كــــتـــــاب الله أصــــــدق كــــل قــيــــل

  • 10/8/2020
  • 19:30
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «ما مِن الأنبياء نبي إلا أعطى مِن الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ فأرجو أن أكون  أكثرهم تابعا يوم القيامة» رواه البخاري. فالذي آمن عليه البشر مع أنبيائهم قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت معجزات حسية تنتهي بانتهاء وقتها ثم تبقى في الناس حدثا يروى وعلى سبيل المثال لا الحصر:فقد خرجت ناقة صالح -عليه السلام- من الصخرة ورآها من رآها، وحكاها من رآها إلى من لم يرها، وصارت النار التي أوقدها النمرود بن كنعان لإحراق إبراهيم (عليه السلام) بردا وسلاما على إبراهيم (عليه السلام) رآها من رآها، وحكاها من رآها إلى من لم يرها، وها هي عصا موسى (عليه السلام) صارت حية تسعى ثم عادت سيرتها الأولى، وبقيت معجزة موسى (عليه السلام) حدثا يرويه من شاهده إلى الذي لم يشاهده، وكانت معجزة عيسى (عليه السلام) أنه يخلق مِن الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وبقيت معجزة عيسى (عليه السلام) حدثا يرويه من شاهده إلى الذي لم يشاهده، وهكذا فمعجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أزمانهم وعصورهم ولم يشاهدها إلا من حضرها وانتهى ذكرها، إلا ما ذكره القرآن الكريم عنها.وأما معجزة نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) الباقية أبد الدهر فهي معجزة عقلية وهي القرآن الكريم، هذا الكتاب الذي هو دستور الخالق سبحانه لإصلاح الخلق وقانون السماء لأهل الأرض، فهي معجزة باقية كيوم نزلت وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أمانة مكرمة ووديعة مطهرة.وقد مرت على المسلمين عصور من الازدهار والرقي، ارتفعوا فيها فسادوا الدنيا وقادوا العالم، كما مرت عليهم عصور من الضعف والانكسار نال منهم أعداؤهم، ولكن كتاب الله ظل باقيا في الحالتين، محفوظا بحفظ الله تعالى له  قال تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»  (الحجر آية 9).وليس هذا وفقط بل لم تمتد إليه يد التبديل والتغيير كما حدث للكتب السابقة عليه، قال تعالى: «وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد».( فصلت الآيتان 41 - 42). ومعلوم أن القرآن الكريم حظي بأقوى إسناد على الإطلاق، حيث رُوي بالتواتر: أي رواه  جماعة عن جماعة  يصعب بل يستحيل تواطؤهم على الكذب، وهكذا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل (عليه السلام) إلى رب العزة سبحانه. ومن هنا لا يتطرق إليه الشك أو الريب فهو أصدق كلام على الإطلاق وفي هذا المعنى يقول القائل:كتاب الله أصدق كل قيل --- رواه المصطفى عن جبرئيل.الشيخ عثمان إبراهيم عامر

مشاركة :