عواصم - وكالات - تابعت القوات اليمنية الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، أمس، عمليات تعقب المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين يستمرون بالانسحاب بعد ان خسروا مدينة عدن وقاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، حسب مصادر عسكرية. وذكرت المصادر ان قوات هادي تحاصر المتمردين الذين انسحبوا من الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية الواقعة شمال عدن، ومن قاعدة العند الواقعة في المحافظة نفسها. كما تحاصر القوات الموالية لهادي المتمردين الحوثيين وحلفاءهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في منطقة وادي الحسيني الواقعة على الطريق بين الحوطة والعند. وقتل 39 متمردا على الاقل و17 مقاتلا مواليا خلال الساعات الـ24 الاخيرة في المعارك العنيفة في الحوطة حسب مصادر طبية وعسكرية. وقال مصدر عسكري «ان الحوطة باتت تحت السيطرة بعد عمليات تمشيط ليل الثلاثاء وصباح هذا اليوم (أمس)»، فيما من المتوقع ان يصل محافظ لحج خلال ساعات الى المدينة للمرة الاولى منذ سيطرة الحوثيين عليها في مارس. واستعادة السيطرة على لحج تعزز السيطرة على مدينة عدن، ثاني اكبر مدن البلاد التي شهدت معارك عنيفة طوال اشهر، ومن المتوقع ان تتجه القوات الموالية لهادي الآن للسيطرة على محافظة ابين الجنوبية المجاورة التي ما زال الحوثيون يسيطرون على عاصمتها زنجبار. واكد ناطق باسم القوات الحكومية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية الموالية لهادي ان تحرير زنجبار «بات قريبا». وأكدت مصادر من «المقاومة الشعبية»، أمس، «إن المقاومة ستتقدم نحو الضالع لتحرير أطرافها من الحوثيين وقوات علي صالح الذين لا يزالون متمركزين داخلها، إلى جانب مدينة أبين لتحريرها في شكل كامل منهم». الى ذلك، أكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة في مدينة عدن اللواء أحمد سيف محرم اليافعي، وجود أسرى إيرانيين بحوزة الجيش الوطني في محافظة عدن، لافتا إلى أن «المقاومة أسرت الإيرانيين خلال الاشتباكات المتواصلة مع الانقلابيين». وقال اليافعي لصحيفة «عكاظ» السعودية إنه «من خلال التحقيقات الأولية لوحظ أن هؤلاء مدربون تدريبات عالية من أجل تنفيذ عمليات عسكرية خطيرة منها اغتيالات وتفجيرات». وأضاف «أن المقاومة أسرت العديد من الحوثيين». بدوره، أعلن علي الأحمدي، الناطق الرسمي باسم «المقاومة الشعبية» في عدن، إن «المقاومة استكملت السيطرة على محافظة لحج، بإشراف وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة بعد عملية مخطط لها بعناية لتنضم لحج إلى عدن والضالع وتصبح ثالث محافظة محررة». وفيما يتعلق بالأسرى الذين كانوا محتجزين في قاعدة العند، أشار الأحمدي إلى أن «الحوثيين وقوات علي صالح نقلوهم إلى السجن المركزي في صنعاء ووضعوهم في زنازين خاصة بالسجناء السياسيين ويعاملوهم معاملة سيئة». في المقابل، اعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة «أنصار الله» الحوثية علي القحوم، العاصمة صنعاء «خطاً أحمر» لن يصل إليه أي عنصر من «المقاومة الشعبية». وقال القحوم: «الشعب اليمني لن يقبل بوصول القاعدة إلى صنعاء حيث سيستمر بالتعبئة للخيار الاستراتيجي لمواجهة العدوان ومواجهة الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وعلى الجميع التحرك لوضع حد لوقف هذا العدوان». وتابع:«الوصول إلى صنعاء والمناطق الشمالية حلم لا يمكن أن يحقق ونحن لن نقبل بداعش»، زاعماً في الوقت ذاته «وجود اللجان الشعبية في عدن ولحج و العديد من المناطق الجنوبية».ولقي خمسة حوثيين حتفهم اليوم الأربعاء في كمين نصبته «المقاومة الشعبية» لهم في مدينة تعز وسط اليمن. وعلى الصعيد الانساني، حطت طائرة سعودية عسكرية أمس، في مطار عدن حيث اوصلت شحنة جديدة من 25 طنا من المساعدات الطبية. وفي القاهرة (الراي)،استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وبحث تطورات الأوضاع في اليمن والجهود الدولية لتسوية الأوضاع هناك ودعم السلطة الشرعية. وأكد السيسي "حرص مصر على الوقوف إلى جانب أشقائها العرب وفي دول الخليج". وشدد، على أن "الأمن القومي الخليجي جزء من الأمن القومي المصري، وأن الدولة المصرية حريصة على حماية الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب". وأكد "ضرورة وجود تسوية سياسية للوضع في اليمن وحماية وحدة أراضيه".
مشاركة :