على غرار "ليبرا" .. 7 بنوك مركزية ترسم ملامح عملة رقمية لسد فجوات المدفوعات

  • 10/9/2020
  • 21:26
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شرعت مجموعة من سبعة بنوك مركزية كبرى تشمل مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أمس، في تحديد الشكل المحتمل الذي ستبدو عليه عملة رقمية للمساعدة على اللحاق بدور ريادي للصين، والتفوق على مشاريع خاصة على غرار عملة "ليبرا" التابعة لـ"فيسبوك". ووفقا لـ"رويترز"، قالت البنوك المركزية وبنك التسويات الدولية "إن الملامح الأساسية يجب أن تشمل المتانة والإتاحة بسعر منخفض أو بدون تكلفة، والمعايير المناسبة والإطار التشريعي الواضح والدور الملائم للقطاع الخاص". وقال جون كونليف نائب محافظ بنك إنجلترا المركزي ورئيس لجنة المدفوعات في بنك التسويات الدولية "إن تنامي المدفوعات بغير النقد منذ فرض إجراءات العزل العام لمكافحة جائحة كورونا يسرع الكيفية التي يمكن بها للتكنولوجيا أن تغير أشكال المال". وبدأت البنوك المركزية تفحص بشكل وثيق العملات الرقمية بعد أن أعلنت "فيسبوك" العام الماضي عملتها "ليبرا" التي لم تُطلق بعد، التي ستكون مدعومة بمزيج من العملات الرئيسة والديون الحكومية. ومنذ ذلك الحين عدل الكيان الذي يقف وراء ليبرا خططا ويأمل حاليا في إطلاق عدة "عملات مستقرة" مدعومة بعملات منفردة. وقال كونليف "إن البنوك المركزية بحاجة إلى المواكبة لتجنب قيام القطاع الخاص بسد فجوات في المدفوعات بطرق غير مناسبة". وبجانب مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" وبنك إنجلترا، فإن البنوك السبعة التي تحالفت مع بنك التسويات الدولية تشمل البنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري وبنك اليابان المركزي، لكن ليس بنك الشعب الصيني. وكان مسؤول في بنك التسويات الدولية قال "إن عملة "فيسبوك" المشفرة "ليبرا" المؤجلة حاليا، كانت بمنزلة "ومضة" دقت جرس الإنذار لدى البنوك المركزية في العالم التي سارعت للبحث بجدية أكبر للدخول في عالم العملات الرقمية". لكن رغم ذلك، هو لا يؤمن باختفاء النقود السائلة. وقال، بونوا كوريه، رئيس قسم الابتكار في بنك التسويات الدولية في بازل "لا إمكانية هناك لاختفاء النقود، يعود الأمر إلى الناس في اختيار وسائل الدفع التي يفضلونها، أعتقد أن العملة الخاصة والمال العام من ناحية والوسائل الرقمية والمادية من ناحية أخرى ستستمران في التعايش، خاصة في قضايا الشمول المالي". وأضاف في ندوة اقتصادية في جنيف نظمها منتدى الـ100 "دعونا نتخيل، على سبيل المثال، أن البنوك المركزية تصدر عملة رقمية يمكن استخدامها بالهاتف الذكي، لكن ليس كل الناس لديهم أجهزة تسمح بذلك وليس كلهم راغبين في استخدام العملات المشفرة، هنا ينبغي لهذه الشريحة أن يكونوا قادرين على الاستمرار في استخدام العملات المعدنية والأوراق النقدية، إضافة إلى ذلك، حتى لو تم استخدام العملات المعدنية والأوراق النقدية وسيلة للدفع بدرجة أقل، لكنها ستظل تستخدم كاحتياطي للنظام النقدي". بدورها تختبر الصين بالفعل يوانا رقميا، فيما يقول بنك الشعب الصيني في تصريحات سابقة، "إنه سيعزز انتشار اليوان في عالم عملات يهيمن عليه الدولار". وقال كينجي أوكامورا أكبر دبلوماسي ياباني معني بالشؤون المالية أمس الأول، "إن الصين تسعى إلى الفوز بميزة الريادة في بناء عملتها الرقمية الخاصة"، محذرا من أن "هذا أمر ينبغي أن نخاف منه". وقال كونليف "لا أعتقد أن هذا سباق بين البنوك المركزية"، مضيفا أنه "ما من حل بعملة رقمية لبنك مركزي سيهيمن على العالم بأكمله". وكانت، قد حددت الصين خططا لإجراء ما وصفته بمزيد من الاختبارات لمبادراتها الخاصة بالعملة الرقمية، فمع ازدياد التحول الرقمي للاقتصاد العالمي، يدرك عديد من الحكومات أن الدول التي ستسخر التقنيات المالية المتطورة، ستحقق مكاسب مستقبلية ضخمة، وستلعب التكنولوجيا المالية الناشئة وتحديدا العملات الرقمية، دورا مهما في اقتصاد المستقبل. ولا ترمي الصين من خلال قيام بنك الشعب الصيني "البنك المركزي الصيني" بإصدار عملة رقمية إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسة في الداخل والخارج فقط، إنما أيضا تحدي الدولار الأمريكي، لتعزيز مكانتها ودعم مساعيها لتبوُّء هرم النظام الاقتصادي العالمي. التجربة الصينية للعملة الرقمية الرسمية ستبدأ في بعض المناطق الأكثر تطورا في البلاد، إذ سيتم تداول العملة الجديدة في منطقة شمال الصين التي تشمل بكين ومدينة تيانجين الساحلية ومقاطعة خبي، كما ستعمم أيضا في منطقة دلتا نهر اليانجستي بما في ذلك مدينة شنغهاي، ومنطقة الخليج الكبرى في دلتا نهر اللؤلؤ، ويشمل ذلك كلا من هونج كونج وماكاو وشنتشن، على أن تمتد التجربة لاحقا إلى مدن وسط وغرب البلاد إذا ما نجحت. وتهدف تجربة العملة الرقمية الصينية إلى استباق دورة الألعاب الأولمبية عام 2022، على أمل أن يؤدي نجاحها الأولي إن حدث، إلى استغلال دورة الألعاب الشتوية للترويج للعملة الجديدة، كما أن تجربة تلك العملة تعد جزءا من حزمة واسعة من المبادرات التي أطلقتها الصين، لتحفيز الابتكار وتشجيع الانفتاح في قطاع الخدمات.

مشاركة :