قدم يوكيا أمانو، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، للإعلاميين ورجال الصحافة أمس ملخص ما دار من حديث بينه وبين أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، وذلك عقب لقاء غير مسبوق جمع بينهما بواشنطن، التي طار إليها أمانو استجابة لدعوة من اللجنة التي تبحث مع بقية أعضاء الكونغرس مشروع قرار قد لا يجيز الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية. وفي بيان صدر عن الوكالة في ساعة متأخرة مساء أول من أمس، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أشار أمانو إلى أنه أجاب على أسئلة الأعضاء، وشرح لهم الدور المهم الذي سوف تلعبه الوكالة في الرصد والتحقق من التدابير ذات الصلة بالأنشطة النووية لإيران، وذلك في إطار خطة العمل المشتركة التي سبق أن وقعتها الوكالة مع إيران. كما شرح أمانو للأعضاء خارطة الطريق التي وقعتها الوكالة مع إيران في 14 من يوليو (تموز) الماضي على هامش توقيع اتفاق فيينا النووي، مشددا على أن إجاباته على سيل الأسئلة جاءت في إطار مهمته كمدير للوكالة، لكن مهمته أيضا هي حماية السرية التي تستوجبها اتفاقات الضمان، كما أوضح أنه شرح للأعضاء كيف سيعزز الاتفاقان من عمل الوكالة للتحقق من طبيعة البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أمانو أن خطة العمل المشتركة سوف تمكن الوكالة من تطبيق البروتوكول الإضافي، مما سيتيح للمفتشين الدوليين سرعة الوصول إلى المواقع التي يريدون تفتيشها، والحصول على مزيد من المعلومات، مما سيفرض على إيران مزيدا من الشفافية. أما بخصوص خارطة الطريق فسوف تساعد الوكالة على توضيح المسائل العالقة، المتصلة بقضية الأبعاد العسكرية، وفق جداول زمنية محددة وصارمة. في غضون ذلك، أكد أمانو أن الوكالة تواجه مهمة صعبة وهامة، لكنه أكد كامل ثقته فيما تمتلكه الوكالة من خبرات وتقنيات تمكنها من القيام بتلك المهمة على أكمل وجه. لكن هذه الزيارة أثارت في المقابل غضب طهران، حيث انتقد البرلمان الإيراني أمس اجتماعا مقررا بين رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الشيوخ الأميركي. وتتصدر مبادرة «خارطة الطريق» الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تركز على البرنامج النووي الإيراني، جدول أعمال زيارة رئيس الوكالة يوكيا أمانو لمجلس الشيوخ الأميركي. وقال حسن أسفري، المتحدث البرلماني الإيراني للشؤون الخارجية، أمس إن «هذا الاجتماع سوف يشكك في حيادية الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مضيفا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا» أنه ينبغي ألا يتحول أمانو والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى «قطع شطرنج في أيدي السياسة الخارجية الأميركية لأن ذلك سوف يضر بمصداقية الوكالة كجزء من الأمم المتحدة في التعامل على المستوى الدولي ككيان محايد». وذكر أسفري أن قبول مثل هذه المبادرة من دولة عضو في الأمم المتحدة يتعارض مع لوائح المنظمة. ولكنه قال: إنه سوف يدعو أمانو أيضا لزيارة طهران للرد على تساؤلات البرلمان الإيراني، شريطة أن يبقى خبير الأسلحة النووية «محايدا حقا». من جانبه، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس المشرعين الأميركيين من أن رفض الاتفاق النووي مع إيران من شأنه أن يهدد «مصداقية» الولايات المتحدة في العالم. وقال أوباما إنه «إذا أطاح الكونغرس بالاتفاق، فسنفقد أكثر من مجرد القيود على برنامج إيران النووي، أو العقوبات التي فرضناها بدقة (...) سنفقد شيئا أكثر قيمة.. المصداقية الأميركية كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظام العالمي».
مشاركة :