واشنطن - وكالات: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس في خطاب ألقاه في الجامعة الأمريكية في واشنطن إن الاتفاق النووي الإيراني لا يحل كل المشاكل ولا يضمن الدفء في العلاقات مع طهران، لكنه يحقق أهداف سياسات إدارته الأمنية ما يجعله اتفاقاً جيداً، على حد قوله. وحذر الرئيس الأمريكي من أن رفض الكونجرس للاتفاق النووي مع طهران سيؤدي إلى حرب في الشرق الأوسط، وقال: "رفض الاتفاق من جانب الكونجرس سيجعل أي إدارة أمريكية مصمّمة على منع إيران من حيازة سلاح نووي لنواجه خياراً وحيداً: حرب أخرى في الشرق الأوسط. لا أقول ذلك لأكون تحريضياً، إنه واقع". ودافع أوباما عن الاتفاق النووي الإيراني في مواجهة منتقديه. وقال إنه إذا حاولت إيران الإخلال بالاتفاق وبناء سلاح نووي فسيتم اكتشاف ذلك. وأكد أنه بحكم الاتفاق الموقع، لن يتمكن الإيرانيون من التوصّل إلى امتلاك سلاح نووي، ولن يكون لها الحق باستخدام برنامجها النووي السلمي كغطاء للتوصّل إلى قنبلة نووية. وشدّد أوباما على أن انتهاك إيران للاتفاق فإن العقوبات ستعود لتفرض عليها من جديد، مضيفاً أن المفتشين سيسمح لهم بالوصول يومياً إلى مواقع إيران الرئيسية إذا كان هناك سبب للتفتيش الذي سيكون له نظام تحقيق شامل تم التفاوض حوله. وأبدت كبيرة المفاوضين الأمريكيين مع إيران استعداد بلادها لبحث تقديم مساعدات أمنية إضافية لإسرائيل، بعد الاتفاق النووي الذي أُبرم الشهر الماضي بين طهران والقوى الكبرى. وقالت ويندي شيرمان - التي قادت مع وزير الخارجية جون كيري الوفد الأمريكي المفاوض في مفاوضات فيينا الأخيرة - في شهادة لها في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأربعاء، إن واشنطن مستعدة لبحث المساعدات الإضافية حينما يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعداً لذلك. وتأتي شهادة شيرمان ضمن سلسلة من التصريحات والبيانات التي صدرت عن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعيد الاتفاق النووي منتصف يوليو الماضي، والتي أكدت على أمن إسرائيل. كما أن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر زار مؤخراً تل أبيب لطمأنة المسؤولين الإسرائيليين بأن الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 لن يؤثر سلباً على أمن إسرائيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد طالب أمس الأول، اليهود الأمريكيين بمعارضة اتفاق نووي إيران الذي يدعمه الرئيس باراك أوباما ويراجعه الكونجرس، قائلاً إنه يهدّد بتفجير حرب كارثية في الشرق الأوسط. وأكد نتنياهو مجدداً وجهة نظر إسرائيل بأن الاتفاق الذي أبرم في 14 يوليو ليس كافياً للحد من المشاريع النووية الإيرانية التي تنطوي على إمكانية تصنيع قنبلة نووية، بينما سيدر رفع العقوبات على طهران مبالغ طائلة يمكن أن تساعد في تمويل الصراعات التي تزعزع استقرار المنطقة. وفي بث عن طريق الإنترنت نظمته جماعات يهودية في أمريكا الشمالية، صور نتنياهو رفضه للاتفاق الإيراني على أنه مبني على أسباب موضوعية. كما رفض دفع إدارة أوباما بأن الاتفاق هو السبيل الوحيد لتفادي نشوب حرب مع إيران. وقال: "أنا لا أعارض هذا الاتفاق لأنني أريد حرباً. أعارض هذا الاتفاق لأنني أريد منع حرب. وهذا الاتفاق سيؤدي إلى حرب". وأضاف "هذا هو وقت التعبير عن رأيكم بصراحة. عارضوا هذا الاتفاق الخطير". وإذا رفض الكونجرس الاتفاق فإن الولايات المتحدة قد تنسحب، لكن القوى الخمس الأخرى الموقعة عليه ستستأنف التعامل مع إيران، ويشمل ذلك إبرام صفقات تجارية مربحة. وسعى نتنياهو إلى التهوين من هذه المخاوف، قائلاً: إن الشركات العالمية ستفكر مرتين قبل أن تدخل الأسواق الإيرانية إذا كان هذا سيؤدي إلى خسارة فرص تجارية أكبر مع الولايات المتحدة".
مشاركة :