أستادي: «الخـدمة الوطنية» أسمى ما نعبّر به عـن الامتنان لبلدنا

  • 8/6/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما من رسالة أسمى من الخدمة الوطنية لنعبّر بها عن مدى امتناننا للوطن الذي رعى حلمنا؛ وقدم لنا شتى وسائل الرفاهية.. كلمات يؤكد عليها الإعلامي الإماراتي إبراهيم أستادي الذي يعود، بعد تلبية نداء الوطن، إلى إذاعة دبي ليقدم كرنفال، البرنامج الأقرب إلى قلبه، والذي يعتبره مشوار الفرح في عطلة نهاية الأسبوع. وقال أستادي لـالإمارات اليوم: أعشق إعداد البرامج وتقديمها على الهواء مباشرة والتواصل مع الضيوف والمستمعين؛ إذ إن كل تفاصيل إخراج البرنامج الإذاعي تستهويني لدرجة أنني أحب تسجيل صوتيات البرنامج واختيار موسيقاه بنفسي.. وسعدت كثيراً بحلقة الأسبوع الماضي لمحتواها الثري وضيوفي الذين كانوا في قمة التعاون، وأخص بالذكر شرطة دبي على سرعة تجاوبهم مع الإعلام، والنجمة سمية الخشاب التي ظهرت معي في أولى حلقاتي من مصر مباشرة. وأشار إلى أن (كرنفال) برنامج حواري بالدرجة الأولى يهتم بالعلم والفن والثقافة، وكل أوجه الحياة الاجتماعية وأساليب عيش الناس، كما يخاطب فئات الشباب المنتمين إلى عصر الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، والمواكبين مثلي لما تبقى من عبق الزمن الجميل. أدوار درامية لا ينفي إبراهيم أستادي رغبته في المشاركة في الأعمال الدرامية التلفزيونية قائلاً: على صعيد الدراما منحني الفنان أحمد الجسمي والفنانة سميرة أحمد أكثر من فرصة للمشاركة في الأعمال الفنية، لكن ظروفي كانت صعبة جداً ولم أستطع المشاركة رغم أهمية هذه الأدوار، فقد مررت بصعوبات كثيرة لتحقيق وجودي على خشبة المسرح، وواجهت عاصفة من الرفض لعملي في الفن، ولكي أظهر في الدراما كان عليّ المرور بالتجربة الصعبة نفسها، خصوصاً أنني كنت في سن بدأت فيها المسرح مباشرة بعد المرحلة الثانوية، ولكن قراراتي وتجربتي اليوم أصبحتا أكثر نضجاً ويسراً؛ لهذا أنوي مستقبلاً المشاركة في أدوار درامية شرط عدم تأثيرها في الصورة الإعلامية التي أطمح إلى تقديمها. سعادة أضاف الإعلامي الإماراتي، عن تفاصيل إشرافه على إعداد وإخراج وتقديم البرنامج، منذ بدايتي في الإعلام إلى اليوم، وأنا حريص على إعداد وإخراج برامجي بنفسي، والبرنامج الوحيد الذي لم أقم إلا بتقديمه كان (دليلك) على شاشة تلفزيون دبي، لأن البرنامج كان لديه فريق عمل مختص سابق مشرف على عملية الإعداد، أما بقية برامجي فهي من إعدادي وإخراجي الشخصي؛ لأنني لا أقبل أن أقرأ نصاً معداً من قبل شخص آخر، لأنني لا أرى أي جدوى من تقديم برامج واستحقاق لقب إعلامي إن لم أكن قادراً على خلق مادتي الإعلامية ومحتوى لقاءات وأخبار وتقارير برامجي بنفسي. وتابع أستادي، عن الموسم السادس من برنامج كرنفال، أن البرنامج هو مشوار الفرح في عطلة نهاية الأسبوع، كما هو الإجازة السعيدة في وقت العمل، لهذا لا تفارقني السعادة في كل اللقاءات التي أجريها فيه، والتي أحرص على أن تكون متوافرة للجمهور، بالتعاون مع إدارة الإعلام الرقمي بدبي للإعلام؛ وذلك عبر مواقع شبكة قنوات دبي ومواقع التواصل الاجتماعي. تغريد.. وأداء لم ينسَ الإعلامي الإماراتي الميكروفون أثناء فترة الخدمة الوطنية، إذ قدم العديد من الأمسيات الحية والأحداث المحلية المهمة؛ لعل أبرزها حفل جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، كما شارك مع نادي دبي للصحافة في الإعداد لحفل جائزة الصحافة العربية، إلى جانب تسجيله حلقات جديدة من دليلك بالتنسيق مع فريق عمل البرنامج. وعن الفترة التي أمضاها في الخدمة الوطنية، قال أستادي نحن جميعاً في خدمة الوطن، وحماية الأرض التي آوتنا والوطن الذي رعى حلمنا؛ وقدم لنا شتى وسائل الرفاهية ليضمن لأفراده الحياة الكريمة. وأؤمن كثيراً بأهمية الخدمة الوطنية؛ كما أنني (غرّدت) مطالباً بها في فترة العصف الذهني الإماراتي، واتضح أن الحكومة - كعادتها - قد سبقتنا في صياغة التصورات وطبقت هذا القانون. ويجب أن يعرف هذا الجيل أن ما يتمتع به من رخاء وأمان يرجع إلى فضل الله ثم إلى رؤية حكومتنا الرشيدة التي تبقي عيناً ساهرة على مصلحة شعبها، وما من رسالة أسمى برأيي من الخدمة الوطنية يمكن أن نعبّر بها عن مدى امتناننا للحياة الآمنة التي يعيشها الشعب الإماراتي على أرض هذا الوطن. هموم مسرحية يؤكد إبراهيم إصراره على خيارات الإعلام والفن معاً، في الوقت الذي يقر فيه بتمسكه الشديد بالفن، باعتباره أصدق عمل في الحياة، على حد تعبيره، مضيفاً من الممكن أن أتخلى عن الإعلام من أجل الفن، ولكن يظل التخلي عن الإعلام لصالح المسرح احتمالاً غير وارد، لأنك لن تجد مسرحياً إماراتياً واحداً يعيش على المسرح، خصوصاً أن مسارحنا عبارة عن جمعيات نفع عام تعيش على الدعم الحكومي، ولا تنتج أعمالاً إلا بشكل موسمي، ولو كان وضع المسرح يعادل وضع كرة القدم أو الشعر في الإمارات لاحترف جميعنا الخشبة. واستطرد المسرح أسمى الأشكال الفنية، وقد صقلني كإنسان بعد أن كان البيئة الثانية التي نشأت فيها بعد البيت، والتي كانت مسؤولة عن توازن شخصيتي، لهذا السبب أعتقد أن المسرح أعطاني أكثر مما أعطيته؛ فرغم رصيدي الذي يعد اليوم 15 عملاً مسرحياً فإنني مازلت أطمح إلى المزيد. وحول المشهد المسرحي الإماراتي وجهود الشباب فيه، أكد أستادي أن الشباب الإماراتي رغم بعض التحديات المتعلقة بضعف المداخيل المادية، يكافح من أجل بقاء المسرح، ويسافر بالأعمال المسرحية إلى الخارج ويحصد القبول المشترك، ولكنه يفتقر في الداخل إلى الجمهور، ويظلمه الإعلام المحلي ولا أريد أن أدخل في شرح جملة المسائل التي يجب إصلاحها؛ فقد طفح الكيل من مسلسل المطالبات المتواصلة للجهات المعنية، ولكنني أقول لزملائي إنه لن يتغير شيء ما دمنا لم نغير ما بأنفسنا، ونسعى من أجل هذا التغيير، وأكبر دليل على كلامي سعي عدد من الفنانين من مصورين وتشكيليين وسينمائيين اليوم إلى فرض أنفسهم على الساحة الإبداعية، في الوقت الذي بقي مكاننا غير واضح في الخريطة الإبداعية، ولن يتضح إلا إذا وحدنا جهودنا وكلمتنا من أجل خدمة الثقافة. مسؤولية مجتمعية عن ما ينقص المشهد الإعلامي الإماراتي، دعا أستادي القنوات المحلية إلى المزيد من الجدية في ما تنتجه من برامج وأعمال درامية ومسلسلات على القنوات أن تضمن اعتبارات (دراسة السوق) في عمليات التخطيط على المدى البعيد، وتحديد الخيارات وكيفية إيصالها للمتلقي، وأكثر ما يحزنني كإعلامي وفنان انفصال إعلامنا عن ثقافتنا، على الرغم من ضرورة التجانس والتكامل الذي يجب أن يقوم بين كليهما، وأقصد هنا جميع المحطات العربية التي أرى أنها تخلت عن مسؤوليتها المجتمعية، كما أرى أن المحطات الإذاعية والتلفزيونية تحتاج إلى إعادة النظر في اختياراتها عندما يتعلق الأمر بالكفاءة الإعلامية القادرة على خدمة أهداف الإعلام الحقيقي فيها، والعدول عن خيارات الوجه الجميل على حساب جودة الفحوى. وأردف أما المسرح فحكاية أخرى تحتاج إلى الخبرة الإدارية والدراسة الأكاديمية، لأن الفن شيء؛ وإدارة الفن شيء مختلف تماماً، وإذا لم يكن المسرح جزءاً من نسيج وثقافة المجتمع فإنه لن يحقق أياً من أهدافه، وهذا لا يتحقق بين يوم وليلة، بل بالكثير من العمل والدعم الرسمي وباستراتيجية وتوجهات ثقافية تؤمن بما يمكن للفن تحقيقه ما إن توافرت الإمكانات. إدمان إعلامي يصف إبراهيم أستادي العمل الإعلامي في الإذاعة بالإدمان الذي إن لم تصح منه قد تجد نفسك أسيراً، مضيفاً الإذاعة برأيي تجربة مهمة، ولكن الإعلامي الشامل يجب أن يكون قادراً على التواصل الفعلي وإيصال المعلومة بحرفية باستخدام جميع الوسائل، لهذا لا أحب أن أحصر نفسي في زاوية، وأفضل دوماً أن أكون قادراً على (اللعب) في أي ميدان إعلامي يُطرح عليّ.

مشاركة :