قالت مصادر مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادة الجيش الوطني اليمني وكذلك المقاومة الشعبية اتخذت قرارا ببدء مرحلة جديدة من عملية «السهم الذهبي» لتحرير محافظة أبين الجنوبية (شرق عدن)، من الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي صالح، وذلك بعد تحرير عدن ولحج بالكامل، وبعد السيطرة على «قاعدة العند» ذات الأهمية الاستراتيجية. وقال علي شايف الحريري، المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية، لـ«الشرق الأوسط»، إن دول التحالف العربي قررت مشاركة الطائرات العملاقة المروحية من نوع «شينوك» لنقل المقاتلين والسلاح بين جبهات القتال، واعتبر ذلك «رافدا جديدا لضمان الوصول السريع للمقاتلين والسلاح، ويساعد على حسم المعارك في وقت قياسي». وأكد أن «المقاومة أكملت، أمس، التحامها في جبهات القتال عدن - العند - بلة - الضالع - سناح، بخط واحد بطول 150 كيلومترا». في الوقت الذي شهدت فيه منطقة كرش فرارا جماعيا لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح باتجاه تعز، بعد هزيمتها في العند ولحج، في حين واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة تطهير بقية مدن وبلدات محافظة لحج من جيوب الميليشيات الحوثية. وقد تم تمشيط مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، ومنطقة «مثلث العند»، في عملية تعقب وملاحقة واسعة النطاق لعناصر تلك الميليشيات. وقال بيان للمقاومة الجنوبية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «قوة إضافية كبيرة من فرق التدخل السريع التابعة للمقاومة الجنوبية من معسكر الشهيد عمر ناجي (أبو عبد الله) بالضالع، انطلقت باتجاه جبهة العند بناء على تعليمات قيادة المقاومة الجنوبية ممثلة بالعميد عيدروس قاسم قائد المقاومة الجنوبية». وأضاف البيان أن هذه التعزيزات لجبهة العند تأتي «بالتنسيق بين قيادة المقاومة الجنوبية وقيادة المنطقة الرابعة وقوات التحالف العربي». وحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فإن تلك القوات سوف تقوم بتأمين منطقة وقاعدة العند من جهة جبهة كرش والمسيمير من خلال الانتشار في سلسلة الجبال المحيطة ومنع أي محاولات للتسلسل وفتح جبهات جديدة، وقد وصلت قوات من الجيش الوطني والمقاومة إلى مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان، ومنها سوف تنطلق إلى الضالع، التي ما زالت تشهد مواجهات في المنطقة الحدودية بين شطري البلاد، الشمالي والجنوبي (سناح)، رغم أن الضالع أصبحت محررة، فعليا، منذ أواخر مايو (أيار) الماضي. وذكرت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات ما زالت مستمرة في محافظة أبين، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة، من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات صالح، من جهة أخرى، في عدد من المواقع. ويعد «اللواء 15» من أبرز المواقع العسكرية الموالية لصالح والحوثيين في أبين. وقالت المصادر إن هذا اللواء تلقى، في الآونة الأخيرة، دعما عسكريا وبشريا كبيرا من المحافظات الشمالية عبر محافظة البيضاء، وإن عناصر الميليشيات الحوثية وقوات صالح بدأت في الفرار من بعض المناطق التي تتمركز فيها، وذلك تحسبا لهجوم مرتقب تشنه المقاومة، في حين نفذت طائرات التحالف غارات مكثفة على مواقع الحوثيين بالمحافظة. وذكرت المعلومات أن القصف تركز على شرق وجنوب مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة. وفي التطورات الميدانية الأخرى، شهدت محافظة تعز اليمنية، أمس، اعنف المواجهات بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي صالح، من جهة أخرى. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الوطني والمقاومة في تعز حصلا على أسلحة متطورة، بينها دبابات ومدرعات حديثة، أرسلت إليهم من عدن. وأكدت هذه المصادر أن المقاومة باتت تتسيد الموقف، مع سيطرتها على أكثر من ثلاثة أرباع تعز، المحافظة الأكبر في عدد السكان في اليمن (عدد سكانها يتجاوز الثلاثة ملايين). وقالت المصادر المحلية إن ميليشيات الحوثيين وقوات صالح واصلت لليوم الثاني على التوالي قصفها للأحياء السكنية بالمدينة. وأكدت هذه المصادر سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين جراء القصف. إلى ذلك، شهدت مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة، والواقعة على الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية، أمس، أعنف قصف لقوات التحالف في تلك المنطقة، حيث نفذت الطائرات الحربية سلسلة غارات جوية على المدينة، وذلك بعد يومين من إلقاء منشورات عبر طائرات التحالف تطالب من تبقى من سكان المدينة اليمنية بمغادرتها حفاظا على سلامتهم. وذكرت المنشورات أن الأراضي السعودية تتعرض لإطلاق نار من القرى المجاورة، وأنها سترد على مصدر النيران. وبحسب سكان نازحين من حرض، لـ«الشرق الأوسط»، فإن معظم سكان المدينة البالغ عددهم أكثر من 100 ألف نسمة غادروا المدينة، منذ سيطرة الميليشيات عليها وتحويل مدارسها ومؤسساتها المدنية والحكومية والأهلية الخاصة إلى مواقع وثكنات عسكرية. وقال السكان النازحون إن مجموعة بسيطة من الأشخاص هم من تبقوا في المدينة لحراسة الممتلكات الخاصة والمنازل، باستثناء ذلك فقد نزح السكان إلى عاصمة محافظة حجة ومديرياتها الأخرى البعيدة عن الحدود، نسبيا، وإلى محافظة الحديدة المجاورة. من ناحية ثانية، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة في المقاومة الشعبية الجنوبية أنه جرى إطلاق سراح 70 طفلا من الأسرى الذين وقعوا في يد المقاومة، إثر المواجهات التي دارت وتدور في جنوب اليمن. وقال مصدر في المقاومة إنه جرى إطلاق هؤلاء الأسرى القصر، رغم أنهم مقاتلون «لدواع إنسانية، كونهم تحت السن القانونية»، وقد بينت المعارك في الجنوب استخدام الحوثيين للأطفال في معاركهم، وهو أمر مخالف للشرائع والقوانين الدولية.
مشاركة :