معركة سرطان الثدي أفرزت بطلات، واجهن المرض وانتصرن عليه.. هن اليوم فاعلات في المجتمع.. إنهن الناجيات اللاتي واجهن المرض بعزيمة وإيمان وصبر حتى تعافين، وعدن للمجتمع لمزاولة عملهن أو للتطوع، ومنهن من أخذت على عاتقها دعم المريضات الجديدات، مؤمنة برسالتها المجتمعية وما يتحتم عليها تقديمه في سبيل رفع الوعي بالكشف المبكر وتعزيزه، وحث المريضات وعائلاتهن على متابعة العلاج والامتثال لتعليمات الطبيب المعالج، وصولاً إلى نتيجة مرْضية. وتتحلى الناجيات من سرطان الثدي، بالإصرار على متابعة الفحوصات الدورية في ظل توفر العلاج ودعم الأسرة، الذي يلعب دوراً كبيراً في تجاوز المحنة، وسردت مجموعة من الناجيات قصصهن الملهمة ورحلتهن مع العلاج، وأكدن قدرة المصابة بسرطان الثدي على التغلب على المرض، ولاسيما مع الكشف المبكر واستدامة الدعم والرعاية الصحية المطلوبة، كما أشدن بدور القافلة الوردية وجمعية أصدقاء السرطان، وما تقومان به في التوعية بالمرض والدعم المادي والمعنوي. الإمارات الحبيبة سمر إسماعيل، من العراق، قالت عن تجربتها مع سرطان الثدي، إنها أصيبت في عمر 39 عاماً، واكتشفت مرضها حين كانت تقوم بفحص ذاتي، حيث وجدت كتلة صلبة بثديها، وحينها كانت في بغداد حيث أجرت الفحوصات اللازمة، والتي أثبتت أن الخلية سرطانية، فقامت بإجراء عملية جراحية في العاصمة الأردنية عمّان، وخيرها الطبيب بين استئصال الثدي كاملاً أو الإبقاء عليه وبتر الكتلة، وتم الاتفاق على بتر الكتلة فقط والإبقاء على الثدي، وبعدها جاءت إلى الإمارات الحبيبة، وخضعت للعلاج في مستشفى توام، واتبعت جميع التعليمات ولازالت تواصل معركتها. سمر إسماعيل (من المصدر) سمر إسماعيل (من المصدر) سمر اعتبرت أن الإيمان القوي يعتبر أول نقطة في تقبل العلاج والإقبال عليه، وأضافت «كانت معنوياتي عالية، وكنت أتعامل مع الموضوع بكل أريحية، وأثناء العلاج كنت أتبع حمية غذائية صحية، وأمارس الرياضة، وأتناول الخضراوات خاصة البقدونس والبروكلي والفلفل الأخضر وابتعدت تماماً عن اللحوم، وأبقيت على الأسماك». دعم عائلي وقد وجدت سمر إسماعيل من عائلتها وأصدقائها دعماً كبيراً في مسيرتها العلاجية، مما ساعدها على التعافي والامتثال للشفاء، موضحة أن: العامل النفسي يأتي في الدرجة الأولى، وقد تعاملت مع المرض بشكل طبيعي، فكنت أخرج للتسوق، وألتقي مع الناس، واهتممت بالمطالعة فقد كان الكتاب صديقي، ويأتي القرآن الكريم في الدرجة الأولى، واليوم أعمل على دعم باقي المريضات ضمن مسؤوليتي المجتمعية، حيث أحثهن على التعامل مع المرض كأي مرض آخر. وأضافت: «حظيت باهتمام رائع من قبل الدولة ومستشفى توام، فالجميع قدم لي المساعدة واحتضنوني منذ عام 2011، ولازلت إلى اليوم أخضع للفحص الدوري وأنصح كل من يصاب أن يتمتع بمعنويات عالية والتي تعتبر جزءاً رئيساً في العلاج، مع اتباع التعليمات بصورة صحيحة». وأكدت: جمعية أصدقاء السرطان كان لها دور رائد في رفع معنوياتي ومساندتي واحتضاني، وكنت على تواصل دائم مع الجمعية والقائمين عليها، مع الحرص على المشاركة في جميع فعالياتها المتجددة. قصة ملهمة ومن جهتها قالت نانسي جلال (ممرضة) عانت من مرض سرطان الثدي، ولكنها استطاعت أن تحول تجربتها إلى قصة ملهمة، فبعد أن كانت تعيش حياة عادية، أصبحت اليوم أكثر حرصاً على حياة تتسم بالإيجابية وتقبل على كل لحظة منها مستثمرة فرصة تواجدها بين أولادها وعائلتها، وقالت: خلال الفحص في إحدى المرات، وجدت كتلة غريبة بالثدي وذهبت للكشف عنها، ولم أكن أتوقع أبداً أن أصاب بالسرطان، لكن رضيت بالقدر وبدأت رحلة العلاج الإشعاعي والهرموني والجراحي، وفي هذه الرحلة كانت صديقاتي وزوجي وأولادي خير سند، وبالفعل عندما مر على إصابتي 12 شهراً، أصبحت أكثر قوة، وأحسست بتغير كبير في شخصيتي وأفكاري وأسلوبي، وأصبحت أومن بأن ما حدث لي كان امتحاناً وخيراً لي، حيث نجحت فيه بفضل الله ودعم عائلتي وزوجي. نانسي جلال مع ابنتها (من المصدر) نانسي جلال مع ابنتها (من المصدر) حجر الزاوية ونانسي تعيش الآن حياتها وتشدد على أهمية الفحص المبكر، لأنه يساعد على اكتشاف المرض وتجنب مضاعفاته، موضحة أنها اليوم تتابع الفحوصات الدورية وتخضع لبعض الإبر لحماية الثدي الثاني. ولفتت العضوة بجمعية أصدقاء السرطان إلى أنها تعمل قدر الإمكان على مساعدة المصابات وتمثل لهن الدعم المعنوي، حيث تساعد وتقدم ما بوسعها لدعم مريضات السرطان، لأنها تؤمن بأن المساندة النفسية والدعم المعنوي يشكلان حجر الزاوية في التعافي من سرطان الثدي، مؤكدة أنها وبحكم عملها ومن إيمانها بالدور المجتمعي ترشد وتوجه كل مريضة سرطان ثدي. وتأمل نانسي أن يكون هناك نادٍ للناجيات يجتمعن فيه لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمريضات الجدد، ليمثلن الدعم المعنوي لبعضهن بعضاً، مؤكدة أن الظروف التي تمر بها المريضة تجعلها تحتاج إلى السند والنصيحة التي تستقبلها من مصابة أكثر من أي شخص آخر، حيث إن العديد من المصابات يواجهن صعوبة كبيرة عند أخذ جرعات الكيماوي ولاسيما في مراحله الأولى، ولكن عند الحديث معهن يكن أكثر تقبلاً للنصيحة. رنيم الدرويش (من المصدر) رنيم الدرويش (من المصدر) سند قوي ورنيم الدرويش أيضاً إحدى الناجيات من سرطان الثدي، وقد تحدثت عن تجربتها مع المرض حيث قالت: «بدأ مشواري مع المرض قبل عام ونصف، كنت أعاني من آلام قاتلة، وعندما ذهبت إلى المستشفى وبعد عدة فحوصات اكتشفوا أنه ورم سرطاني تم استئصاله، وكنت أدرس في تركيا، وانقطعت عن الدراسة بسبب المرض، ومررت بظروف صعبة، ولكن بسبب عائلتي وأصدقائي وأحبائي تجاوزت المرض، بعد عمليتين جراحيتين، كما أن جمعية أصدقاء السرطان كانت سنداً قوياً لي ولازالت، وأؤمن بأني سأنتصر على هذا المرض، وأشكر الإمارات بشكل خاص لما تقدمه لنا من دعم».
مشاركة :