزيقي المثالي تجاه ظاهرة العلاقة بين السبب والنتيجة: في الارهاب والارهاب المضاد ضمن عقدة واشكال ميتافيزيقي ارتبط في اسلوب نظرتهم للحياة السياسية وكراهيتهم التاريخية المطلقة للدولة المرتبطة واقعاً بالإرهاب المضاد! اقول في كل بياناتهم وخطبهم وانشطتهم السياسية ودون تفريط لا يأتون على الارهاب الا ويربطونه بالإرهاب المضاد بالرغم من الاستقلالية النسبية بين الارهاب والارهاب المضاد! فقد يكون ارهاب بدون ارهاب مضاد وقد يكون ارهاب مضاد بدون ارهاب انهم سادرون في المطلق الميتافيزيقي الأعمى دون تبني النسبية في نظرتهم في الحياة وللحياة بشكل عام وفي السياسة بشكل خاص! وهو ما ينطبق على كل اطراف المعارضة السياسية تقريبا من الذين يعيشون عقدة الثبات البليد المعادي بشكل مطلق وليس نسبيا للسلطة السياسية فهي بشكل مطلق عندهم تغرف من الارهاب والارهاب المضاد وهم في مواقفهم السياسية يبررون الارهاب المضاد بالإرهاب، اي يبررون النتائج بأسبابها في اولوية النتيجة على السبب: اولوية الارهاب المضاد على الارهاب اي انهم لا يقرون الاسباب بقدر ما يقرون النتائج ويبنون مواقفهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية على النتائج دون الاسباب!
مشاركة :