معظم الأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي لا يتلقون العلاج المناسب

  • 8/6/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الصداع النصفي أو ما يعرف بالشقيقة هو الصداع الشديد الذي عادة ما يسبب الألم في جانب واحد من الرأس في فترات متقطعة بالإضافة إلى عدم تحمل الضوء والصوت، حيث يعمد المريض لتخفيف الألم إلى الجلوس في مكان هادئ ومظلم، وأحيانا يصاحب ذلك بعض الغثيان والتقيؤ، وعادة ما يستمر الألم ما بين أربع إلى 72 ساعة. وفقا للمعهد الوطني الأميركي للصحة يعاني حوالي 36 مليون رجل وامرأة وطفل في الولايات المتحدة من الصداع بأنواعه شاملا أحد أهم أنواعه، وهو الصداع النصفي، ووفقا لمؤسسة أبحاث الصداع النصفي، وباستخدام بيانات تم جمعها من السجلات الصحية الإلكترونية لتحليل الرعاية المقدمة إلى ما يقرب من 40000 طفل أميركي مصاب بالصداع تتراوح أعمارهم بين 6-17عاما، وجد باحثون أن نصف المصابين تقريبا لم يتلقوا العلاج المناسب. أما عن البيانات المتوفرة عن الصداع النصفي بين الأطفال السعوديين فهي قليلة ولا تكاد تذكر، وذلك كما يبدو لي لكونها قديمة النشر أو غير شاملة. فمن خلال استعراض سريع عن معدل انتشار الصداع في منطقتنا، لم أجد سوى ثلاث دراسات عن احصائيات هذا المرض في السعودية، دراستان منها نشرت في عام 1997م، وفيهما يظهر أن معدل انتشار الصداع النصفي يتراوح ما بين 2,6 إلى 5 الأولى كانت للدكتور سعد الراجح، استشاري المخ والأعصاب، وقد أجرى دراسته على أكثر من 16000 شخص، أما الدراسة الأخرى فكانت للدكتور محمد العبد الجبار، استشاري المخ والأعصاب، وقد أجريت دراسته على أكثر من 5000 شخص. أما الأخيرة فكانت للدكتور بدر الطليحي، استشاري طب الأسرة، حيث قام بإجراء دراسته على شريحة من المدارس الثانوية في مساكن الحرس الوطني في مدينة الرياض خلال العامين 2002-2003م، شملت أكثر من 1700 طالب، وقد وجد الدكتور الطليحي أن ثلث الطلاب تقريبا يتعرضون للصداع المتكرر، من بينهم 9 % يعانون من مرض الشقيقة. ويشير الدكتور روبرت نيكلسون، مدير الطب السلوكي في مركز الرحمة في مدينة سانت لويس قائلا: «للأسف، الكثير من الأطفال لا يحصلون على الدواء المناسب لعلاج الصداع»، ويضيف قائلا: « كثير من هؤلاء الاطفال لا يحصلون على التقييم والفحص الكامل للمشكلة، وبالتالي لا يتم تحديد نوع الصداع لديهم»ويختم قائلا:» إن التعامل مع الأطفال بهذا الأسلوب هو مصدر قلق حقيقي». أما الدكتور ريتشارد ليبتون، مدير مركز مونتيفور للصداع في مدينة نيويورك، فيقول: «إذا كان الأطفال الذين يشكون من الصداع يذهبون إلى الرعاية الصحية الأولية، والرعاية المتخصصة أو إلى مراكز الطوارئ بالمستشفيات لا يتم تشخيص سبب الصداع لديهم بدقة، وبدلا من ذلك يتم إعطاؤهم المسكنات المخدرة والباربيتوريت (المنومات)، فهذا بالتأكيد شيء غير مناسب»، وأضاف: «اذا لم يقلق أحد الوالدين لهذه المشكلة، فذلك شيء سيئ حقا» وختم قائلا: «التشخيص الدقيق يسمح للطبيب وكذلك الأسرة لمعرفة ما هي الخطوة المقبلة التي يجب أن تكون من ناحية العلاج والوقاية من تكرر الأزمات». وفي دراسة أخرى مماثلة، تقول الدكتورة لورانس نيومان، رئيس جمعية الصداع الأميركية ومديرة معهد الصداع في مدينة نيويورك: « ان 16 % من الأطفال والمراهقين المصابين بالصداع النصفي قد وصف لهم المسكنات المخدرة «. ويقول الخبراء ان المسكنات المخدرة تعتبر الملاذ الأخير لعلاج حالات الصداع النصفي المستعصية، وليست كخيار أول، وذلك لأن المسكنات المخدرة هي من الأدوية التي قد تسبب الادمان، والأعراض الانسحابية، بل يمكن أن تجعل الصداع النصفي أسوأ على المدى البعيد. أما الدكتورة ماينن مديرة خدمات الصداع في مركز جامعة نيويورك انجون الطبي في مدينة نيويورك فتشدد قائلة: «ان الخطوة الأولى في الحصول على العلاج المناسب هو الحصول على التشخيص الصحيح». وأضافت: «هناك خيارات غير المسكنات المخدرة لتخفيف الصداع النصفي». وأضافت كذلك قائلة: «في كثير من الأحيان هناك مسببات للصداع النصفي، بما في ذلك قلة النوم أو كثرته، وكذلك بعض الأطعمة، أو عند بعض النساء نتيجة للتغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية»، ولذلك فإن تجنب هذه المثيرات هو جزء كبير من التعامل الصحيح مع مرض الصداع النصفي. أما عن علاج الصداع النصفي، فإنه توجد مجموعة متنوعة من الأدوية، سواء لعلاج الأزمات أثناء وقوعها أو للوقاية منها قبل وقوعها، وهذه الأدوية قائمة على الأدلة العلمية (evidence-based medications)، وقد حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة (FDA). من هذه الأدوية: المسكنات العامة التي ينبغي أن تؤخذ في البداية كمحاولة أولية للسيطرة على الصداع النصفي كما تقول الدكتورة ماينن مثل: «نابروكسين (أليف)، اسيتامينوفين (تايلينول) وايبوبروفين (أدفيل، موترين)، وكذلك الأدوية الموجهة لعلاج الصداع النصفي، وتسمى مجموعة التربتان (Triptan)، وتشمل هذه سوماتريبتان (Imitrex) و ريزاتريبتان «(Maxalt). وتضيف الدكتورة ماينن: « بسبب عدم وجود الخبرة اللازمة في استخدام أدوية التريبتان، فإن بعض أطباء الطوارئ يستخدمون المسكنات المخدرة بشكل شائع، وربما يكون ذلك أكثر راحة لهم». ولهذا السبب، فإنني انصح أولياء الأمور وكذلك المرضى أنفسهم الذين يعانون من الصداع بطلب العناية الطبية لدى أخصائيين في مرض الصداع، وهم عادة أطباء المخ والأعصاب. وكما ترون، فإن بعض العوامل المسببة للصداع يمكن تفاديها، مثل تحسين نوعية النوم، في حين هنالك عوامل أخرى تتطلب فقط اهتماما من نوع خاص مثل الصداع المتعلق بالتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء فترة الحيض، وبالتالي فإنني أنصح أولئك النساء بالمتابعة مع أطباء أمراض النساء جنبا إلى جنب مع أطباء المخ والأعصاب. لقد اتفق الخبراء أنه في حال تم وصف المسكنات المخدرة أو الباربيتورات أو أي دواء آخر سواء لمرض الصداع أو غيره من الأمراض، فإنه يجب أن لا يتردد المريض أو وليه في سؤال الطبيب عما إذا كان هذا هو الخيار الافضل بالمقارنة مع بقية الخيارات المتاحة. كذلك فإن من حق المريض أن يطلب الحصول على رأي طبي آخر، وعليه ينبغي للطبيب أن يعطي المريض إحالة طبية شاملة طبقا للمعايير العالمية المتبعة بأسرع وقت ممكن. كما أوصي الجهات الرسمية وصناع القرار بإنشاء مركز متخصص ومرجعي على مستوى الدولة لمعالجة حالات الصداع المستعصية، على أن يدار هذا المركز وفقا لأعلى المعايير المطبقة في الدول المتقدمة. زوميق: بخاخ أنف لعلاج الصداع النصفي لدى الأطفال في شهر يونيو 2015م أعلنت شركة إمباكس (Impax) الدوائية، أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) وافقت على استخدام دواء زوميق ZOMIG® /zolmitriptan)) للأطفال فوق 12عاما وكذلك كبار السن لعلاج الصداع النصفي الحاد. يجدر بالذكر أن علاج زوميق هو أول بخاخ أنف من مجموعة (Triptan) توافق عليه إدارة الغذاء والدواء الأميريكية، ويوفر هذا العلاج طريقة بديلة للعلاج عند مرضى الصداع النصفي الذين يعانون من الغثيان المصاحب، أو صعوبة تناول الأدوية عن طريق الفم، مع التنبيه إلى أن علاج ZOMIG لا ينصح باستخدامه للمرضى الذين يعانون من اختلال شديد في وظائف الكبد، وأيضا أولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية إلا بعد استشارة الطبيب المختص. شافى الله جميع المرضى وعافاهم. * مؤسس ورئيس مجموعة ساين للمخ والأعصاب

مشاركة :