تحتفل الفنانة ميادة الحناوي بعيد ميلادها الـ 61 التي قدمت عددا من الأعمال الغنائية التي تظل محفورة فى وجدان المواطن العربي.ورغم أن ميادة المولودة في حلب عام 1959 غنت منذ صغرها، لكن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أعاد اكتشافها، عندما استمع إلى صوتها في إحدى سهراته بمصيف بلودان في سوريا، الذي كان يحرص على زيارتهِ والاستجمام فيه كل صيف.وقتها كان محمد عبد الوهاب صديقًا شخصيًا لأحد وزراء سوريا، والذي كان زوجًا لميادة الحناوي عام 1977، وخلال السهرة استمع عبد الوهاب لصوت ميادة وأبدى إعجابه الشديد بصوتها الجميل، وتم الاتفاق على أن تزور مصر لتنطلق منها فنيًا، وهذا ما رفضته هي آنذاك معربة عن رفضها لفكرة احتراف الفن.وبعد وفاة زوج ميادة الحناوي حضرت إلى مصر برفقة أخوها عثمان الحناوي، وأقامت بشقة في القاهرة، وجهّز لها محمد عبد الوهاب ألحانًا خاصة، وبقيت حوالى العامين كانت ميادة تتحضّر خلالها للانطلاق لعالم الشهرة.اكتسبت ميادة الحناوي شهرة، بعد أن صدرت أغانيها عن طريق الكاسيت وإذاعة أغاني مصورة بالفيديو عبر شاشة التلفاز، وكانت تقدم حفلاتها في الكثير من البلاد العربية برفقة فرقة الفجر بقيادة المايسترو أمين الخياط، وأُذيعت وعُرضت حفلاتها وأغانيها على كافة المحطات العربية، وكانت الألحان ترسل لها على شريط كاسيت من كبار الملحنين العرب والمصريين، وتتدرب عليها في دمشق وتسجلها.وعند إتمام الاستعدادات تسافر هي والملحن وفريق العازفين بأكمله للتسجيل في اليونان، وكان يرافقها المنتج محسن جابر، ومن ثم أصبحت ميادة الحناوي أشهر المطربات في زمانها.تعاملت ميادة الحناوي خلال هذه الفترة مع كبار الملحنين في مصر، ومنهم محمد الموجي، والذي أطلقت معه أولى أغانيها، مما أغضب محمد عبد الوهاب وجعله يسحب منها أغنية "في يوم وليلة" لتذهب للفنانة وردة الجزائرية، وتعاملت ميادة أيضًا مع محمد سلطان وحلمي بكر، ولكن انطلاقتها الكبرى كانت مع الموسيقار بليغ حمدي.أما أغنية "نعمة النسيان" فهي من ألحان عازف الأكورديون فاروق سلامة، الذي كان يعزف في فرقة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وهو شقيق الملحن جمال سلامة.غنت ميادة الحناوي مع بليغ حمدي أروع أغانيها الطربية مثل "أنا بعشقك"، و"الحب إلي كان"، و"أنا اعمل إيه"، و"سيدي أنا"، و"مش عوايدك"، و"فاتت سنة"، وغيرها من أروع الأغاني التي حققت لها انتشارًا كبيرًا في العالم العربي، وأيضًا بين الجاليات العربية في أمريكا وأوروبا، حيث كانت ترافقها عدسات كبرى المجلات العربية في حفلاتها.وبعد رحيل بليغ حمدي، والذي وهبها آخر لحن له "عندي كلام"، بدأت في تغيير اختياراتها الفنية بالتعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين، وبدأت بالتعاون مع الموسيقار سامي الحفناوي في ألبوم "غيرت حياتي" والذي شكل بداية غناء ميادة للأغاني الطربية القصيرة، وقامت بتصوير كليب "غيرت حياتي"، وهي الأغنية التي حققت انتشارا بين جيل جديد من الشباب، ثم أعقبتها بعدد كبير من الأغنيات.أثارت ميادة الحناوي الجدل بتصريحات عن سبب ترحيلها من مصر سابقًا، مؤكدة أنه كان بسبب غيرة زوجة محمد عبد الوهاب منها.إذ قالت حينها إنها التقت عبد الوهاب في دمشق، وأول أغنية ألقتها عليه كانت "لسه فاكر قلبي يديلك أمان"، واتفقت معه أن تأتي إلى القاهرة، لتعلن عن موهبتها ووصلت بالفعل إلى القاهرة في العام 1977، وكان عمرها آنذاك 18 عامًا.وبالفعل نظّم عبد الوهاب حفلة ليعلن من خلالها اكتشافه الجديد، وغنت فيها "ودارت الأيام" و"لسه فاكر"، وانطلقت للشهرة بعدها بشكل كبير، وهنا كانت بداية الأزمة معها، وسبب ترحيلها من مصر، لأن زوجة عبدالوهاب تضايقت كثيرًا من اهتمام زوجها بالمطربة الصغيرة القادمة من سوريا.وأشارت إلى أن السيدة نهلة القدسي، زوجة عبد الوهاب، طلبت من وزير الداخلية آنذاك اللواء محمد النبوي إسماعيل ترحيلها من مصر، وبالفعل حدث ذلك، إذ تم إرسال ضابطين إليها في شقتها في الزمالك لاصطحابها للمطار وترحيلها، وتم منعها من دخول مصر لمدة 13 عامًا كاملة، ولم تعد لمصر إلا بعد رحيل عبد الوهاب.وأضافت أنه وقتها كانت تربطها علاقة صداقة بالفنانة فايزة أحمد، وجاءت الأخيرة لها سريعًا وتدخلت لمنع سفرها لكن من دون جدوى، مضيفة أنها سافرت إلى لبنان أولًا، وعانت كثيرًا وقتها بسبب الحرب هناك.وقالت إن عبد الوهاب وقبل ترحيلها، كان يقوم بتلحين أغنية لها وهي "في يوم وليلة"، وبعد ترحيلها فوجئت بالفنانة وردة تغنيها، وهذا ما سبب لها صدمة وحزنًا كبيرين.
مشاركة :