في خطوة سوف تساهم حتما في تقوية نفوذ الصين في الدول النامية، بيكين تنضم إلى مبادرة "كوفاكس" الهادفة إلى توصيل لقاح كوفيد-19 فور تطويره إلى دول العالم الفقيرة. وباء كورونا..منفذ إضافي للصين لتعزيز مكانتها العالمية؟ وقّعت الصين اتفاقا يضمن توزيع لقاحات ضد كوفيد-19 عند تطويرها مستقبلا، في الدول النامية لتكون بذلك أكبر قوة اقتصادية تنضم لمساعي منظمة الصحة العالمية لاحتواء الوباء. وتهدف مبادرة "كوفاكس" إلى إيصال اللقاحات إلى الدول الأفقر فور تطويرها لمواجهة المخاوف من احتمال حدّ الدول الأغنى توزيع العقارات التي تصنعها شركات الأدوية لديها. ويمنح الاتفاق الصين، حيث ظهر الفيروس أول مرة العام الماضي، دورا أساسيا في الجهود الدولية لمشاركة اللقاحات مع الدول الأقل نموا. وحسب المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ في تصريحاتها ليوم الجمعة (التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر)، فإن انضمام بلادها لاتفاقية "كوفاكس" يهدف إلى "الوفاء بالتزامها بتحويل لقاحات كوفيد-19 لتكون للمصلحة العالمية العامة". بيد أن المسؤولة الصينية لم تتطرق إلى حجم المبالغ التي سوف تساهم بها بيكين في الصندوق الدولي الهادف إلى جمع ملياري دولار لتوفير أي لقاحات مستقبلية لـ92 بلدا منخفض أو متوسط الدخل. وأفادت هوا أن اللقاحات الصينية "ستقدم للدول النامية كأولوية"، مضيفة أن بكين تأمل بأن "تدعم وتنضم دول أقدر (على المشاركة في المبادرة) إلى كوفاكس"، علما أن الولايات المتحدة الأمريكية لم توقع إلى غاية اللحظة على هذا الاتفاق. وينظر إلى الخطوة الصينية وكأنها محاولة من بيكين لتلميع صورتها بعد عاصفة انتقادات وجهت إليها من الخارج بسبب تعاطيها مع تفشي الوباء الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان وسط البلاد. ومنذ ذلك الحين تتباهى الصين بالنجاحات التي حققتها في السيطرة على الوباء على أراضيها، وتحارب الزمن من أجل تطوير لقاح فعّال. وفي الوقت التي تشهد فيه أوروبا فرض تدابير إغلاق جديدة وقيود على السفر والولايات المتحدة تدهورا خطيرا للأوضاع، عاد عشرات الملايين إلى العمل في المدن الصينية. و.ب/ع.أ.ج (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :