تواجه مايك بنس، وكامالا هاريس، المرشحان الجمهوري، والديمقراطية، لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مساء امس الأول الأربعاء، حول قضية إدارة جائحة»كوفيد-19» التي تهيمن على الحملة الانتخابية. وظهرت المناظرة في تناقض واضح مع المناظرة الرئاسية التي اتسمت بالفوضى الأسبوع الماضي، إذ حافظت هاريس على مسارها في تناول موضوعات عدة، أبرزها الرعاية الصحية، والاقتصاد، والتغير المناخي، والسياسة الخارجية، بينما دافع بنس عن سجل الإدارة الجمهورية على مدار أربعة أعوام. وقالت السيناتورة هاريس (55 عاما)، التي اختارها المرشّح الديمقراطي لانتخابات البيت الأبيض، جو بايدن، لمنصب نائبة الرئيس على بطاقته الانتخابية إن «الأمريكيين كانوا شهوداً على أضخم فشل لأي إدارة رئاسية في تاريخ بلدنا». من جهته، دافع بنس، (61 عاماً)، عن الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب، متهماً هاريس ب«تقويض ثقة» الأمريكيين بلقاح ضدّ فيروس كورونا المستجدّ يجري إعداده حالياً، بينما يتهم الديمقراطيون البيت الأبيض بمحاولة الالتفاف على الإجراءات لتأمين لقاح قبل الاقتراع. وبعد ثمانية أيام على أول مناظرة بين الرئيس الجمهوري (74 عاماً)، وخصمه الديمقراطي (77 عاماً)، سادتها الفوضى، والشتائم المتبادلة، ومقاطعة الواحد للآخر مراراً، وتكراراً، سمح اللقاء بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس بنقاشات حول القضايا أكثر جدية، وهدوءاً، واحتراماً. وعلى الرغم من أن بنس، وهاريس، قاطعا بعضهما بعضاً أحياناً أثناء المناظرة، إلا أنّهما تبادلا مراراً عبارات الشكر، والاحترام، وكان الواحد منهما منصتاً للآخر في معظم الوقت. وفي تغريدة على تويتر، كتب ترامب «مايك بنس فاز بفارق كبير». أما جو بايدن فقد قال في تغريدة «كامالا هاريس نحن فخورون بك». لكن في الواقع، لم يخرج من المناظرة فائز واضح. وبتهذيب، «هنأ» بنس الذي تتناقض رصانته مع الشخصية المتقلبة لترامب، هاريس، وهي ابنة أب جامايكي، وأم هندية، على ترشيحها «التاريخي»، كأول مرشحة سوداء نيابة عن حزب كبير. وتم تعزيز الإجراءات الاحترازية الصحية، الأربعاء، بالمقارنة مع تلك التي اتخذت للمناظرة بين المرشحين للرئاسة في 29 سبتمبر/ أيلول، فقد وضع حاجزان زجاجيان ليفصلا بين نائب الرئيس، والسيناتورة اللذين، جلسا خلف مكتبين تفصل بينهما أربعة أمتار في المناظرة التلفزيونية في سولت ليك سيتي، بولاية يوتاه. وخلال مناظرتها الوحيدة مع بنس، أخذت هاريس على خصمها وفاة أكثر من 210 آلاف شخص بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، حيث سجل العدد الأكبر من الوفيات في العالم. وبنس مسؤول عن وحدة أزمات البيت الأبيض المكلفة مكافحة فيروس كورونا منذ فبراير/ شباط الماضي. وقد حمّل من جديد الصين مسؤولية انتشار الوباء ووعد ب«محاسبتها». وقد وجد نائب الرئيس الذي لا تظهر أي انفعالات على وجهه، نفسه في أغلب الأحيان في موقف دفاعي للدفاع عن حصيلة أداء أربع سنوات في المنصب إلى جانب الملياردير المتقلب. أما هاريس التي كانت مبتسمة فقد عرضت ما تعتبره نجاحات اقتصادية لبايدن عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما، من 2009 إلى 2017، مقابل أداء الثنائي ترامب، بنس، اللذين تنتهي ولايتهما ب«ركود يشبه الكساد العظيم». واتهمت الملياردير الجمهوري باتباع سياسة مناسبة للأثرياء. ورد مايك بنس قائلاً: إن «جو بايدن سيزيد ضرائبك من اليوم الأول». ورفضت هاريس «تلقي دروس» من خصمها، ودافعت عن «أوباماكير» قانون التأمين الصحي الذي تريد الإدارة الجمهورية التخلص منه. وعرض مايك بنس المسيحي المتشدد، والمقرب من التيار المحافظ المتطرف، مواقفه «المؤيدة للحياة»، متهماً خصومه بدعم «الإجهاض المتأخر» الذي يسدد كلفته «دافع الضرائب». وأصبحت هذه القضايا الاجتماعية الرئيسية في دائرة الضوء منذ أن رشح ترامب قاضية في المحكمة العليا في سبتمبر/ أيلول من شأنه أن يعزز الأغلبية المحافظة داخل هذه المؤسسة الرئيسية. ويطالب الديمقراطيون مجلس الشيوخ بعدم التصويت على هذا الترشيح قبل الانتخابات. وسأل بنس هاريس بإلحاح ما إذا كان فريقها سيحاول زيادة عدد قضاة المحكمة العليا إذا فاز. لكن المرشحة رفضت الإجابة. وأخيراً هاجمت السيناتورة الديمقراطية بشدة السياسة الخارجية لترامب. وقالت إن ترامب «خان أصدقاءنا وأقام صداقات مع طغاة في جميع أنحاء العالم». المناظرة منذ بدايتها الى نهايتها استمرت تسعين دقيقة،وبدت المناظرة مختلفة كليا عن مناظرة ترامب وبايدن الاسبوع الماضي ،وكان اداء المرشحين للنيابة جيدا وجادا ومقنعا. (وكالات)
مشاركة :